أقيم لها العديد من الأمسيات الشعرية في الأردن وفي وطنها الأم المغرب ، فقد عطرت اليوم صفحات عرار بعبق كلماتها ومفرداتها ... لن اطيل عليكم سندعكم مع فارسة الكلمة وهذا الحوار .

1. قبل أيام أقيمت لك أمسية شعرية في مدينة الرمثا الأردنية هل لك أن تحدثينا عن تلك الأمسية وكيف كان التفاعل مع قصائدك وحضورك ؟
الحمد لله كانت أمسية رائع بكل المقاييس بحضور جمهور أنيق له ذائقة أدبية رائعة و بادارة الدكتور الشاعر خالد الفهد مياس ،و سعدت جدا بتفاعلهم و احتضان الجمعية للفكر و الثقافة بمدينة الرمثا لهذه الامسية الهادئة التي أتمنى لها و لكل الساهرين عليها كل التوفيق في الارتقاء بالاصوات الأدبية العربية .

2. شاعرتنا الكبيرة متابعيك في عرار ينتظرون منك قصيدة تهديها لهم ؟
أهديهم بكل الحب و الود بعض الابيات من  قصيدة :

حكم الهوى

من ألـــف أغنية ناشدت ذكـــــــــركُمُ
إن عـــــدتُ يوما سيبقى رسم عنواني

تــــــالله ما نلت بالإيقـــاع أغنــــــــية
ولا بأنغــــــام أوتاري وألــــــــــحاني...

كيــــف العـــزاء إذا ما لم يصن قدري
يا ويح نفسي إذا كان الهوى فـــــــــاني

دع عنك نفـــــــــــسك يا قـــلبا يشيّعني
صــــوتا فتاريخي منــــــقوشٌ بوجداني

مــــــــــا عــابني الفقر ، إن الفقر هذبني
لكـــــــــن لعلمك صيــــتي اليوم أغناني

ومــــــــــــا اغتررت بما تبديه من ترفٍ
نفـــــــــــسي العزيزة تبدي اليوم برهاني

آهٍ مـــــــــــن الحب آهٍ من عـــــــــــمائله
لقـــــــــد تمـــــكن من قلـــــــــبي فأوهاني

أذعـــــــــــتُ حبا حرصت الـــدهر أكتمهُ
والـــــــــــــيوم أفــــــــــشيهِ يا حبا تولاني
لا ســـــــــــامحَ الحب ، أفضى بي لمهزلةٍ
فــــــــــيا تــــــرى ما الذي بالحب أعماني

دمــــــــــــعي يسح عـــــلى الخدين منهمرٌ
فالعـــــــــين بحري وســــاح الخد شطآني

ضــــــــــــريبة المبـــــتلى بالعشق يدفعها
دمـــــــــعا وقد جــــــــفَّ من عينيَّ هتَّاني
وأنـــــــــــــت عينــيك تخفي ما يكابدها
لا تـــــــبديانِ ســــــوى زورٍ و بهـــتان

فـــــــــــفيهما يــــــــــا منايا ما أُسَرُّ بِهِ
فـــكيف أصبحت عندي الظالم الجاني ؟

حـــــــــسبي على زمنٍ يمضي بلا سُبًلٍ
يبـــــــــــتاعني بعــرى عيني و أجفـاني

يـــــا ليتني ما رضيتُ بالهــــوى حكما
فــــــــــــإن حكم الهوى بالحب أرداني

لكـــــــــــــــــنه قــــدرٌ ، الـــلهُ قــــدَّرَهُ
فـــــــــــــلا تــــــأفف مــما الله أعطاني

3. سناء الحافي كيف تجمع بين الأدب والإعلام هل لك أن تحدثينا عن ذلك ؟
الكتابة الأدبية تعتبرجزءا مهما من حياتي الشخصية أتعيش معها وفق انفعالاتي و ظروفي و أحلامي ، أرسم ألواحا شعرية تماشي تطالعات المرأة في الحب و الذكرى و الأمل و هذه الزوايا ضيقة في مجتمعنا العربي تحتاج الى توسيع في المفاهيم و الرؤى مقارنة مع الطرف الاخر .أما الاعلام فهو عالم خاص فيه الكثير من التناقضات و الانتقادات و يجب الحرص على ذوق المتلقي في طرح اي مادة اعلامية  تكاملا بين اسس الثقافة و الاعلام الذي يعتبر  الأسلوب الناجح للدعاية الادبية و ترويج الأفكار في وسط مهىء ثقافيا لاستقبال السيول الفكرية التي تقدمها المصادر التي تتحكم بالذوق العام .

