|
عرار:
عمان – نضال برقان بالتزامن مع انتهاء عام 2020، صدر في مدينة الرياض عن «الدار العربية للطباعة والنشر» كتاب «عتاب يغلفه الغزل» للكاتب والأديب الفلسطيني الدكتور عادل علي جوده؛»عضو تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، و»عضو جمعية سماء الثقافة»، و»عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين»، و»سفير هيئة فلسطين للسلام العالمي». يقع هذا الكتاب، الذي صمّمت أغلفته مالكة اللمسات النابضة بالجمال المصممة المتألقة الأستاذة فاطمة العنزي من دولة الكويت، في مائة واثنتين وسبعين صفحة من الحجم المتوسط،ويضم بين غلافيه خمسة وثلاثين عنواناً منشوراً عبر الصحافة الورقية في المدة من 11/11/2011م إلى 2/11/2013م، وجُلّها احتضنته صحيفة الجزيرة الموقرة التي يرأس تحريرها الإعلامي الكبير الأستاذ خالد المالك، وتتنوع هذه العناوين بين مقال، وقصة، وقصيدة، وخاطرة، وقد جاء ترتيبها متسلسلاً وفقاً لتاريخ نشرها، وجميعها يحكي الأحداث وقت حدوثها. وقد جاء في مقدمة المؤلف أن هذا الكتاب يأتي رابعاً ضمن سلسلته «ومضات وجد» التي صدر جزؤها الأول عام 2009م حاملاً اسمها «ومضات وجد»، بينما صدر جزؤها الثاني عام 2018م تحت عنوان «بحر دير البلح» وأقيم حفل إشهاره في العاصمة الأردنية عمان عبر «جمعية سماء الثقافة» التي ترأسها الأديبة المتألقة هيام فؤاد ضمرة، وصدر جزؤها الثالث عام 2019متحت عنوان «رنة جوالك» وأقيم حفل إشهاره في العاصمة الأردنية عمان أيضاً عبر «اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين» الذي يرأسه الشاعر الكبير عليان موسى العدوان، وتضمنت المقدمة أيضاً أن هذه السلسلة تمثل توثيقاً لما جال بخاطر المؤلف من أفكار، وما مرّ أمامه من أحداث، ولذلك أسماها «ومضات وجد»؛ انطلقت من داخله إلى القريب منه بكل آهات القرب، وإلى البعيد عنه بكل أوجاع البعد، تارة تصارع لوعة ألم، وأخرى تغازل همسة أمل. تجدر الإشارة هنا إلى أن للمؤلف إصدارات مقروءة أخرى إضافة للسلسلة أعلاه؛ إذ أصدرت له مطابع جامعة الملك سعود بالرياض عام 1986م باكورة أعماله كتيب «سجل الطالب» الذي تم اعتماده ليرافق طالب قسم التربية الفنية في أعمال التوجيه والإرشاد منذ التحاقه بالقسم إلى ما بعد التخرج، كما وصدر له عن «مؤسسة شمس للنشر والإعلام»كتاب «اتفقنا أم اختلفنا» عام 2016م. بالإضافة إلى ديوانيه «أخ يا فلسطين» عام 2017م، و»شاطئ المغيب» عام 2018م. وللمؤلف كذلك عدد من الإصدارات المرئية المسموعة، منها «همسات ود»، و»حوار النصر»، وقصيدة وطنية مغناة بصوت المطرب القدير رؤوف الكيلاني تحت عنوان «عشت يا وطنا»، بالإضافة إلى إصدارات مرئية مسموعة لقصائد متنوعة، منها: «لحظة عمري»، و»لم أنم»، و»همس الليالي»، و»سنة الله في خلقه»، و»رحماك ربي»، و»ملهمتي»، و»عيدي أنا»، و»حواء»، و»بداية حياة»، و»راجعين»، و»رجفة هيام»، و»غياب»، و»أنين». وعودة لهذا الكتاب، فقد يتبادر للقارئ من خلال عنوانه «عتاب يغلفه الغزل» أنه غزليُّ المحتوى، إلا أن محتواه يتراوح بين همسات ووقفات تعالج موضوعات مهمة ترتكز على محطات متنوعة سياسية كانت أو اجتماعية،يوثقها المؤلف بنبض فكره ومداد قلمه، ويتفاعل مع مشاهدها فيؤكد على محطاتها الإيجابية ويبرز محاسنها من جهة، ومن جهة أخرى يضع يده على مكامن الخلل فيها ويقدمها للقارئ عبر الفنون الأدبية المختلفة من شعر، وقصة، ومقال، فتارة نجده يقدم للقارئ شخصيات مؤثرة تعكس أدواراً غاية في الأهمية كما في التربية ممثلة في»الأب» و»الأم» و»المعلم»، وتارة أخرى في تفاصيل الاحترام والوفاء ممثلة في الصديق والجار. وكذلك يجد القارئ محتوى هذا الكتاب عامراً بالوخزات والصرخات نتيجة لما تشهده الساحة العربية بعامة، والفلسطينية بخاصة، من نكبات وانتكاسات تترك في النفس الآهات تلو الآهات. يُشار هنا إلى أن المتعمق في قراءة هذا الكتاب يقف على ما ينغرس في أعماق المؤلف من تجارب حياتية تحاكي أوجاعه المتصلة بالوطن، وتبسط معالمها على مضامين نصوصه السردية والشعرية مشَكِّلَةً النبع الأول الذي يروي به حديقته الفكرية والأدبية ويمنحها كل هذا العمق الشمول. على هذا النحو يتجلى عامل الوطن في نتاج المؤلف بما في ذلك موضوعاته الأخرى التي لا تتصل بمحبوبته فلسطين، فهو يؤمن بقداسة أرضه، وعدالة قضيته، وصمود شعبه،ونزاهة كفاحه، ويسخر ومضات وجده في إبراز القهر الكامن في الروح الفلسطينية وما يُحدثه من أنين. وإجابة لما قد يتساءل عنه القارئ الكريم، نختم بأن كتاب «عتاب يغلفه الغزل»يأتي ثامناً ضمن إصدارات المؤلف الذي يعكف حالياً على وضع لمساته الأخيرة على ديوانه الثالث الموسوم «لحظة عمري» والمتوقع إصداره قريباً إن شاء الله، ليتفرغ بعد ذلك لاستكمال مؤلفاته الأخرى، ومنها كتاب «عائلة جوده الهاروني .. الرحلة والتكوين»، وكتاب «قراءات»، والأجزاء المقبلة من سلسلته الممتدة «ومضات وجد»، وكتاب في التخصص المهني تحت عنوان»اجتماعات المجالس والإدارات العليا؛ الإعداد لها، وصياغة قراراتها، وتوثيقها، وأرشفتها، وفهرستها، وحفظها ورقياً وإلكترونياً»، هذا ما تم الوقوف عليه، ونغلب الظن أن ما خفي أعظم. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 07-01-2021 09:48 مساء
الزوار: 541 التعليقات: 0
|