وانطلقت الأمنيات بأن تحصد 2012 ثمار الأحداث التي عصفت بالمنطقة وأن تجد الديمقراطية طريقها إلى الأنظمة العربية.
أما على الصعيدين العملي والشخصي، فشهدت 2011، - بحسب صحيفة الجريدة الكويتية -  لحظات عز ومجد عاشها فنانون من خلال أعمال ناجحة قدموها وتركت أثرها الإيجابي لدى الجمهور، ولحظات انكسار وحزن عاشها فنانون آخرون لأنهم لم يكونوا في أعمالهم على مستوى طموحات الشعوب العربية التي تغيرت أذواقها وتطلعاتها بفعل الثورات، فما كان مسموحاً قبل الثورات لم يعد مسموحاً بعدها.
«الجريدة» سألت النجوم حول تقييمهم لعام 2011 والأحداث التي  عاشوها على المستويين الفني والإنساني وسجلت الانطباعات التالية.

زخم وتطلعات فنية جديدة
أحمد العونان .. خلط الفنان أحمد العونان مشاعره الجياشة في أمور عديدة وخرج بمزيج من مشاعر متفاوتة آملا أن تكون السنة المقبلة أفضل من السنة التي سبقتها وأن تخلد الذكريات الجميلة في القلوب بعد انقضاء 2011.
يقول العونان: «لم تكن السنة الماضية سيئة بالنسبة إلي ولم تكن جيدة، إذ لم أسجل تحولات تذكر عكس السنوات السابقة، فثمة  أعمال شاركت فيها لم تحصد النجاح المتوقع لدى عرضها على الشاشات العربية والخليجية ومرت مرور الكرام، من بينها: «اثنين في الإسعاف»، «سعيد الحظ»،  وثمة أعمال أخرى شاركت فيها مع ممثلين مخضرمين لهم إمكانات هائلة وجمهور عريض حصدت النجاح وحفظت مكانة لها في القلوب، من بينها: مسلسل «عيني عينك».
يتمنى العونان للفنانين والمنتجين والمخرجين سنة جديدة متميزة تكون أحسن من السنة الراحلة، وللعاملين على ازدهار هذا البلد أن ينتقلوا به نحو الأفضل و{كل عام وأنتم بألف خير».
حبيبة العبدالله ..  كانت سنة مميزة بالنسبة إلى الإعلامية الشابة حبيبة العبدالله، خصوصاً على مستوى البرامج،  لكن ما حققته لغاية اليوم لا يرضي طموحها كونها تبحث عن مزيد من التألق، تقول: «شهدت 2011 نجاحات كبيرة وجميلة على المستويات كافة، فكانت لي مشاركة فعالة في البرنامج الشبابي «كافيه شبابي» على شاشة تلفزيون الكويت، وهي تعدّ من أفضل مشاركاتي على صعيد الإعلام، كذلك  في برنامج «سهرات العيد»،  و أوبريت «كفوا المجذاف» لنبيل شعيل... ومازال أمامي الكثير لأقدمه في السنة المقبلة».  
تضيف العبدالله: «على الصعيد العائلي لم تكن ثمة تطورات تذكر، لكن لديّ مخططات أتمنى أن تسير على ما يرام في 2012».
بسمة .. طرحت المطربة الشابة بسمة ألبومها الأول «الذهب» في 2011 متحدية الظروف السياسية وتحذيرات شركات الإنتاج لها من عدم إقبال الناس عليه لانشغالهم بالتطورات السياسية، فحقق نسبة مبيع عالية في الدول الخليجية والعربية  وجعل من 2011 سنة مفصلية سجلت فيها بسمة انطلاقتها الفعلية في عالم الفن،  وهي تتمنى أن تتابع جهدها في 2012 لتعزيز مسيرتها الفنية في أنحاء العالم العربي.

فرص ذهبية ومحطات مفصلية
ختام 2011 مسك بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن بعد فوزها بالمرتبة الأولى في برنامج «ديو المشاهير» (عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال والفضائية اللبنانية)، وسلسلة من النجاحات حققتها على صعيد مشاركتها في الدراما، تقول: «أعشق الغناء منذ طفولتي، ومشاركتي في «ديو المشاهير» فرصة ذهبية أغتنمتها لأحقق حلمي بالغناء، قد أختار في المستقبل دوراً في فيلم أو مسلسل أغني فيه».
تضيف بو غصن: يتطلّب الغناء جرأة ومن الصعب أن أحترفه، لكن لا يمنع ذلك من أن تكون لي أغنية «سنغل»، المشروع وارد وما زال قيد الدرس».
