حاولتُـــ أن أحبكِـــ و أنسى قساوتكِــ و تجريحكِــ لي , لكني لم أقدر أن أنسَ أي شيء صنعتيه لي , أنتِـــ قدري الملعون الذي لم تكن لي يــــدٌ في اختياره , أَ أحبكِـــ و أنتِـــ لا تعرفين معنى الأمومة , أم أكرهكِـــ و أنتِـــ بارعة في الظلم , لا أخفي قدري عن الآخرين , و هل يخفي القمر ظلمته على القبور الساكنة بين أضلعِ الحزانى , أعلنها للحياة و للكائنات أنكِـــ مهما كنتِــ أمي قدري الملعون , حضوركِـــ هو غيابكِـــ صارا سيان عندي , فإني أخذتُـــ العزاء فيكِــ و أنتِــ على قيد الحياة , و لن أغفر لكِـــ ما حييتْ , ألمكِـــ لي فاق أي تعبير في الوجود , أما تضحيتكِــ من أجل نفسكِـــ فكانتْــ هي دالة وجودكِــ العدمي في الحياة , أتساءل هل أنتِـــ أُمًّـــا يا أمي , هل تعرفين أن الأم تعزية في حزني , قوة في ضعفي , رجاء في يأسي , لا أعتقد أنكِـــ هكذا صورة , أدركُـــ أني أحبكِـــ لا بل أكره وجودكِــ وحتى سماع اسمكِــ الذي ألمني , و صرتُــ أحمل جبال الشجن بين ضلوعي , ابتسامتي تخفي خلفها دموع منكسرة , لكن صدقيني لم أرذف عنكِـــ قطرة دمع لأنكِـــ لا تستحقين دمعتي , فدمعتي غالية , البيت أطلال , جدرانه ابتدأت تحكي ذكريات كانت هناك , مريرة أو حلوة , كانت ذكرياتْـــ لكنكِــ رزقتِــ قلبا لا يعرف معنى الأمومة , أكرهكِـــ ما حييتْـــ , و سآخذ حقي منكِـــ عند خروج الروح عند بارئها , لحظتها ستطلبين مني المغفرة و السماح , أرد عليكِــ , و هل آمن فرعون برب موسى لما كان في اليم يتلفظ أنفاسه الأخيرة ...............