عرار:

أياعمرو بنُ كـــلـثوم تمهل وأنظرنا نخــبرك اليقيـــــنا
بأنَّ ولاتـــنا حكّــامُ خزيِّ وباعوا قدســـنا والرافديــــنا
وهانت في عيـــونِـــهم المرايا وباتوا لليهود خانعـيــنا
فقد باعـــوا الكرامة للــيالي وصاروا للتذلل عاشـــقينا
فماأبكاهموا أنَّات ثكلـى وما خجلوا وقد أحنوا الجــبينا
فسحقا للذي قد باع مجدا وما أبـقى لنـــا دنـــيا وديــنا
فقف بنا على أعتاب ليلى فليلى خانــــها من ضـلّ فينا
ألا ياعمرو لاتأســى علينا فما بأيديـــــهم بل أياديـــــنا
أيا عمرو على سفن الليالي دعاةُ الخزي والــعار أتينا
هذا أقصانا ياعـمرو يـــبكي يـلوذ بربه والثـــائريـــــنا
يهفو محمدا والإسرا تندىَ ويــشكو حاله للــصامدينا
ألا أين من ولُّوا فُرادى وقطـّعـــوا الأواصــر عامــدينا
فملأ البحرَ أشباهُ الرجال فحطّ السيلُ أغرقها الســـفينا
أنا ماعــدت ياعـــمرو أبـالي بحـــكامٍ تولوا خـانـعيـنا
تكسرت الشـراعُ بكل واد تفـــــرقنا ورُحـــنا تائهــــينا
تَحطَّمَ فى غصون الشمس وردٌ وما نبتَ ومامنه روينا
أياعمرو بن كلثوم أتينا على مجد العـروبة ما حيـِـــيْنا
بأنصاف الرجال من الولاة فعادهولاكو يصفعناالجـبينا
بأي مشيئةٍ حكامَ عُرْبٍ نوادع بالــــسلام الغاصبـــــينا
فهذي أرضُ روَّتْها الدماء وهذي أرضُ تبكينا الحــنينا
ملأوا صدرنا بالخزي حتى طوانا البحرُ فـعُدنا غارقيـنا
أياعمرو بن كلثوم رأيتَ سلامَ الذلِ ( بكامب )السافلينا
وضعنا سلاحنا ومضينا نلهوونمرح في خضوعٍ عابثينا
أياعمرو بن كلثوم تمـــهّلْ وأنـظرنا نخبِّرْك الـــيقـــــينا
بلادُ الشام ينعقـها الـغرابُ وتشـكو حزنها للــناظــــرينا
وكدرًا نشرب ياعـمرو حتى تجرَّعنا المـــنايا عاجـزيـنا
بات كل فِرْقٍ في طريـق وتجمعُنا التفــاهةُ فارحيـــــــنا
وكل حروبنا رفضٌ وشجبٌ فهَّنَّا في عيـــون الطامـعينا
شاخت عروبتنا ياعمرو حتى تجرَّعنا المذلةَ صــاغرينا
فباتَ الهزلُ يملؤ ذي الساحاتِ وباتَ شريفُنا فينا مَدِيْنــا
يموتُ الحرفُ في حرمِ المعاني ويأبى الغيمُ فجراأن يبينا
ويُفتي في بلادي الجهلُ حتى رأينا الحق مكتوفًا حزينـا
أياعمرو بن كلــــثوم تمهَّلْ وأنظرنا نخبِّرْك اليقـــــــــينا
أبناؤنا يموتون قهرا نُهدِّمُ فوقهموا المــــنازل قانعــــينا
دواعشُـــنا هنا بالدِّين تقتلُ تُكبِّرُ حينَ تنحرُ مُسلــــميــنا
وترفعُ رايةً للنصرِ تعلو وتحرقُ باسم الحقِ الرافضــينا
أوتدري ياعمرو بأنّا كنَّا خيرَ من ركب المطايا أجمعيــنا
وكان عِدَاتُنا في الغربِ عُمْيـــًا وكنَّا مِشعلا للـــقاصـدينا
نُجـــــــيرُ مَن أتانا ولا نَمُنُّ فإنَّا قد وَرِثْنا المــــــجدَ دِيـنا
لـماذا بلادنا صارتْ خرابًا في كلِّ صوبٍ قتلوا الياسمـينا
وتختالُ الذئابُ في ثرانا وتنفث الأفاعي الســــُّمَّ فيـــــنا
بحبل العقل يعتصم الأعاجم وصرْنَا بحبل الله جاحديـــنا
نعيبُ زماننا ياعمرو حتى جهلنا بأنّا أجهلُ جاهلــينــــــا
فلاتأس ياعمرو علينا فقد مِتْنــا وقــــد صرنا طـحــــينا
فنحن في عِدادِالموتِ ذكرى لمن وهنَ ومَن أحنى الجبينا