|
|
|
|
|
||||
| هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
|
بقلم الكاتبة والباحثة العراقية: زاهدة العسافي" الطفولة العربية ... بتعلتها السياسة قبل البحر!!
إن الحكومات السوية تبذل في خططها وبرامج التنمية البشرية الى التركيز على هذه الشريحة السكانية في محاولة منها في تحسين أوضاع الاطفال الذي يعد الركيزة الاساسية لاعداد القاعدة البشرية التي ستقع عليها عملية بناء المجتمع وقيادته مستقبلا .
ان الأداء السياسي والاقتصادي الذي أتت به بعض الحكومات العربية نتيجة تركز السلطة لدى فئة متنفذة دون غيرها بعيدا عن المعايير الادارية والستراتيجية أو انتشار الفساد الحكومي وعجزها عن تقديم الخدمات الى مواطنيها لتسرب الجاهلين الى مقاليد الحكم وابعاد الكفاءات نتيجة سياسات متغيرة وغير مستقرة في الوطن العربي أفرزت حالات مأساوية من قلة فرص العمل وانتشار البطالة وعدم توفر الأمن وتعرض العوائل الى التهديد والقلق الدائم وانتشار حالات الطلاق والتفكك الأسري وحالة الاضطراب الامني .
نتيجة الاعمال الارهابية والتهجير القسري والخلافات العنصرية والطائفية والعرقية أدت الى دفع اعداد كبيرة من العوائل واكثرها دون معيل ودون أن يكون لديهم المال الكافي وكانت الفئة المتضررة من كل هذه المعادلة هم النساء والاطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة وارتطموا بفقدان القيم وانقلاب المعايير وخصوصا الدول الغربية التي لجأوا اليها ومحدودية فرص العمل ونفاذ ما لديهم من مال افقدتهم معايير التكيف والمواصلة مما دفع الكثير من هذه الأُسر ان تكون رهينة الانحراف أو الدخول في مجال تجارة الجسد أو استخدام الاطفال من اليافعين وخصوصا الفتيات في مجال العمل في النوادي الليلية .
وكانت طرق الوصول اكثرها شائكة وغير قانونية تعرضت خلالها العوائل الهاربة من العنف الى الابتزاز وغرق المئات منهم في البحر ، ولم تكن الحكومات أمينة في حماية حياة وكرامة شعوبها أو توفير الحياة الآمنة لهم واصبح المجتمع قسمين أوله وهم الماسكين على مقدرات مؤسسات الدولة والمتاجرين بخيراتها والاخر من عامة الشعب التي فقدت أسباب العيش الرغيد وتوجه جيل كبير من الاطفال الى الشوارع للعمل بعيدا عن الضوابط القانونية بإرادة ضعيفة يمكن استغلاله في ممارسة الفجور أو الرذيلة أو لجوئه الى الانضمام مع كبار السن من أقرانه وممارسة السرقة أو تجارة المخدرات بعيداً عن رقابة الدولة التي اهملت بساستها الفاشلة كل أدوات الضبط الاجتماعي وتوفير الامن الانساني لمواطنيها.
الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الخميس 28-03-2019 10:44 مساء الزوار: 593
التعليقات: 0
|
