من ركائزالحداثة ان يكون النص شكلا ثوريا , والشاعر صوتا ثوريا , منتفضا , متمردا , في نزعته الثورية على كل اشكال القيود في عملية مخاض عسيرة ومحببة في نفس الوقت في التعبير عن الذات وعكس التحولات المتغيرة في واقعنا العربي .في ثورة قائمة وسفر دائم الترحال فر عرض الارهاص الحياتي على شكل صور جمالية تعبيرية على مستوى الاشكال الفنية والادبية ,

وحين ينفلت الشاعر خارج اسوار المسكوت عنه اليومية والنازفة وجعا وحزنا على شكل اجتراحات عائمة عبر تشكيل نصوص محملة بهذه الارهاصات من عمق الحياة ووضوح الرؤية لتشعرنا بالاحتراق المزمن من لحظات الضياع والهزائم المرة والمتكررة في واقعنا العربي المأزوم .

هذا ما قرأته وشعرت به ولامست به شغاف روح الشاعرة هدى كريد في تلقائيتها الشفافة في رسم التشكيلات الصورية واللغوية والتعبيرية العفوية الخارجة من عمق الذات الانسانية

في بوح جميل وممتع عبر اختزالات نصية بدأت في ارجوحة الدار التي رسمت ملامح بوحها عليها الى ليلة عشق عاشتها وغرزت في خاصرتها الوجع لتكتب هذه المرثية للقلب الحزين وعاشقة هائمة وسط حرائق الحرمان والخداع , وثورة عفوية تصف بها وتعلن عنها من خلال امرأة مجنونة :

انا امرأة مجنونة
انا الدهشة المخضوبة
بازاهير الفن الفتان

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا امرأة مجنونة
اجتاح في الغضب
كالزلزال والاعصار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا امرأة مجنونة
زماني مسك , وخارطتي بلا حدود
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا صفصافة الكبر والخيلاء
وانحناءة الشعلة .