نظم منتدى الجياد للثقافة والتنمية وبالتعاون مع هيئة شباب كلنا الأردن، أصبوحة شعرية بعنوان «قناديل عربية» في إربد، رعاها محمود الشبول، للشعراء: د. محمد العموش، نضال الرفاعي، والشاعر السوري عبد المنعم جاسم، وأدارت مفردات الأمسية الشاعرة إيمان العمري وسط حضور من المهتمين والمثقفين.
واستهل الأصبوحة الشاعر العموش، الذي قرأ مجموعة من القصائد الإنسانية والوجدانية، حيث تأمل فيها معنى الحرية وبث حنينه إلى الأم والحبيبة، شاعر متمكن من لغته وجملته الشعرية المتماسكة التي تفيض دهشة وقوة في التعبير عن اللحظة المعاشة.
من قصيدة له يقول فيها:»صَدوقٌ ... ولكنّني أكذِبُ/ إذا قلتُ «فَقدُكِ لا يُرعِبُ»/ تَفَقّدتُ فَجْرَاً حَدائقَ جُرحي/ فلمْ أدرِ مِنْ أيِّها أعجَبُ؟!/ مِنَ اليابساتِ على سُوقِهِنَّ/ لَهُنّ بِصدرِ الهوي مِخلَبُ/ أمِ النّاشئاتُ بَراعِمُهُنّ/ وَليداتُ صَدِّكِ ... كَمْ تُتْعِبُ/ صَباحاً أُحَضِّرُ قَهوتَنا/ ويذوي النّهارُ، ولا أشربُ/ يقولونَ: شِعرُكَ شَاهدُ قَبرٍ/ وَشَبّابةٌ بالأسي تَنْحُبُ/ إذا كنتُ أبْري الضُّلوعَ يَراعاً/ وَحِبري النّزيفُ، فَمَا أكتُبُ؟!!/ وُلِدتُ اضطراراً كما لا أحبُّ/ دعوني أمُتْ مثلما أرغَبُ».
ومن قصيدة أخرى له يقول فيها: «شربت حبر دواتي فضل سمرتها/ وكان ناي القوافي حزن نبرتها/ وكلما ضاق بي معنى وأعجزني/ أوحى لي الله ما يتلى بنظرتها/  فما تعمقت في ألواح حكمته/ حتى عرجت له من غار فكرتها».
إلى ذلك قرأ الشاعر نضال الرفاعي مجموعة من القصائد من مثل:»عرس في الطين، حاشاك، وقصيدة من شرفة صلاح الدين»، قصائد تنتمي إلى عمود الشعر، فكانت قصائده ترجمة للواقع العربي واستحضارا للفارس العربي صلاح الدين الأيوبي حيث أطل عليه من شرفته مستذكرا هذا البطل العربي وفتوحاته، ومتباكيا على ما آلت إليه القدس وكافة المدن الفلسطينية من قتل وتهويد لأقدس الأقداس لغة معبرة عما يجول في خاطر الإنسان العربي.من  قصيدة «من شرفة صلاح الدين» حيث يقول فيها:» من شرفة صلاح الدين/ عين لنابلس والأخرى من القدس/ صبّ تأرجح بين الصدّ والهمس/ وجه بعجلون والآمال تأخذني/ غرباً إذ الشمس خجلى من سنا شمسي/ حين التفت لبيسان الهوى ثملا/ شوقاً إلى طبريةٍ هوت نفسي/ نبضي بدار صلاح الدين أوقفه/ صمت الخنوع بأرض المجد والبأس».
ومن قصيدته «عرسٌ في الطِّين» نقتطف منها:»للطِّينِ هيَّا فإنَّ العُرسَ في الطينِ/ إنِّي نَذرتُ وبرُّ العَهدِ من ديني/ هذي المروءةُ طولَ العمر أعرفها/ رضعتُها من رؤومٍ حينَ تُثديني/ زُفُّوا عيوني بآمال لكم خشعتْ/ إن غابَ طَيفي فللرحمن زُفُّوني/ أمهرتُ بأسًا بقلبِ الليثِ منبَعُهُ/ ذلَّلتُ خَطبًا فكانَ العزمُ يرويني».
وأختتم القراءات الشعرية الشاعر السوري عبد المنعم جاسم المقيم في السعودية فقرأ مجموعة من قصائده التي لا تخلو من إعتمال الفكر فيها واللغة المكثفة المعبرة عن الشأن الإنساني المعاش، شاعر يمتلك مفردة عميقة تتسم بإيقاع الروح وإيقاع الحياة.
من قصيدة له يقول فيها:»املأ حقائبك اللعينة ما تشاء/ وارحل/  فقد ملّتك أرض الكبرياء/ واحمل رفاق السوء/ واغرب من هنا/  إن الدماء تثور من مرأى الدماء/  هذا الفرات العذب/ لا تغسل به كفيك يا ابن/ إنه ماء السماء».
وكانت مديرة الأصبوحة قدمت الشعراء بلغتها العالية وقصائده الموجوعة، وكما ألقى رئيس المنتدى سامر المعاني كلمة شكر فيها هيئة شباب كلنا الأردن، ومن ثم تم تكريم الشعراء بالشهادات التقديرية على اسهاماتهم في نجاح هذه الأصبوحة الشعرية. 

الدستور الاردنية