عرار:

فاز الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني، بالجائزة العالمية للشعر "مدينة مارتن سيكورو 2017 بنسختها التاسعة"، والتي تشمل ثلاثة فائزين على المستوي الايطالي في الشعر "المنظوم، والحر، والعالمي"، إضافة إلى جائزة عالمية تمنح سنويا لشاعر عالمي، حيث خصت بها فلسطين هذا العام وحصل عليها السوداني.
وحضر حفل تسليم الجائزة الذي اقيم في قصر كارل الخامس التاريخي في مدينة مارتن سيكورو، في مقاطقة ابروتزو الايطالية، سفيرة دولة فلسطين لدى ايطاليا د. مي الكيلة، والملحق الثقافي للسفارة د. عودة عمارنة، والقنصل العام للجمهورية الايطالية في دولة الارجنتين أنطونيو بترورلو، وما يزيد عن مئة شخصية من عالم الثقافة والأدب وممثلي المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني الايطالي، والعديد من الصحفيين والمهتمين بالشأن والمشهد الثقافي المحلي والعالمي.
وقد اعلنت لجنة التحكيم أن حصول السوداني على هذه الجائزة حيث يعبر ومن خلال إنتاجه الأدبي عن هوية شعرية خاصة به ويمثل اهتماما خاصا بالسياق والفعل الأدبي، كما أن إنتاجه الأدبي والشعري مرتبط بشكل وثيق بثقافة وهموم الشعب الفلسطيني، وبالرغم من صعوبة الوضع هناك وتعقيداته إلا ان السوداني استطاع وبكل تجرد أن يستخلص من قصته الشخصية صورا لفظية وإيحائية بأسلوبه الخاص وبشكل ملفت جدا، له أسلوب جميل وذو معانٍ كثيرة، أسلوب أنيق مختار بعناية وتأملي، مخطط ومدروس بحيث يشد القارئ لقوة النص ولإبداعيته وموسيقيته.
كما واشارت اللجنة إلى أن شعر السوداني يتميز بأنه صاحب أسلوب ودرب أو ملمح أدبي خاص به ومخلص له ككاتب وشاعر، وهو صاحب رؤية وكلمة قوية في معركة الحفاظ على ثقافته وانتمائه لها، صاحب أسلوب ينقب ويحفر في بواطن مليئة بالأفكار والرؤى .
من جانبه وجه الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الشاعر حبيب الصايغ رسالة إلى الشاعر السوادني اشار فيها إلى أن الجائزة تعد تتويجًا لمسيرة السوداني الشعرية المتألقة، فهو أحد الأصوات المهمة في المشهد الشعري العربي الراهن، وتساهم في إلقاء الضوء على الشعر الفلسطيني ما بعد محمود درويش وسميح القاسم، الذي يضم الكثير من المبدعين المتميزين، حيث يواصلون حمل أمانة القضية الفلسطينية من سابقيهم، باعتبارها أكثر القضايا السياسية عدلًا، فقد تم اغتصاب الأرض الفلسطينية في وضح النهار بواسطة عصابات صهيونية هاجرت إلى فلسطين من شتى بقاع الأرض.. كما أنهم يصورون همومهم الخاصة، العادية واليومية، بناءً على قناعة جمالية بأن الهموم الذاتية في مجملها تصنع الهم العام بصدق أكبر.
ونوه الصايغ إلى الدور الذي لعبه الشعر الفلسطيني منذ النكبة حتى الآن، عبر أجياله المتواصلة، في خلق صوت ثقافي للقضية الفلسطينية يوازي النضال المسلح، فكما أن للقضية زعماء سياسيين تاريخيين، فإن لها شعراء تاريخيين أيضًا، بل إن بعضهم جمع بين النضال بالقصيدة، والنضال في ميادين القتال، وبينهم من استشهد فداء أرضه ووطنه، ليضرب مثلًا في إلغاء المسافة بين القول والفعل.
وتحدث الصايغ عن الدور الذي يقوم به الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، سواء في الداخل في رام الله وغزة، أو في الشتات، أو داخل حدود 1948، حيث أسس الاتحاد فرعًا داخل الأرض المحتلة، لكي يحجِّم المحاولات الصهيونية لاحتواء الحركة الأدبية الفلسطينية الواقعة تحت سيطرته، ويربط الأدباء الفلسطينيين تحت الاحتلال بوطنهم، وقال إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب استحدث جائزة تمنح سنويًّا للشعراء والساردين الفلسطينيين تحت الاحتلال بالتوالي.
بينما قال الشاعر مراد السوداني اثناء الحفل إن شعراء وكتاب وأدباء فلسطين يكتبون المختلف والذي لا ينسى، فهم يكتبون بالحبر الساخن، بدماء الشهداء، فيما يكتب شعراء وكتاب العالم بالحبر البارد، فالكتابة في فلسطين استثناء لأن فلسطين وترابها الحر استثناء، على وعي متماسك وتراكم معرفي وبطولات وسيعة.
يذكر أن الجائزة التي حصل عليها  السوداني تمنح برعاية مقاطعة أبروتزو وبلدية مارتن سيكورو واتحاد الناشرين في مقاطعة أبروتزرو ودار النشر والتوزيع دي فليشي والعديد من المؤسسات الايطالية.
ويذكر أن مراد السوداني شاعر فلسطيني ولد في بلدة دير السودان قرب مدينة رام الله في فلسطين، المحتلة، درس المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، والإعدادية في بلدة عارورة، والثانوية في بلدة بيرزيت. وتعزيزا لميوله الأدبية درس الأدب العربي في جامعة بيرزيت وحصل على الدرجة الجامعية الأولى العام 1995، وبعد فترة توقف واصل دراسته العليا فحصل على الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من نفس الجامعة العام 2012.
وهو الان الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ورئيس بيت الشعر الفلسطيني، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير الفلسطينية، صدر له العديد من المجموعات الشعرية منها "رغبوت" في العام 1998، "إشارات النرجس"، في العام 2002، "صداح الوعر"، في العام  2009، "السراج عاليا"، في العام 2009