|
دور الثقافة في حماية الأوطان.. بقلم صلاح الورتاني الثقافة هي كلمة تحمل في طياتها مجمل المكامن من أخلاق ومعاملات وتربية وذوق وسلوكيات .. رقي الشعوب يرتكز بالأساس على الثقافة .. شعب مثقف شعب واع ومتطور .. ولا ترتقي الشعوب إلا بالثقافة .. الثقافة هي الحامي الأول من آفة الإرهاب المحطمة للشعوب .. شباب مثقف شباب بعيد عن المفاسد والمكاره طامح للرقي والمجد والتفوق طموح للمعالي .. شعوب مثقفة شعوب متطورة ونامية .. شعوب غير مثقفة لا تنمية ولا تطور إقتصادي وسياسي واجتماعي وأحسب على كل المستويات ..
الثقافة يا سادة هي سبب كل ريادة ليتنا حافظنا عليها كما كان أجدادنا يذودون عنها ويشكلون بها أبهى الحلل في المحافل ويتباهون بها عند الدول ..
لو عدنا قليلا للأزمان الزاهية المزدهرة لعرفنا السبب أنها الثقافة ..
لو ألقينا نظرة نحن الشعوب العربية على عصور إزدهارنا قبل الإسلام وبعده لتأكدنا من أنها الثقافة .. أليست أشعار وحكايات عهد الجاهلية ثقافة .. أليست سنة خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الأمين ثقافة وتربية وسلوك ربى عليها الصحابة وتربوا بعده وتكونت أجيال وأجيال ..
يا ظلمة ويا تكفيريين نبيكم كان يطرب للموسيقى وكان يحب ركوب الخيل وكان يحب الحياة الجميلة لأن الله جميل يحب الجمال ولا ضير إن تغنينا نحن الشعراء بسحر المرأة وجمالها ؛ أليس الله خالقها وخالق هذا الكون الجميل الساحر بأقماره ونجومه وكواكبه الساطعة والجبال والروابي والبحار والطبيعة الساحرة كلها تشكل في نظر المستشرف ثقافة عالية وفكرا ثاقبا وبصيرة حاوية ..
لو كنت حاكما في أرض عربية وإسلامية لأوليت الثقافة المكانة المرموقة لها حتى أنأى بشعبي عن السلوكيات القذرة وإرتقيت بالذوق العام في شاشاتنا وعند شبابنا ومثقفينا ومفكرينا ودعاة الخير لوطني ..
نعم يا سادة بالثقافة نحمي شعوبنا وفلذات أكبادنا من الآفات الإجتماعية الخطيرة كالسرقة والاغتصاب والمخدرات وغيرها
هذه رسالتي لحماة الثقافة بأن رسالة الثقافة مسؤولية جسيمة وعظمى تسألون عنها أمام شعوبكم وأمام ربكم وعليكم من الآن التفكير الجيد في كيفية النهوض بها وبالجمعيات والمراكز ودور الثقافة ماديا ومعنويا ولا ضير في توفير الوسائل الضرورية الكفيلة بخلق جيل متطور يغير عليها ويذود عن حياضها ..
هناك عديد الجمعيات من إشتكت لي ضعف الإمكانيات وقلة الماديات لإنجاز برامج وملتقيات والسادة المسؤولين عن هذا القطاع الهام والخطير غير شاعرين بمسؤولياتهم ..
رجائي وحلمي أن أرى الثقافة في وطننا العربي الكبير يعود إليها بريقها وبهجتها وأرى مبدعيها ينعمون بتكريمات وتشجيعات مادية ومعنوية ولا يشتكون الخصاصة أبدأ ..
الغيور على الثقافة // صلاح الورتاني // تونس
الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: الجمعة 17-05-2019 09:38 مساء الزوار: 1226
التعليقات: 0
|