وقال «منذ العام 2007 وهو العام الذي التقيت فيه الشاعر جلال برجس أولَ مرة ، كنت واثقاً من أنه يصدح بخطاب شعري مختلف ، وأنه سيحافظ على ثباته في الساحة الثقافية التي طالما عانى منها صرامة المواجهة ونكران الشعراء الصحراويين الباحثين لهم عن مكان في المدن المترفة بشعرائها المكرسين ... لكنه ثبت ولم يغيّر من شروط إبداعه ، ولم يقترف على الصعيد الشخصي لزومَ ما لا يلزم ، وبقي متمرداً على كل الوسطاء»

جاء ذلك في حفل توقيع مجموعة جلال برجس الشعرية الثانية (قمر بلا منازل) الذي أقامته دار فضاءات للنشر والتوزيع بالتعاون مع المركز الثقافي العربي .

وأضاف جميعان:أعتزُّ وأبتهج أنني واحد منكم في هذا الاحتفاء الأدبي ، بصدور المجموعة الشعرية الثانية : ( قمر بلا منازل ) للشاعر الصحراوي جلال برجس ؛ إذ قد سبقتها مجموعة شعرية أولى حملت عنوان : ( كأي غصن على شجر) في العام 2008 . والقاعدة الحاكمة لاختيار الشاعر هذين العنوانين لمجموعتيه الشعريتين تكمن في المزاوجة بين لحظتين متضادتين تعبِّران عمّا هو أرضي مفجع في الأولى ، تمثّل في الأغصان الشجرية ، وما هو سامٍ ومتعالٍ في الثانية تمثَّل في القمر . وكلا العنوانين يشي بتنكير الحالة الذاتية الشعرية ، فالقمر الذي بلا منازل يعادل موضوعياً أيَّ غصن على شجر، فكلاهما مأسور للبحث عن الآخر المجهول، أو عن الذات عالية الحساسية تجاه واقعها ، وإزاء فاعل واحد في التجربة ، هو الرغبة في تخطّي كل المعيقات ، لتمكين التجربة من أن تُثبت حضورها الفاعل في الحياة والشعر ، وهو ما استطاعه الشاعر جلال برجس منذ أن حاور الصحراء ونباتاتها وكائناتها في أول قصيدة كتبها حتى هذه اللحظة التي أحدثكم فيها .

قرأ برجس من مجموعته الشعرية الجديدة : «الحوت يبتلع القمر» التي عبرها تطرق الشاعر إلى مستويات مجازية تعاين المكون الإنساني الذي بات مهدداً من قبل آلات الحرب والدمار الكونية التي لا تعترف إلا بلغة المال:

شهقتُ الريحَ من كفِّ الغزالة

بينما أمي تهدْهِد حبلنا السري وهي تجبّه

بمعول الحطب

هناك علمني ابن آوى

رتوش من سيرةٍ عن القهر

لم يدونها الباحثون في وجع البَشر

هناك

أفقتُ على لا سماء

لا شبابيكَ

فضاء فسيح

فسيح

يكْتب غايتَهُ للباحثين عن ريش الأساطير

رقصُ المطر

هناك

أعطتني الريحُ أوَّلَ اللثغات

وقد رَدّدْتُ خلف أجدادي

وهم يقرعون الطبولَ

يا حوت

يا حوت

اترك القمر

وفي الختام وقع نسخاً من مجموعته الشعرية الجديدة « قمر بلا منازل» .