|
عرار:
شكل عيد الفطر المبارك للعديد من الشعراء مادة خصبة للإبداع والكتابة، حيث تفاعل الشعراء (قديماً وحديثاً) معه تفاعلاً كبيراً نلمسه في تنوع وتعدد الأغراض الشعرية التي جادت بها قرائحهم احتفاءً بهذه المناسبة العظيمة، حيث راح الكثير منهم يعلن ترحيبه بقدوم العيد مع رؤيته لهلال شوال. فيما راح البعض يذكر بالمعاني الحقيقية لهذه المناسبة. ومنهم من اغتنم المناسبة للدعوة لمساعدة الفقراء والمكروبين. لكن يظل العيد كما عبر عنه الشاعر بقوله: العيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا هلال العيد – استبشر الشعراء برؤية هلال العيد، واعتبروا الهلال مبشراً للأكل والشرب. من ذلك قول إبن الرومي: ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ – وقول ابن المعتز: أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه **** فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ *** قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ – ويستبشر الشاعر يحيى حسن توفيق بالعيد من خلال قصيدة «ليلة العيد» يقول في مطلعها: بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظر ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله: ياليلة العيد كم في العيد من عبر *** لمن أراد رشاد العقل والبشر المعنى الحقيقي للعيد – أما الشاعر أبو إسحاق الالبيري، فقد نبه إلى المعنى الحقيقي للعيد، الذي يتجسد في مغفرة الذنوب وحسن الخلق والورع وليس في اللهو واللعب ولبس الجديد. ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السماء والأرض حين هلك دعوة لصفاء النفس! الشاعر محمد الأسمر، رأى في العيد ر فرصة للتذكير بالخير و الحث على الصدقة تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين، فيقول: هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا – والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان: والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا العيد والشعراء..نظرة أخرى! – وإذا كان الشعراء قد احتفلوا وهللوا لمقدم العيد، فإن البعض الآخر لا يجد في العيد سعادة، طالما والأوطان تئن وتشقى والقدس لا تزال في الأسر. حيث تظل آمال الامة وآلامها محور إبداع الشعراء المهمومين بقضايا أمتهم. فهاهو عمر بها الدين لا يجد في العيد فرحة، قائلاً: يقولون لي: عيد سعيد ، وإنه ليوم حساب لو نحـس ونشــعرُ أعيد سعيد !! يا لها من سعادةٍ وأوطاننا فيها الشقـاء يزمــجرُ يمر علينا العيد مراً مضرجاً بأكبادنا والقدس في الأسر تصرخُ عسى أن يعود العيد بالله عزة ونصراً ، ويمحى العار عنا وينسخُ – وهذا هو عمر أبو ريشة يعاني من ذات الألم، ويشرب من ذات الكأس التي شرب منها الأميري؛ فيقول في معارضته لقصيدة المتنبي الشهيرة (عيد بأية حال عدت يا عيد) فيقول أبو ريشه: يا عيد ما افتر ثغر المجد يا عيدُ فكيف تلقاك بالبشر الزغاريدُ يا عيد كم في روابي القدس من كبدٍ لها على الرفرف العلوي تعييدُ سينجلي ليلنا عن فجر معتركٍ ونحن في فمه المشبوب تغريدُ – أما الشاعر محمد ضياء الدين الصّابوني فقد أدمت عواطفه ذكرى فلسطين، وما يتعرّض له أهلها من الأطفال والنّساء هناك من جرائم ومذابح مستمرة، فيقول في قصيدته (تحية العيد): العيد وافى وقلب الحرّ يلتهبُ لا بهجة العيد تسليه ولا الطربُ ذكرى «فلسطين» قد أدمت عواطفه فالطفل يُذْبَحُ والعذراء تنتحبُ من للشيوخ وللأطفال ينقذهم مما اعتراهم ونار الحرب تلتهبُ من للثكالى وللأيتام يرحمهم ويمسحُ العار عن (قدسي) ويضطربُ – وعلى ذات الطريق يسير الشاعر حفيظ الدوسريّ في قصيدته (في ليلة العيد)؛ فيقول: ما زلتُ أسمع يا هلالَ العيد صوت النائحينْ ما زلتُ أسمع في الفضاء بكاء أمّتنا الحزينْ ما زلتُ أنظر للثكالى واليتامى الضائعينْ ما زال قلبي في الهموم مكبّلاً مثل السجينْ أنا يا هلال بحسرتي أبكي ضياع المسلمينْ أنا بين أمواج العذاب أغوص في نار الأنينْ الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 23-04-2023 10:44 مساء
الزوار: 350 التعليقات: 0
|