|
عرار: عيد الأم هو وقفة مع الذات و ليس مجرد كلمات او ساعات أو ايام و السؤال المطروح .. هل امهاتنا راضيات عن تصرفاتنا و معاملتنا لهن. الأم وعاء من الذهب لا يرضى بأن يحتوي غير اطايب الكلام و لذلك لا تحقد و لا تغضب على أبنائها و إن اساؤا اليها و قديما قالوا .. قلبي على ولدي و قلب ولدي على الحجر. دعاني ابنائي بأن اشاركهم فرحتهم بؤمهم و تذكرت امي التي تبعد عني الآلف الأميال و كنت اتمنى أن اكون بالقرب منها لأحتضنها و اقبل رأسها و اطلب رضاها و مسامحتها على تقصيري بحقها . " عيد الأم " الذي يصادف في مثل هذا اليوم من كل عام ، تحول الى مناسبات مؤلمة في حياة الأمهات الثكالى في عموم أرض فلسطين المحتلة و في سوريا التي تنزف انهارا من الدم و في العراق الذبيح و في اليمن الحزين ، و القائمة تطول ، حيث أن الأحوال السياسية في اوطاننا قاسية بقسوة ظروف القتل و الاحتجاز و الاعتقال ، ومريرة بمرارة الحرمان من الغذاء والدواء و العلاج والاحتياجات الأساسية ، نحن اليوم في هذه المناسبة نستحضر المواقف البطولية للأمهات الماجدات اللواتي وقفن امام جبروت الطغاة في ليبيا و تونس والعراق و سوريا و اليمن والبعض خطفهن الموت قبل تحرر أبنائهم من الإعتقال و الأسر ، واللواتي كن دائمات الحضور في المسيرات و الإعتصامات في الميادين والفعاليات السياسية و الإجتماعية و الثقافية و حتى الجهادية. لقد شاهدناهن يعددن الطعام للثوار الليبيين و رأيناهن يتحدين قوات الإحتلال في فلسطين و اليوم نشاهد مواقفهن البطولية في سوريا الجريحة و المكبلة بحكم طائفي بغيض. هناك أيضاً مشاهد مؤلمة وقصص كثيرة لأمهات ( لا ) يزلن على قيد الحياة ، وقد حرموا من رؤية أبنائهن الأسرى منذ سنوات طويلة في سجون العراق والتي ستشهد قمة عربية و نرجو من حكام العراق الإفراج الفوري عن كافة الأسرى المعتقلين سياسيا و المحكومين بتهم جلها ملفق و أن تنتهي قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المسيسة لصالح طرف يتولى مقاليد الحكم ، و نرجو من الأنظمة تسهيل تواصل المعتقلين السياسيين مع ذويهم و خاصة أمهاتهم اللواتي ممنوعات من زيارة أبنائهن بحجة " المنع الأمني " أولا ومن ثم المنع الجماعي . فـ يشتكي المعتقلون سياسيا و أمنيا من قلة أو عدم زيارات امهاتهم لهم و لا تواصل حتى في لحظات الاحتضار والموت والوداع الأخير ، والرسائل نادرا ما تصل ، كل شيء ممنوع ... شباب في عمر الورد يتألمون في غياهب السجون الأمريكية و الأوروبية و العربية و الباكستانية و لا يعرفون اساسا لماذا اعتقلوا و تحفظت عليهم الأجهزة الأمنية ، وأمهات يخشون شبح الموت والرحيل قبل أن يعانقوا أبنائهن .. ويرددن دعائهن المشهور " اللهم امنحنا طول العمر لنرى أبناءنا أحراراً وان نضمهم قبل الرحيل " . نرجو من كافة الأخوة و الأخوات في شبكة التواصل الإجتماعي الإهتمام بقضايا المعتقلين سياسيا و المطالبة بالإفراج عنهم دون قيد ولا شرط و نناشد وسائل الإعلام على تسليط الضوء على معاناة أمهات المعتقلين و الأسرى وفضح ما يتعرضن له من حرمان وإجراءات تعسفية والعمل الدؤوب من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين و الأسرى و استعادة حقهم بالعيش الكريم في أوطانهم و نناشد الحكام و مسؤلي الأمن بتوجية التعليمات بمعاملة المعتقلين سياسيا بالحسنى و الإبتعاد الكلي عن وسائل التعذيب و القمع و القتل في السجون . كما نرجو من مسؤلي السجون من تمكين ذوي المعتقلين و زوجاتهم و امهاتهم على وجه الخصوص من رؤية أبنائهن المعتقلين و الأسرى بشكل دائم ومنتظم . و نناشد مرة ثانية كل الحكام في وطننا العربي الكبير في إطلاق حملة تبيض المعتقلات والسجون و إطلاق سراح كل المعتقلين إداريا و سياسيا و حتى الأسرى في سجون الثوار في ليبيا نرجو إطلاق سراحهم فاليوم هو يوم الرحمة و العفو حتى تعيش أمتنا بسلام و تكون آمنة و تعود اللحمة بين الجميع و ليكن رسول الله صل الله عليه وسلم قدوتنا عندما قال .. إذهبوا فأنتم الطلقاء .. محمود الدبعي الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 21-03-2012 09:34 مساء
الزوار: 1849 التعليقات: 0
|