رأيت في حياتي وعلى خط التنشئة الاجتماعية وضبطها وأدواتها أن الامهات من يحرثن أرض النفوس بالمحبة ويكتبن في هذه الارض السلامة وداخل القلب والنفس ونقاء الروح ويغرفن من آمالهن الكثير لتكون للبنات والاولاد على حد السواء.

تعتمد التنشئة الى قائمة تطول تشمل الحرص والحب والتفاني ونكران الذات وتبتعد عن كل أنانية لتشكل بادرة يضاف الى خيوط المجتمع لان الاسرة هي الحاضنة الاولى التي تظهر ملامح الشخصية من خلالها

والمعرفة والتعليم هي السلك الذهبي لربط وشائج الثقة المتبادلة ، وكانت هكذا إبنة سيدة عرفت الحب وعلمت البنت كيف تكون الامومة وكيف يكون رد الجميل وكيف هي ان تعيد الصياغة نفسها في الجيل الثاني ، لكن هذه المرة هي الام التي تحتاج الى الرعاية وسهر الليل ورفع المرض عنها كلما هجم عليها ، وكلما طالت الايام خرجت من داخل ابنتها درساً جديدا من دروس الإيثار سألتها :  

كيف ذلك قالت : أمي كانت في مرضها طفلتي الصغيرة ومدللتي اعشق نظراتها واتنفس من رئتها واكتب من تقاسيم وجهها بسمة أيامي أو حزنها واضافت.. الوفاء أن نكون من جيل واحد ونحمل الامانة ونبدأ من جديد مسيرة الحياة التي ما انتهت الاّ بدأت من جديد ، نلوذ بها عن غدر الزمن ونجمع شتات الروح ونبني من جديد نور الدنيا صرحا بعد صرح وجيلا بعد جيل نستلم الامانة ونعيد بناءها بكل الحب البيوت التي تُبنى بالتفاهم والايثار والمحبة والتضحية لا تكون قوقعة فارغة او بيتاً صامتاً كما وصفها الكتاب ، بل تكون صرحاً للنجاح والتقدم ونقطف الثمار بفعلنا وجهدنا بارك الله في ابنة والدة كانت هالة من النور والشوق والمحبة أضاءت سماء الدار............