|
عرار:
كتابة العشق انتظار على حواف النّسيان. والعاشق يعيش وهما جميلا أشبه بالواقع أوحياة بدرجة يقين مستراب.تنبثق القصيدة عند أيمن الفالوجي في غلمة الرّؤى لتنحت المشتهى وتهجر الذّات الرّاحة طائعة باحثة عن درّة المرجان.هي الاستعارة الكبرى ، بوّابة الصّورة والنّفس العاشقة. تتوحّد فيها المرأة بجوهر ثمين ، تلك ماهيّتها بعين رائيها ، رؤيا يعزّزها القلب ويخطّها القلم. فمع كلّ لازمة صغرى أجراس الايقاع بوجيب القلب .نداءات متكرّرة تتناهى الينا في المغنى متّصلة بالمبنى عبر نداء في دلالة التّعظيم إذ لا لمعنى للأنثى خارج مدائح الحبّ ،ترتسم معالمها أوساع الدّلالة المتفجرّة من تجاويف الرّحلة الرّمز. فلا يخفى ما للشّاعر من تعلّق بتلابيب الخالد الأبديّ ،يعنيه أن يلوذ من تغريبة القلق حتّى تنشأ لغةفي حجم لذّة الكتابة وهول الغياب.ما اختار صيغة المضارع في ديمومة الفعل الأسطوريّ المنعتق عن إسار الزّمان والمكان التّائق إلى المطلق إلّا ليبتني داخل القصيدة عبر ديناميكيّة التّسريد وجها للتفّريد وينحت بعزم لايني مشروع اكتمال في وجود وصمته النّقصان. هكذا يهفو العاشق إلى امرأة بينه وبينها مسافات شغف ،تلوّح له بين نتوءات ومنحدرات ،بابتسامة لا تنفكّ عن قول نعم لكلّ الآمال ،على هديها يسير مفاوضا الضّياء، محترقا فيه، احلام نزار وأخيلة الرّومانسيين ومعسول رؤاهم من ناحية ومعاناة قيس العذريّ وحكاية كلّ المأسورين بين حبّ ومنع وجنون أو موت من ناحية أخرى .فتظهر حواريّة أصوات تجذّر مرجعيّات الشّعر وتعكس الوجه الثّاني من رحلة البحث عن فكرة لم تولد بعد وكلمة منفلة عن ذاكرة الكلمات وهويّة خارج الجمعيّ المشترك."كأنّ" في الاستعمال مواربة بين المشابهة والظّن تخلق مساحة التمرّد والانفلات عن سلطة القصيدة.يريد نبضا خاصّا وضجيجا داخل السّكون وثورة في استكانة وتوقيعا بصفوة النّفس وحدها رغم الولاء الظّاهر لقصيدة الجاهليّة وفرسانها وصبابة العذريين ومآ لهم الحزين وتهويمات الحالمين وطوباويّتهم.لذا تتحوّل درّة المرجان الى رمز ذاتي لايختزن معالم النّفاسة فحسب وانّما يشكّل جوهر الحياة الحقّ كما يرومها الشّاعر وذاك الوجه الثّالث والأعمق للرّحلة. ليست القصيدة مجرّد ترانيم عاشق بل هي لحن الغواية رغم الانكسار، انكسار عاشق يطرح الأسئلة الانكاريّة عتابا الفناه وحيرة وجوديّة حين يخاطب الأنثى /الحياة وهو يراها منسربة متلاشية كذرّات رمل . و المرأة في هذه النّثيرة محكومة بالازدواجيّة ، تفتح مجرى السّعادة وقد تكون كأس الموت الزّؤام ،الألم والأمل معا كما الحياة نفسها . تبقى القصيدة رحلة وجود وبحث عن معنى الحياة أكثر من مجرّد صوت عشق ،تكثر فيها الصّور الحركيّة ساعية إلى اتّساق داخل التّقاطب كي تشقّ طريقها في تلافيف الغياب وغبش الضّوء وتجعل من الحرف نقشا على حجر لا مسطورا على ماء الشّاعرة هدى كريد تونس ابحث عنك .................. بقلم أيمن الفالوجي الأسواني ********************* ابحث عنك يا دُرة المرجان لتتفجر أشواقي كالبركان فلهيب عشقي حارق لك الأمان وانتظارٍ في خشوعٍ فمن الجاني ؟ وبريق يتخطفنا في سماءٍ كطير هاجر الأوطان وأذوب لعشق لها عند اقترابي واحير في ذهن مُخيلتي وكأني أكتب لشاعرنا القباني ابحث عنك يا درة المرجان ابحرت بسفينتي منقوش على شراعها الأماني وغصت كاتم الأنفاس استخلص المرجان وخرجت ومن يروي عطشي على الشطآن واختل عقلي كقيس وتخيلت انها في الوديان اتعرفين لما الخوف وانا فارس يشق الريح لعينيك فى كل زمان أخشى ألا نلتقي إلا بعد فوات الأوان لم تبعدين لم تهربين ؟ يزداد خوفي وكَثُرَ الأنين ويمضي العمر بنا حائراً بين الأماني والحنين . الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: الأربعاء 15-04-2020 07:39 مساء
الزوار: 841 التعليقات: 0
|