|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
"تكبّلت الأيادي" قصة بقلم الكاتبة والأديبة امينة نور
في مدينةٍ تُدعى "نور القلوب"، كان الناس يتعاملون بنقاء، يطرقون أبواب بعضهم ببسمة، ويواسون بعضهم بكلمة؛ لم تكن هناك أقفال على القلوب، ولا سلاسل على الأياد، حتى الفقير إن لم يجد ما يُعطي، قدّم دعاءً، فيُستجاب له! لكن الزمان دار، والدخان تسلل، لم يكن دخان حرائق، بل دخان القلوب المحترقة من الداخل؛ دخان الفتن والكذب، والمال الذي صار معشوقًا، والشاشات التي استبدلت الأعين بالصور، وصارت الآذان لا تسمع إلا ضجيج الفتن والصراخ، بعدما اعتادت على صوت الحق والسكون! بدأ الناس ينسون، نسوا الله، فأنساهم أنفسهم، تكبّلت الأيادي .. لا صلاة، لا صدقة، لا عون، لا سلام، حتى العيون تكلمت ببرود، وكأن الرحمة انسحبت بهدوء! ماذا يَحدُث للعباد؟! قالت لها الحبيبة ذات ليلة: "يا ليان، هذه المدينة ليست ميتة، بل نائمة، والقلوب الغُلف ليست من حجر، بل مصابة، من يحمل النور يُشفى، ومن يُشفى، يعود بشريًا وتعودُ في قلبه الرحمة! أهدتها كتابًا قديمًا، عنوانه: "مفاتيح الأرواح". وفيه آيات وأحاديث وحكم من الزمن الجميل، قالت لها: ابدئي من هنا لا تخافي، النور لا يحتاج كثيرًا ليظهر، يكفي شمعة! كبرت ليان، وبدأت رحلتها، كانت تمشي في الأزقة المهجورة، وتطرق الأبواب، وتقرأ آية، أو تسرد قصة، كانت تصنع كُتيبات صغيرة وتوزعها، بعض الناس ضحكوا، بعضهم طردوها، وآخرون سكتوا وبكوا بعد أن أغلقت الباب، لكنّ الظلام لم يكن ساكنًا، كان هناك رجل يُدعى "فاخر"، يتزعم مجلس المدينة، كان يكره النور، لأنه يكشف قُبحه، أرسل في طلب ليان، وقال لها: لمَ تزرعين الأمل في أرضٍ قررنا أن تبقى جرداء؟ الناس لا يتغيرون، والقيود أزلية! ردّت عليه بابتسامة قائلة: لو كانت القيود أزلية، لما انكسر البحر بعصا، ولا نجا نبيّ من النار! وفي يوم من الأيام، استيقظت المدينة على صوتٍ لم تعرفه منذ سنين؛ كان صوت تكبير آتٍ من ساحة مهجورة، تجمّع الناس، فرأوا أطفالاً يصلّون، وخلفهم شباب وكهول! ثم ظهرت ليان، على تلّة صغيرة، وقالت: لا تنتظروا معجزة لتفيقوا، أنتم المعجزة حين تختارون الصدق. هذه المدينة ليست جهنمًا... إنما هي اختبار! النهاية، أم البداية؟! ربما حين تكبّلت الأيادي، كان علينا أن نبحث عمّن يملك مفاتيح القلوب! وهكذا، حين عرفوا الطريق، لم يعودوا يسألونه، بل صاروا يدلون عليه!. بقلم الأديبة أمينة نور الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الخميس 10-04-2025 11:14 مساء الزوار: 60
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
والعاديات ..اخر اعمال الكاتبة دنيا ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 23-08-2022 |
بقلم الكاتبة هدى شفيق الالوسي | القصة والرواية | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 24-06-2022 |
بقلم الشاعرة والكاتبة رانية مرعي ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 24-12-2021 |
«لعنة فردوس» جديد الكاتبة الأردنية نور ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 10-09-2021 |
بقلم الكاتبة أماني الراشد الأهواز رواية ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 25-05-2021 |
بقلم الروائية والقاصة عتيقة كلفاع قصة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 30-12-2020 |
بقلم الشاعرة والكاتبة ابتسام الخميري قصة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 16-10-2020 |
قصص قصيرة جدا ............ بقلم ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 24-09-2020 |
بقلم الشاعرة والأديبة فاطمة محمود سعد ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 17-07-2020 |
بقلم الكاتبة حنان عباسي قصة قصيرة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 17-05-2020 |
حديث الإنس والجن بقلم الاستاذة هالة مهدي | القصة والرواية | إدارة النشر والتحرير | 0 | الجمعة 15-05-2020 |
السقوط في الشمس" ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 04-05-2020 |
بقلم الاديبة أمل شلبي قصة قصيرة بعنوان ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 02-05-2020 |
بقلم الاديبة والشاعرة نجلاء ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 21-04-2020 |
بقلم الاديبة والكاتبة امل شلبي قصة ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 18-04-2020 |