«طائر التمّ..» للدكتور فهمي جدعان في طبعة جديدة «مسدَّدة ومتمَّمة»
عرار:
نضال برقان
في طبعة «مسدَّدة ومتمَّمة» تصدر عن المؤسسىة العربية للدراسات والنشر، في 552 صفحة، يستدرك الدكتور فهمي جدعان، في مسيرته المحكيّة (طائر التمّ)، وقائع ذات فرادة ومعنى وقيمة، ويستأنف الحكو ليخلُص إلى نصّ متكامل متمّم تمتدّ أحداثه بين قرية فلسطينية مناضلة يتم اقتلاعها في العام 1948، ومدينة تاريخية فذّة تُراد إبادتها في العام 2024. «عابرًا للفنّ الروائيّ ومقيمًا فيه – يقول إبراهيم نصرالله – يحتفي الدكتور فهمي جدعان بالسرد الأدبيّ، مانحًا إياه بلاغة تفوق بلاغة الخطاب الفلسفي، ويأخذنا معه مفكّرًا وفيلسوفًا وأديبًا، أيضًا، ولاجئًا في المخيّم، وطالبًا في جامعة دمشق ثم السوربون، وأستاذًا كبيرًا حفرت أعماله الكبيرة، الفرنسية والعربية، اسمه واحدًا من ألمع وأنبل المفكرين العرب». (طائر التمّ) لا يحكي فقط عالم الكاتب الذاتيّ في خطوه وتقلّبه القاسي بين مدن عظيمة وفضاءات غير عادية، وخبرات فريدة، وإنما هو، أيضًا، يضعنا في أعطاف وامتحانات عالمين يتقابلان: عالم عربيّ يشقى بأهله، ويتلظّى بتشظّيه، وبضعفه الدنيويّ والسياسيّ، وعالم غربيّ فقد القيم الأخلاقيّة النبيلة، وجرى على «ازدواج المعايير»، وامتهان العدالة، وعلى أن يتوعّدنا بالدمار وبالشرّ الأقصى. (طائر التمّ) سيرة «فلسطيني واقعيّ طلب المستحيل»، وصدى لعالم عربيّ ينذر آخرُ وقائعه بأنه على تخوم النهاية.