عمان بدعوة من لجنة الشعر في رابطة الكتاب، أقيم يوم الأحد الماضي، حفل إطلاق المجلد الأول من الأعمال الشعرية للشاعر هشام عودة، والذي صدر حديثاً عن دار مرسال للنشر بعنوان «ديوان هشام عودة 1989-2019». وتحدث في الحفل الذي أدارته الكاتبة هديل الرحامنة، كلّ من الناقدة د.دلال عنبتاوي، والناقد د.عمر ربيحات، والأديب موسى الكسواني، إذ قدموا قراءات نقدية وشهادات إبداعية حول تجربة عودة الشعرية، وناقشوا أعماله في هذا المجلد الذي ضم بين صفحاته سبع مجموعات صدرت للشاعر في الكويت وبغداد وعمان. وتوقفت الناقدة د.دلال عنبتاوي عند السيرة الذاتية والشعر في مجموعة «أقتفي خطو ذاكرتي»، قائلة: «منذ العتبة الأولى/ العنوان نجد أن هناك تتبعا واقتفاء لأمرٍ وحدثٍ ما... ويستمر التتبع الحثيث حين يربطه الشاعر بكلمة (خطو)، بما يعني أن التتبع لن يتم إلا عبر هذه الخطو للوصول إلى ذاك الغامض الذي يتجمع به كلّ ما يمر علينا ويخزن عبر الذاكرة». وأضافت عنبتاوي: «يَظهر من العنوان أن الشاعر يريد الكشف عمّا خزنته تلك الذاكرة، ذاكرته هو، عبر مسيرته في الحياة، ويريد أن يسرده عبر تسجيل خاص يحكي فيه جزءا من حياته فيقول: أقتفي خطو ذاكرتي/ في الصباح المبلل/ والمطر المشتهى..». من جهته، قال الناقد د.عمر ربيحات: «مَن يطالع ديوان هشام عودة، لا يعانده الفهم للوصول إلى الرؤية التي ينطلق منها الشاعر تجاه الحياة والواقع والوطن والحرية». وأضاف: «في الوقفة الأولى نرى أن الديوان يعج بالحياة الحرية في زمن التردي العربي، ويبقى نزف الذات يواكب قصائد الديوان كما يتجلّى في قصيدة (بالتاريخ المشؤوم)، حيث تتدفق عاطفة هشام عودة حسرة ونزفاً، ثم يتبعها بـ(مقام الرصافة) و(مقام الفلوجة)، لتظهر روح الشاعر المقاومة والرافضة». وتوقف ربيحات عند مجموعة «أقتفي خطو ذاكرتي»، حيث ذكريات الطفولة والشباب التي تنفجر مرة واحدة حين زار الشاعر قريته (كفل حارس).. وتشتعل نار حارقة في وجدانه، ويستذكر الأماكن وملاعب الصبا والمدرسة ومقبرة القرية، ليتكلل ذلك كله بالوجد الإنساني ويصوره الشاعر في قصيدته التسجيلية بعد غياب دام أربعين عاماً مشكّلةً بركاناً من العواطف الجياشة الصادقة». أما الأديب موسى الكسواني فقدم شهادة بعنوان «هذا الفارس ما زال فارساً ولم يترجل» طاف خلالها في تجربة الشاعر وقدم صورة مختصرة عن حياته وعلاقته به. وقال الكسواني: «منذ ما يقارب ربع قرن أو يزيد قليلا تعرفت إلى هشام عودة، وذلك من خلال قصائده التي كان ينشرها في الصحف في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وقد كان الاسم غريبا عني آنذاك، لكنه استقوى على ذائقتي المتواضعة فأسند إليها جمال ما يكتبه الشاعر بلغة برز جمالها ورقيها من غيرما خلل أو زلل، وبأسلوب رقيق وعاطفة شفيفة وفكرة نضالية سامية». وفي ختام الأمسية قرأ الشاعر مجموعة من قصائده ومنها: «القدس مبتدأ الكلام»، و«مرثية ليست لبغداد»، و«مقام الرصافة»، و«مقام المهام»، و«مقام الفلوجة».