تتمنى بو غصن  أن تحمل 2012 الخير والبركة والسلام على العالم العربي، «مللنا مشاهد الدماء والحروب، ونريد أن نعيش بفرح وسلام وكرامة...»
باسكال مشعلاني .. 2011  محطة مفصلية في حياة الفنانة باسكال مشعلاني، إذ ذاقت طعم الأمومة للمرة الأولى بعد إنجابها ابنها إيلي، تقول: «قلبت  الأمومة حياتي وبتّ أضبط أوقاتي وفق مواعيد إبني، تلاشت أنانيتي تجاه نفسي وأصبح إيلي محور حياتي، معه أشعر بأنني أملك الكون بأسره، وعندما أحضنه أعيش أجمل لحظات  الحب والأمل، أروع ما في الأمومة العطاء من دون حدود».
تضيف مشعلاني: «لو فازت النجمة بجوائز الكون وحازت ألقاب العالم ما من شيء يضاهي إحساسها بأمومتها. قد لا يعني هذا الشعور للبعض لكن هذه اللحظات هي الأجمل في الحياة».
تهدي مشعلاني الجمهور في العالم العربي أجمل أمنيات السلام والهدوء وراحة البال وتأمل بأن تزول العواصف الهوجاء التي تصيب بعض الدول العربية.
ريدا بطرس .. حملت 2011 إلى الفنانة ريدا بطرس تغيراً جذرياً وجه حياتها نحو طريق مختلفة عن تلك التي مشتها لغاية اليوم، فقد دخلت القفص الذهبي بعد زواجها من رجل الأعمال اللبناني جورج خوري الذي جمعتها معه قصة حب قوية  وطويلة، وهي اليوم حامل وتنتظر اختبار تجربة الأمومة، وقد تحدثت مصادر مقربة منها عن قرار اعتزالها الفن للتفرغ لعائلتها وحياتها الزوجية.
في حديث سابق إلى «الجريدة» أكدت ريدا أن الفن مجد باطل فيما  العائلة هي التي تبقى وتدوم، مبدية عدم إيمانها بقدرة الفنانة على التوفيق بين الفن والحياة الزوجية نظراً إلى الانشغالات والالتزامات التي تفرض عليها قضاء معظم وقتها خارج منزلها.
مادونا .. بعدما أُبعدت لسنوات، عن قصد أو غير قصد، حازت مادونا في  2011  الـ «موركس دور» كجائزة تكريمية لفنانة اعطت الكثير وشكلت حالة استثناية منذ انطلاقتها في عالم الفن، وما زالت تلاحقها الأضواء أينما حلت ويطالب الجمهور بها نظراً إلى حضورها المحبب.
تؤكد مادونا أنه لو توافر لها إنتاج مناسب لكانت نفذت مشاريع أغنت المكتبة الموسيقية العربية.
تتمنى مادونا أن تكون 2012 زاخرة بنتائج الثورات الإيجابية التي لا بد من أن تنعكس حياة حرّة وكريمة وهانئة على الشعوب العربية»، وأن تحمل الصحة للناس جميعاً، «إذا كانت الصحة جيدة ما من شيء يقوى علينا».

حرية في طرح الإشكاليات
2011 عام النجاحات على المستويات كافة بالنسبة إلى  الفنانة  هند صبري، تقول: «على المستوى العام نجحت ثورتا مصر وتونس، وعلى المستوى الشخصي انجبت عليا مولودتي الأولى من زوجي رجل الأعمال المصري أحمد الشريف».
بدورها تصف الفنانة  درة التونسية 2011 بعام الثورات العربية، لا سيما بعد نجاح ثورتي تونس ومصر، وعلى المستوى الفني حققت أدوارها نجاحاً سواء في مسلسلي «آدم» و{الريان» أو في فيلمي «سامي أكسيد الكربون» و{تك تك بوم». أما على المستوى الشخصي فهي تعيش أجمل أيامها بعدما خُطبت إلى رجل أعمال تونسي.
«2011 عظيمة بالمقاييس كافة»، هكذا يراها الفنان محمود عبد المغني، فقد حقق مسلسل «المواطن إكس» الذي شارك فيه نجاحاً وفاز بجائزة أحسن عمل درامي عرض في شهر رمضان.
يوضح عبد المغني أن «ثورة 25 يناير في مصر طهرت نفوسنا وأصلحت مشاعرنا الداخلية».  يضيف: «على المستوى الشخصي حياتي مستقرة لم تكن فيها أحداث سيئة، وأعتبر علاقتي الطيبة بأهلي وزوجتي وإخوتي وأصدقائي نعمة أتمنى الحفاظ عليها دائماً».
