نعني بالمواطنة .. عضوية كاملة في مجتمع سياسي ما وقد أوضح ابن خلدون أن نتائج الدولة من حاجات الناس يعني وجود الانسان في هذا المجتمع وتفاعله فيه مادياً، اجتماعياً، والتعليم، والتفاعل لتظهر حالة المواطنة بشكل يبرز حركة المواطن للحفاظ على منجزاته والدولة هي وعبر الدستور تقوم بتنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن وتبين الواجبات مثلما تبين حقوق المواطن في أرضه دون تمييز على أساس العرق والدين والجنس ولكن الدولة هل تستطيع ان تكون قادرة على ترجمة بنود هذا الدستور الى مفردات حية يستفاد منها المواطن أم تكون هذه المفردات حبراً على ورق في حال كان الشعب على درجة متدنية من الوعي السياسي ضعيفة من الوعي السياسي أو كانت تحت حكم يتميز باسلوب دكتاتوري بعيد عن المصلحة الوطنية عليا .
إن درجة وعي المواطن لحقوقه وتفاعله في المجتمع ويملأ مكانه في الاداء الأمثل بعيداً عن الكسل والهشاشة سواء كان طالب علم أو مزارعاً أو مثقفا في الصف الاول في مجال اختصاصه ومجموع كل هذا الجهد يظهر الهوية الوطنية للمواطن وعن مجتمع صحي تسود فيه العدالة في توزيع الثروة وتكافؤ فرص في العمل والحفاظ على الثروة الوطنية من الهدر والحفاظ من خلال السلوك المنضبط والواعي على التماسك الاجتماعي والاسرة الواعية التي تحقق الاستقرار لابنائها بعلاقة طيبة ومسؤولية عالية لانها النواة الاولى لبناء المجتمع ، وان تخصيص الدولة من الميزانية لاغراض البحث العلمي في كافة المجالات وتشجيع الموهوبين وتبني تدريبهم والصرف عليهم لابراز علمية وثقافة المجتمع إضافة الى تغذية مشاريع التنمية في كافة القطاعات لا لاجل الاكتفاء الذاتي فقط بل الى تصدير الفائض منها ليسود الرخاء وتفشي الرفاهية التي ترفع الحيف وتمحر آثار الفقر والعوز والقضاء على الأمية لتكون الارادة العامة جاهزة مباشرة شؤونها بأريحية وثقة تامة واندفاع للنهوض بكل أساليب التطور والتقدم ، أي ان العلاقة بين الدولة والمواطن مثل علاقة الروح بالجسد يجب أن تكون متلازمة ووحدة تسير نحو تحقيقي أهداف مرسومة للنهوض بالبلد الى مصاف الدول المتقدمة وفاعلة في المجتمع الدولي ككل .
بعد هذا السرد ، أود ان أوضح أزمة المواطنة في العراق التي آوت الى الاهمال وتفضيل الاجنبي على ابن البلد والخائن ومزايدي الطائفية على الوطني وحملة الشهادات المزورة والجنسيات المزدوجة على النخب المثقفة وصاحب الشهادات العلمية العليا وطمس الهوية الوطنية وتفتتيت مراكز صنع القرار وتدهور الوضع الاقتصادي وغلق كل المصانع وتهجير الفلاحين وترك الزراعة قسراً واستيراد الفاسد من المواد الاستهلاكية وغيرها من الامور التي من خلالها تراجع العراق قروناً نحو الخلف وفقد المواطن هويته الوطنية وحقوقة وكرامته وانسانيته ،
وما جرى من انتفاضة الشباب العراقي الغيور الاّ ارتداد واضح نحو المسار الذي قامت عليها حضارة الرافدين .. بلاد ما بين النهرين وشبابها الرائع.