من أحد أكثر المفاهيم المغلوطة حول مسألة القدر التي أدركت عدم صوابيتها على مر الوقت، هي أن أي نتيجة لعمل معين أو قرار، تكون سابقة الحصول القدري من دون تدخل بشري لإقتفاءها مما يؤدي ذلك لرمي النتائج السيئة للأمور بيد القدر الذي شاء له الله أن يكون على هذا الشكل..

مما وعيته أن هذا القدر هو بالفعل شاءه الله على هذا الشكل ولكن من ناحية أن الأدوات والأسباب التي وضعها الله في متناول الإنسان ستشكل قدرا قابلاً للتشكيل حسب طريقة أخذ هذه الأسباب بعضها ببعض، مسار معين يتم إقتفاءه بمقادير معينة تؤول الى قدر معين بمعنى أن للعقل دخل كبير في تسيير أقداره، مثلا لا يمكن لمن لا يعمل ولا يثابر أن يعيش في رغد وثراء بمعجزة الهية مثلا، ولا يمكن لمتكاسل في دراسته أن يكون طبيبا أو مهندسا في المستقبل وهذا أيضا لا دخل للسماء في فشله قدرك في عقلك أينما سرت ستجد نفسك مع الالتزام بالقيم والاخلاق جمّلنا بها ديننا...  

إهدنا الصراط المستقيم، كبيرة جداً ومسألة الإستقامة هي أكثر ما أرهقت الرسول ص حين قال شيبتني هود "فإستقم كما أمرت" لأن الخروج عن المنهج الثابت أو البروتكول المنصوص عليه ببنود ثابتة وراسخة بناء على معطيات نفسية وروحية وعقلية يجاهد بها المرء مراراً وتكرار لإقتفاء سبيل صدق وصحة ودقة هذه المقادير لتشكيل القدر المنشود..