كم يا ترى ستمنحنا رائعتك هذه من مفتاح لنلج ممالكها السبعة

وفي كل مملكة حكاية أنثى مكتنزة بالحب في زمن اللاحب.....؟

أنثى القصيدة الحمراء المتمردة على أنصاف العشاق وأنصاف الأزواج..

عشتار خصبة بحقول الجدب تنهض من دهاليز الثلج الذكوري لتواجه الداء الدوي مجسدا في نفس معلقة على حبل الماضى متلبسة بجلباب أبيها تقدم الحب في طبق بارد مثلج لا حياة به كوجبة لم تطبخ بحب كواجب مدرسي قديم تقاعس تلميذ مبتدئ عن القيام به فاضطر لينجزه قسرا دون رغبة...

هكذا تواجه الشاعرة مريم الخضراوي الزوج المحرج صاحب القلب المثلج والحب المثلج

وهكذا تعري محابر مريم زيفه فتكشف طقوس التعامل اليومي البارد الذي يسكت عنه الجميع واختارت الشاعرة أن تفضحه بأسلوب التورية حينا وبالتعرية أحيانا أخرى وكان العنوان بؤرة النص المبدع فقد أتقنت مريم الانزياح بالجملة المتواترة في عقد القران :

" اني زوجتك نفسي" إلى "اني طلقتك نفسي " فوضعت بذلك العدول الرفيع نصها في إطاره من الوجهة التي ارتأتها له وجهة التحرر المريد من قفص الخداع الشكلي باسم النفاق الاجتماعي لتطير فراشة حرة بحقول النور بعد أن أعفت المخاطب من عبء الدور الوهمي الصوري الذي يثقل كاهله فتختار الحرية على زنزانة المشاعر الباردة وتتجه صوب الضياء منتزعة ذاتها الحرة من عتمة الروابط الاجتماعية لذلك هي لم تعفه منها الا لتتعافي منه ومن رباط اجتماعي يوازي البدعة أما البديع المبدع فخارجه في بيوت شمس القصيدة حيث تتسامى عن الأرضي إلى السماوي وعن الصوري العرضي إلى الجوهري الخالد وهو فعل إنساني حالم لشاعرة مريدة تقول مريم الخضراوي معلنة عنه في آخر القصيدة وبلا مواربة :

طلقت أصفاد القانون ..

وطلقت منك نفسي،

إلى ما الظلام والضوء في دمي؟

لاجئةٌ للنور أنا 

أربي الشعر في بيوت الشمس

هناك لا يُقبل زائر

إلا وبيمينه وردة وقصيدة ..

الحب هناك رباط من زعتر

              لكنَّ

رباطَكم بدعةُ مجتمع ...

وعلى هذا النسق المتمرد الرافض للحياة المتكلسة تحت سقف الواقع المقيت يستقيم النص اعلان تحرر ذاتي لتزوج الشاعرة نفسها وفق رباط اخر يفيض عبقا وهل أروع من رباط الزعتر بحقول القصيدة؟

تهانينا صديقتي الشاعرة المبدعة مريومة

 على هذا الابداع الراقي.