|
عرار:
مساء الخير ... مساء الشعر ... مساء المحبة ... بدءً ، أرحب بكل الحاضرين و المشاركين ، كلٍ أمام حاسوبه، في هذا اللقاء الافتراضي الاستئثنائي. أرحب بضيوفنا الشعراء العرب و الشعراء التونسيين .. في الحقيقة يسعدني كثيرا أن أكون بينكم الليلة في اختتام رمضانيات بيت الشعر لسنة 2020، في اختتام ليس كغيره من الاختتامات الكثيرة لهذه التظاهرة العريقة و التي تقام هنا في تونس في أول بيتِ شعرٍ عربي، وفي ظروف مختلفة حتمتها جائحة كورونا ، الجائحة التي و إن ألزمتنا المكوثَ في بيوتنا وحالت دون اللقاء المباشر و أعاقت ربما التظاهرة عن الاضطلاع بدورها التقليدي في الإسهام في تنشيط مدينة تونس العتيقة وفي إحياء لياليها الرمضانية، إلا أنها لم تَحُل دون تنظيم التظاهرة عبر التكنولوجيات الحديثة بطابعها المميزِ المراوحِ بين الشعر و بين الفنون الأخرى و أبرزها الموسيقى التونسية الأصيلة. الشكر الجزيل لمدير بيت الشعر الشاعر أحمد شاكر بن ضية الذي عمل على تجاوز العائق المكاني و استحالة التلاقي خلال فترة الحجر الصحي ، وبادر بمعية فريقه إلى تنظيم التظاهرة لهذه السنة عن بعد، عبر تقنية البث المباشر على صفحات التواصل الاجتماعي . وبالرغم من العوائق ، نجح فريق التنظيم في التنسيق مع 80 ضيفا من تونس و عدد من الدول العربية من بين شعراء وموسيقيين و إعلاميين بغية تأثيث عشر سهرات امتدت من 9 إلى 19 ماي الجاري . ولا يفوتني بالمناسبة أن أُثنيَ على إدارته المتميزة لهذه التظاهرة التي انتظمت في ظروف استثنائية. وفي الختام أتوجه بأسمى عبارات الشكر لكل الشعراء الذين شاركوا في هذه الرمضانيات بشعرهم ومُهَجِهم و أرواحهم و أثبتوا مرة أخرى أن الاحتفاءَ بالشعر هو احتفاءٌ بالحياة ، وأن صولجانَ الشعرِ دائمٌ ما دامت الكلمة ، لا تنال منه حتى الجوائح. أردتُ أن أقول إنّني سعيدة جدا بوجودي معكم الليلة وقد أكّدتُ للسيد أحمد شاكر بن ضية مدير بيت الشعر إنّ حضوري في هذه السهرة الاختتامية ليس مجرّد حضور بروتوكولي إنما هو حضور صدق والتزام جدّي بتحسين ظروف عمل بيت الشعر التونسي وأن ينال مكانته وهيبته التي يستحق، وينتقل إلى مكان لائق بنشاطه ويتحصّل على الميزانيّة التي يحتاجها ويُعزز فريق عمله بما يساعد على تطوير نشاطه ليشارك في إشعاع تونس كما شارك فيه منذ عقود. وإنّي أقول هذا بكل التزام وصدق لأنه من غير المعقول ألاّ يجد شعراء تونس الذين ساهموا في بناء الحياة الثقافية وتركوا بصمة فيها، الاهتمام الذي يستحقون، ومن غير المقبول أن نسمح بتهميش الشعر تحت أي ظرف من الظروف أو ألا يجد الإمكانيات التي يحتاجها. أقول لكم بكل صدق والتزام، سيكون لنا لقاء بعد انتهاء هذه الظروف الصعبة إن شاء الله، لنتحدث عن وضع بيت الشعر، وسننطلق في العمل على مشروع تحسين وضعيته على جميع المستويات: المالية والإدارية، وحضوركم وإشعاعكم، وأُأكّد لكم أنكم ستكونون طرفا في بناء استراتيجيّة كليّة للدبلوماسية الثقافية، إذ يجب أن تكونوا من الفاعلين في مشروع بناء دبلوماسية تعرّف بالهويّة التونسية عبر أقلامكم وكلماتكم الحرّة. وفي مشاركتكم أيضا حماية لهذه الهوية الوطنية الثريّة بخصوصياتها الجهوية، والمغاربية والعربية الإسلامية. كما أُأكّد لكم أنّ كامل فريق وزارة الشؤون الثقافية مهتمّ بوضعية بيت الشعر وسنعقد قريبا جلسات عمل للحديث عن تفاصيل المشروع الجديد. أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق، وأجدد شكري لكافة الضيوف الذين شاركوا وساهموا في إنجاح هذه التظاهرة عاشت تونس سيدة نفسها الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: الأربعاء 20-05-2020 02:15 مساء
الزوار: 1572 التعليقات: 0
|