من جهتها تشير الفنانة داليا البحيري إلى أن الحدث الأهم في 2011 هو الثورة التي أحدثت تغييراً على المستويات العملية والإنسانية، «أصبحنا أكثر حرية وجرأة في التعبير عن آرائنا»، من ثم مشاركتها في انتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى في حياتها.
تضيف البحيري: «بات الفن أكثر تحررا عمّا مضى، وناقشنا أفعال ضباط أمن الدولة في أعمال درامية وسينمائية، وهو ما لم يكن متاحاً في السابق وبهذا الشكل».
يصف الفنان أحمد بدير 2011 بـ «عام الفرحة» بعد ثورات الربيع العربي التي توزعت على البلاد التي تشهد تظاهرات: تونس ثم مصر وليبيا واليمن وسورية - قريباً-  وانتفاضة الشعوب التي تسعى إلى إسقاط الأنظمة الديكتاتورية وإقامة أنظمة ديمقراطية.
الحدث الأبرز لبدير، على المستوى الفني، تقديمه المسلسل الكوميدي «كيد النساء» الذي احتل المراتب الأولى في الاستفتاءات ونال إعجاب الجمهور، بعدما ملّ من مشاركته في أعمال تراجيدية.
أما أسوأ اللحظات التي عاشها بدير على المستوى الإنساني فهي رؤية الشهداء يسقطون في الثورات، معتبراً أن {دماءهم هي التي أتت إلينا بالنصر والأمجاد».
أما الفنان محمد رياض فيرى أن الثورة المجيدة هي الحدث الأكبر في 2011 وأي أحداث عملية أو حتى إنسانية أخرى  لا معنى لها، «عندما أمرر شريط حياتي في هذا العام الذي يمضي لا أرى أمامي سوى الثورة، مع أنني شاركت فيه في مسرحية «حباك عوضين تامر» التي حققت نجاحاً»، لذا يراها رياض سنة سعيدة وصعبة في آن على أطياف الشعب المصري بمن فيهم الفنانين، ويتمنى تجاوز هذه الأزمة للانتقال من النظام الشمولي إلى الديمقراطي بشكل طبيعي وسهل من دون الاضطرار إلى دفع ثمن الحرية كما حدث في بداية العام.

استفتاء وانتخابات
أبرز حدث مرت به الفنانة  راندا البحيري  في 2011 هو الحالة المميزة والجديدة التي تعيشها كواحدة من أفراد الشعب المصري، حيث تشارك في الاستفتاءات وتعطي صوتها في الانتخابات وسيؤخذ برأيها للمرة الأولى وهو ما اعتبرته تحولا كبيراً.
أما على المستويين العملي والشخصي فتقول البحيري: «للأسف توقفت هذا العام عن العمل لأنني لم أجد دراما قوية تعيدني إلى الفن بعد غيابي الفترة الماضية لانشغالي بحياتي الأسرية. على رغم عرض مسلسل «لحظات حرجة» ونجاحه لكني لا أعتبره من إنجازاتي هذا العام لأنه عرض بشكل حصري على إحدى الفضائيات. على المستوى الشخصي فقد انفصلت عن زوجي والد ابني».
من جهتها ترى الفنانة أميرة العايدي أن 2011 سنة حزينة «مع أن الساحة السياسية شهدت أحداثاً جيدة لكن وقوع شهداء يضفي السواد على هذا العام، لذا أتمنى أن تتحسن الأوضاع ونجني  ثمار الثورة من دون اعتصامات وتظاهرات وفقدان للأرواح».
تلاحظ العايدي أن الفن كان في أسوأ حالاته هذا العام بسبب تراجع مستوى الإنتاج عما كان عليه في السابق،  فالكل يعاني سواء كان شركات كبيرة أو حتى صغيرة، وحتى من أنتجوا أعمالاً في العام الماضي وعرضت هذا العام عانوا من انخفاض العائد المادي بعد عرضها على شاشات التلفزيون الأرضي والفضائي.
تضيف العايدي: «على رغم فرحتي بنجاح «عريس دليفري» و{نونة المأذونة» إلا أنني أعتبر 2011 من أقسى سنوات حياتي إذ فقدت أمي رحمها الله وكنت شديدة القرب منها».
أما الفنانة رجاء الجداوي فتقول: «2011 كانت سيئة بسبب الأحداث التي حفلت بها من فتنة طائفية وانفلات أمني وسقوط شهداء وانخفاض مستوى الإنتاج الدرامي وتأجيل مشاريع فنية أو إلغائها.
تضيف الجداوي: «في نهاية 2010 أمل الناس أن تكون 2011 أفضل،  لكن بعد الأحداث التي عاشوها باتوا يخشون من أن تحمل لهم السنة المقبلة مزيداً من المآسي لذا يخافون من وداع العام الحالي».