" الشعر مرآة المجتمع" والشاعر صورة لنفسه ومجتمعه , من هنا كان الأدب الحساني منذ نشأته الأولى وسيلة من وسائل التعبير واستغلال الكلمة في شتى صنوف الحياة , فترك الشعراء الحسانيون بعطاءاتهم بصمة خالدة وصورة ثلاثية الأبعاد عن طبيعة العصر الذي نبغوا فيه , تحدثوا عن العادات والتقاليد , عن الأعراف والأخلاقيات , تغزلوا ووصفوا ووجهوا كل من موقعه وانطلاقا من منظومته المعرفية والإجتماعية فجسدوا أوجه الاختلاف في الثقافة الحسانية التي تتغير من جهة لأخرى ومن مكان لآخر
وقد ظلت المرأة الموريتانية بطبيعتها المحتشمة وخجلها الفطري رهينة قيود مجتمع لا يترك لها فسحة للتعبير عن خلجات نفسها عن أفراحها وأتراحها , بل يزيد في تضييق الخناق على عواطفها درجة لا يمكن معها الكشف عن محبوبها , قبل أن يطلع الشعر الحساني هنا بدور تاريخي في كسر تلك القيود وتحطيم تلك التابوهات الاجتماعية فاتحا لها نافذة مشرعة لتقول ما تريد أن تقوله فكان " التبراع" وسيلتها الأولى لفعل ذلك ... إنه فن "الثورة" النسائية في وجه المجتمع وقيوده
تقول إحداهن :
المزيد…