|
تساؤلات كونية ؟؟؟ بقلم الأديب والشاعر التونسي صلاح الورتاني تساؤلات كونية ؟؟؟
كلّ منا يسأل ويتساءل لماذا جئت وكيف جئت لهذا الكون؟ الجواب سهل وبسيط يا أيها الإنسان المتجاهل. لو تأملت في كتاب الله العزيز الحكيم حقّ التأمّل لعرفت الإجابة. ولأدركت أن الله أتى بنا لهذه الأرض لنعمّرها نزرعها ونأكل من خيراتها لا لنخرّبها ونخرّب ما بناه أجدادنا ونتقاتل من أجل الكراسي ومن دنيا فانية. فأنت أيها الإنسان خليفة الله في أرضه ونفخ فيك من روحه وسوّاك فعدلك في أيّ صورة ما شاء ركّبك سبحانه الخالق البديع. وحين أوجدك في هذا الكون خلق لك من النّعم ما لا تحصى ولا تعدّ. فأنت حينما تتجوّل في هذا العالم ترى عجائب الكون : أنهار وبحار وأشجار وثمار بكلّ الأنواع والأصناف وأزهار تتشكّل في ألوان مختلفة زاهية. فتجلس لنفسك لتتأكّد أن الجواب في هذا الكون وما خلق الله وفي هذه الطبيعة المتقلّبة حسب الفصول والمناخ. ففي زيارتي الأخيرة للمملكة الأردنية رأيت العجب العجاب. البحر الأحمر سمّي بهذا الإسم لا لأنه أحمر اللون بل لأنّه يعود لتسميته القديمة إيمون وهو اللون الأحمر الذي يتشكّل من صخور الجبال التي تحيط به . فأنت لو تجوّلت في مدينة البتراء الساحرة الجميلة سترى بأمّ عينك كيف تتشكّل الصخور في ألوان مختلفة حمراء صفراء زرقاء فتقف مندهشا وتقول في نفسك سبحان الله. وعندما تذهب للبحر الميت وتكتشف عجائبه كيف أنه منخفض جدا عن بحار الدنيا وعندما تدرك أنّ مياهه شديدة الملوحة تجد جواب أصل تسميته بأنّه لا حيوانا بحريا يعيش فيه . سبحانك ربي ما أعظمك ! وأنت في طريقك للبحر الميت تستوقفك صورة صخرة في شكل إمرأة يقال أنها زوجة النبي لوط عليه السلام وكانت من الغابرين. هنا تدرك الأجيال التي سبقتنا أنبياء صحابة دعاة أتقياء عمروا هذا الكون ورحلوا هم السابقون ونحن اللاحقون ولن يبقى في هذه الأرض وهذا الكون غير الله. الآن بعد هذا الشرح المطوّل المفصّل هل تحصّلت على الإجابة المقنعة. فعلا من زار الأردن الشقيق لن يدرك غير القليل من كنوز الدنيا آثارا وتاريخا يشهد على الحقب السابقة وأنك مهما تعددت زيارتك لهذا البلد الشقيق فلن تعرف عنه غير القليل. أدعو أصحاب الفكر والثقافة ممن تغمرهم الفرحة عندما يقرؤون ما كتبت بأن هذا البلد العزيز يرقد على كنوز وثروات طبيعية وآثار تحكي أمجادنا الغابرة ستأخذهم الحميّة لزيارته للوقوف على أهم ما ذكرت وعندها يفتخرون بأمثال الأردن الحبيب. وما لمسته شخصيا من حسن استقبال ووفادة وكرم ضيافة يجعلني أتطلع لزيارته ثانيا وثالثا وعديد المرات لأني من خلاله أشاهد المدن الفلسطينية والقدس الشريف وطابا المصرية والطريق المؤدية للسعودية والأراضي السورية اللبنانية المتاخمة للأراضي الأردنية. يا أيها العربي لك أمجاد وتاريخ وتراث وحضارة بالله عليك كيف لا تفتخر وتعتز بماضيك ودينك وعراقتك وجذورك وأصالتك وكيف لا تقف أمام العالم لتقول له نحن قوم أعزنا الله وإن طلبنا العزة في غير ما أراد الله أذلّنا الله.
صلاح الورتاني / تونس الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 06-05-2024 01:05 مساء الزوار: 343
التعليقات: 0
|