|
عرار:
اللقــــــــــاء الأول : كان حفل زفاف أختي وكنت لم أتجاوز العشرين من عمري ،انسللت من بين الحاضرين الذين كانوا في رقصهم وفرحهم ودخلت لغرفتي لأتناول حبة المسكن لأرتاح من الصداع المفاجئ الذي انتابني ، وما أن دخلت وأغلقت الباب حتى فوجئت بفتاة حسناء لم أرَ مثل جمالها يوما ولا رأيتها من قبل، فانتابني خوف فظيع من هذه المخلوقة فنظرت إلي، وابتسمت ابتسامة خبيثة ولكنها جميلة، واقتربت مني بهدوء دون أن تشيح بنظرها عني ،ولما أصبحت أمامي تماما وضعت اصبعها السبابة في صدري وقالت ًًً: حسنا جئتك بلا موعد ولكني مرسلة من الزعيم الأكبر لأخبرك أنه قد قرر قتلك وأنني المسؤولة عن عملية القتل، ربما ليس الآن ،ولكن سأحضر يوما لأنتزع قلبك من صدرك وأدعهم يأخذونك جثة هامدة ليرموك في حفرتك المقدرة لك. كنت اسمعها ولكن الدم كان قد جف في عروقي وما أن اختفت من أمامي حتى خرجت مسرعا من الغرفة راكضا باتجاه والدتي ،فسحبتها من يدها ودخلنا المطبخ وأنا أرتجف كالمجنون ،فأخبرتها بما رأيت فطلبت مني أن أستلقي على الأريكة وبدأت تقرأعلي ما تحفظ من آيات القرآن. وتقول: قلت لأبيك يجب أن نذبح لله ونقرأمولدا في البيت ونطرد الأرواح من المنزل ولكنه لا يستمع. اللقــــاء الثــــاني : وكان فرحي كبيراً يوم تخرجت من الكلية وكان أهلي وأصحابي وأقاربي يملأون المنزل ،وكنت في قمة السعادة عندما انتابني صداع فظيع وشعرت أن رأسي يُضرب بساطور، فاستأذنت الحاضرين ودخلت لأتناول قرص المسكن وما أن أمسكت حبة المسكن حتى أحسست بيد من ورائي تربت على كتفي فالتفت، فإذا بها المرأة التي رأيتها قبل بضع سنين فتجمدت في مكاني فقالت لي :لا تخف جئتك لأنقل لك تهاني الزعيم وهو يخبرك بأن موضوع قتلك قد أجل قليلا ولكنه أمر لا بد منه ،وهو طلب مني أن أنصحك ألا تنسى أن لك موعدا. ومع هذه الكلمات التي خرجت من فمها الجميل القاتل دخلت والدتي الغرفة فرأتني جامدا كصخرة فصاحت بي وساعدتني بالإستلقاء على السرير، وبدأت تقرأ علي آيات من القرأن وهي تقول: صيبة عين والله. وعندما أخبرتها بما رأيت طلبت مني ألا أتحدث بهذه التخاريف. وعندما سمع والدي في صباح اليوم التالي بما حصل معي سألني قائلا :هل تعاطيت أي أدوية أو مسكرات أو مخدرات فحلفت له ما تناولت شيئا مما ذكر. ثم مرت الايام . اللقــــــاء الثـــالــــث : عندما أنجبت زوجتي ابننا البكر كانت الدنيا لا تسعني وحضر أهلي وأهل زوجتي ليباركوا لنا بالمولود الجميل ،وكنت بينهم كطائر يحلق في السماء، وكان أن دخلت لغرفتي لأحضر آلة التصوير لآخذ لقطة تذكارية فما أن أخرجتها من الخزانة وأغلقت الباب حتى شعرت بسيخ من النار يسري في يدي ورجلي اليسريين ثم أحسست بصداع رهيب ومن خلال المرآة رأيت خلفي المرأة التي رأيتها منذ زمن وكانت تهز برأسها كمن لا يعجبه حالي، وقالت : أقول لك كلمة واحدة ،لا تفرح كثيرا أنت لا تهلوس والموعد ما زال كما هو .فسقطت مغشيا علي ولم أصح إلا وأنا في المستشفى وحولي عدد من الأطباء والممرضات . اللقــاء الـــرابـــــع : كنت أقود سيارتي وأنا في عجلة من أمري فابني البكر كعادته متأخر عن امتحان الثانوية العامة وعلي أن أساعده ليصل في الوقت وبينما كنت أقود التفت إلى يمين الطريق فرأيت تلك المرأة الجميلة تبتسم ابتسامتها المجرمة ،وتشير باصبع يدها للطريق فأمسكت رأسي بيدي واليد الأخرى ظلت تمسك المقود وابني يصيح بي لأخفف من سرعة السيارة ولا أدري كيف وقعت قدمي على الفرامل وآخر ما سمعته صوت ارتطام عنيف . وعندما عدت لوعيي كنت في المستشفى وجسمي موصول بالكثير الكثير من الخراطيم والأسلاك . اللقاء الأخير: كنت أحاول أن أكتب مذكراتي، وكنت أجلس على مكتبي و في يدي سيجارة وأمامي فنجان القهوة ولا أعلم كم مضى من عمري على وجه التحديد ،وفجأة انتابني صداع شديد، وأحسست بثقل في أطرافي ،وما عدت أستطيع تحريك جسمي .حاولت أن أصرخ وأطلب أولادي وزوجتي، فلم يخرج الصوت وبدأ عرق بارد يتصبب من كل جسمي، التفت فإذا بالمرأة تلك تمسك بي بقوة وأنا لا أستطيع أن أفلت منها ثم أغمي علي ،وعندما صحوت في المستشفى كانت المرأة ما تزال بجانبي ويبدو عليها أنها مشغولة بشئ ما ،وهي على وشك القيام به، وكان حولي زوجتي وأبنائي ولكن أحداً منهم لم يلاحظ وجودها فكنت أنظر لها مرة ومرة لهم .اقتربت برأسها مني وهمست في أذني قائلة: الزعيم يبلغك سلامه ويخبرك أن الوقت قد حان وأن علي أن أقتلك وأنجز عملي الساعة فألقِ على أهلك آخر نظراتك واستعد .عرفت أنها صادقة وبدأت أتأمل بوجوه أبنائي ويد قوية بدأت تضغط على عنقي وثقل كبير على صدري وحشرجات تخرج من جوفي. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 10-10-2017 06:38 مساء
الزوار: 1234 التعليقات: 0
|