4. صدر لك عدة دواوين شعرية، كيف كانت هذه التجربة بالنشر وكيف تفاعل معها الجمهور ؟
هي تجربة بسيطة أضافت لي الكثير من الالتزام بالقيمة المعنوية للديوان الشعري الورقي الذي مع الاسف الشديد يعاني من تقاعس دور النشر و التوزيع لتوصيل الاصوات الشعرية الجديدة  للقارئ و كذلك  تزامنا مع ظهور التقنية في طرح دواوين صوتية و الكترونية التي أصبحت  سهلة المنال .

5. هناك من الشعراء يندم انه نشر قصائده في ديوان ، حيث يرى ان تجربته الأدبية نضجت أكثر في السنوات مع بعد صدور الديوان ما تعليقك على ذلك؟
ما من شاعر إلا وله بدايات متواضعة يتخطاها ويكبر عليها بعد حين و قد ينشر بعضها في  ديوان ثم يندم علي نشره ويتمني ألا يظل لصيقاً باسمه أو يضاف إلي شعره خاصة بعد احساسه بالنضج الفكري و هذا ما أحس به حين أعاود قراءة ديواني الأول  ليس لنضج كاف مني لأنني لازلت في مرحلة التعلم و الاكتساب  و لكن للاختلاف و التغير الفكري و التوجه الأدبي الذي واجهته في هذه المرحلة مع مسؤولية ارضاء المتتبعين و القراء  الذين يستحقون  الافضل منا دائما .

6. هل تحدثينا عن أمسياتك ومشاركاتك في المهرجانات العربية والمغربية ؟
أعتز و بصدق ببعض الفعاليات التي شاركت بها في بلدي المغرب مع بعض الجمعيات الثقافية مثل : جمعية ابن سينا وجمعية  النبراس الثقافية  و المجلس العلمي لمدينة وجدة  و كذلك الامسية التي نظمتها لي وزارة الثقافة المغربية بالجهة الشرقية بادارة السيد محمد بوحسون و الدكتور يحيى عمارة ، و كذلك اقامتي بالسودان الشقيق أتاحت لي الفرصة بالتعرف على بعض الشعراء و الكتاب الذين سأفتخر بلقائي بهم ما حييت، كذلك الامسية الرائعة في الجمعية العربية للفكر و الثقافة بالاردن التي كانت خطوة أولى في تواصلي مع الساحة الشعرية بالاردن .

7. كيف تقيم سناء الحافي الساحة الأدبية في المغرب وما هي السلبيات والايجابيات بصراحة تامة وما هي المقترحات ؟
من الملاحظ أن كتابات العقاد وطه حسين والرافعي والزيات كانت تصل بكيفية منتظمة إلى الوسط الأدبي المغربي, وتَلْقَى الصدى الحسن في نفوس المغاربة, مما جعل الحركة الشعرية المغربية والحركة النقدية تأخذان مجرى مغايراً و بدأت الساحة الادبية في المغرب  تعرف تنوعاً في الإنتاج  خاصة بعد دعم جلالة الملك محمد السادس نصره الله و حفظه للثقافة في المغرب و ترأسه العديد من الفعاليات الكبرى ايمانا منه بالمواهب الفكرية و الثقافية التي يمتلكها الشباب و لكن يبقى الحصر قائما على بعض الاسماء المختارة وفق وضعها و الهيئات الداعمة لها او الاحزاب التي تجعلها ناطقة باسمها و هذه معضلة بحد ذاتها أحيانا تقيد الكثير في أخد حقهم في الظهور وفرصتهم في  التواجد .

8. كيف تجد سناء الحافي الإعلام الثقافي الالكتروني وتفاعله مع الساحة الأدبية في الوطن العربي بكل شفافية؟
من الصعب تصور وجود مستوى يتكافأ فيه الاعلام الورقي ونظيره الرقمي  فهذا الأخير يتألف من خليط من الأصناف الفرعية رغم تشعبها و التي يمكن التمييز فيها بين ثلاثة أطراف : مُخضرمون يزاوجون في النشر بين الورق والرقم، وآخرون حصلوا على وضعهم الاعتباري في الشبكة فلازموها، ثم آخرون انطلقوا من الأنترنت، حيث حصلوا على شهرة واسعة، ثم التحقوا بالنشر الورقي في ما بعد . و  ما يوحِّدُ هذه الأصناف الثلاثة عموما هو التهافت على منابر النشر بصرف النظر عن اختلاف توجهاتها و نتائجها و لكن بالنهاية فالقارئ العربي يتمتع احيانا بذائقة أدبية صعبة الارضاء خاصة في غياب النقد الادبي الهادف في وسط قلّ فيه الشعر و تكاثر فيه الشعراء .

9. كلمة أخيرة لشاعرتنا الكبيرة ؟
اشكر وكالة عرار على هذا الحوار المميز و على جهودها في الارتقاء بالشعر و كل فنون الأدب العربي متمنية لها النجاح و التوفيق في مسيرتها الاعلامية .شكرا لكم