«نون للكتاب» تتأمل المجموعة القصصية «لحظات نابضة» لسمر السيد
عرار:
نضال برقان عقدت مبادرة نون للكتاب مساء السبت الماضي جلسة نقاشية في مكتبة عبد الحميد شومان، جبل عمّان، تأملت فيها المجموعة القصصية «لحظات نابضة» للقاصة سمر السيد. افتتح الناقد أسيد الحوتري الجلسة بالترحيب بالحضور، ثم قام السيد طارق عودة بتقديم نبذة عن سيرة القاصة ومحطاتها الأدبية، وقدم بعد ذلك قراءة نقدية «كيرياركية» تتطرق فيها لأشكال الظلم التي تقع على الفئات الأضعف في المجتمع كالأطفال، والنساء، وكبار السن، والعمال، وتتبع عودة مجموعة من الشخصيات الرئيسة في المجموعة القصصية والتي وقع عليها ظلم ثم بين آليات التصدي لهذا الظلم. ناقش الحضور بعد ذلك لغة المجموعة القصصية حيث أكدت القاصة أنها اختارت عن عمد اللغة البسيطة السلسة الخالية من أي تعقيدات، في حين شدد الروائي محمد حسن العمري على أهمية إيلاء عناية أكبر باللغة لأنها الأداة التي تجعل النص أدبيا وتميزه عن النصوص الأخرى. أكد العمري أيضا على ضرورة مراجعة المعلومات العلمية في النصوص وتدقيقها من قبل خبير حتى يكون النص خاليا من المعلومات الخاطئة. كما أشاد الحضور بتنوع ثيمات المجموعة القصصية: التربية، صعوبات العمل، اظهاد المرأة، الغربة، سوء الظن، إلخ، ومحاكات القصص للواقع المعاش وهذا ما أكده السيد سعيد هديب، وسلط الضوء عليه السيد منذر اللالا، كما وأكد اللالا ضرورة التمييز بين القصة القصيرة والخاطرة وعدم الخلط بينهما حيث كان هنالك خاطرة موجودة داخل المجموعة القصصية. أوضحت السيدة نسرين عبدالله أن معاني أسماء الشخصيات ارتبطت بشكل جلي بأفعال ومواقف هذه الشخصيات، وتمنت لو أن لغة الكتابة كانت أعمق مما هي عليه. أوضحت الروائية صفاء حطاب أن أحداث القصص سواء كانت كبيرة أو صغيرة تمثل تلك الرسالة التي تريد القاصة إيصالها للمتلقي. وأضافت السيدة سلمى الأشهب أن لغة السرد كانت بسيطة وماتعة، وأن القصص كانت عبارة عن مواقف إنسانية عادية تحولت بفعل مهارة السرد إلى قصص شائقة. لاحظ الحضور أن كل القصص انتمت إلى المدرسة الواقعية وأشارت القاصة إلى أن هذه المدرسة الأدبية هي الأقرب إليها، مع ذلك رأت أنه يجب أن ينوع الكاتب من نتاجاته ويقتحم مناطق بكر لم يطأها قلمه من قبل. هذا وأوضحت الدكتورة إيمان عبد الهادي أن الواقعية ليست مرآة تعكس الواقع كما هو بل بحاجة إلى خيال خصب يصقل هذا الواقع وبقولبه أدبيا، كما أن الواقعية قد تتخطى في بعض الأحيان الغرائبية والعجائبية وما يحدث بغزة اليوم خير دليل على ذلك. ختمت المناقشة بتقديم درع تذكارية للقاصة، وبشكر مؤسسة عبد الحميد شومان على حسن الاستقبال والتنظيم.