|
عرار:
إبراهيم خليل في تقديمه لسيرته الشعرية الثقافية (دمشق، دار التكوين، 2020) يصف أدونيس الوضع في بيروت في بداية النصف الثاني من القرن الماضي، قائلا « غنى فاحش وفقر فاحش، إقبال على التدين وإقبال على التمَـدْيُن، نكوص سلفي ومزيد من التحرر، تمسك بالموروث وإقبال جارفٌ على كل ما هو مستحدث. أما الثقافة، فكانت تأخذ بمذهب الانفصال عن السياسي، وتتحول إلى نوع من التآكل المفترس». (ص6) فالسياسة قوس تتموج تحته أوتار الميول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. جاء أدونيس إلى هذه المدينة التي تعجّ بالمتناقض، والمتنافر، والمفترق غير المتفق، ليشهد فيها انفجارا يسميه انفجار المعاني، وهو الشيء الذي اختلفت فيه بيروت عن القاهرة التي شهدت لما يقارب قرنين من الزمان شيئا آخر مختلفا يسميه صراع المعاني. والصراع أدنى درجة من الانفجار، فالانفجار يحطم، ويشظي كل شيء، هذا ما كانت تشهده العاصمة اللبنانية في بدء النصف الثاني من القرن. الشاعر في بيروت: وأدونيس- مثلما يخبرنا في الفصل الأول من سيرته - حلّ في بيروت عام 1956 وكان قد أتم دراسته الجامعية وأنهى خدمته العسكرية، ولم يعد ثمة ما يربطه بدمشق سوى الحبل السُري، وهو الشعر الذي تتلمذ فيه أولا على أبيه المحبّ للشعر، وثانيا على حفظ، أو قراءة الدواوين لأبي تمام (231هـ) والشريف الرضي(406هـ) والبحتري (284هـ) وأبي العلاء المعري (449هـ). إلى جانب شعراء معاصرين كنزار قباني(1998)وبدوي الجبل(1981) و نديم محمد(1994) وعمر (أبو) ريشة (1990)، وأخيرا سعيد عقل(2014) الذي أعجب بشعره، فهو- في رأيه - أنشأ بنية جديدة للقصيدة، وصياغة أجدّ للجملة الشعرية، ومنح الكلمة سياقا جديدًا. (ص 18) وفي هذا الطور اطلع على بعض الشعر الفرنسي، مبتدئا بأزهار الشر لبودلير(1867)، وببعض أشعار ريلكة(20). ويتذكر أنه استعار من مكتبة الجامعة كتابايضم مختارات لعددٍ من الشعراء، بينهم رينيه شار1988، وهنري ميشو 1984، وماكس جاكوب1944.(ص 21) عندما نزل الشاعر وزوجته خالدة سعيد في الأرض اللبنانية، وحلّا ببيروت، بعد خروجه من سجن قضى فيه عامين، لاحظ أن بيروت مدينة أخرى، فلا هي حلب، ولا هي دمشق. إنها في رأيه مدينة البدايات، لا النهايات. ففيها التقى للمرة الأولى بالشاعر يوسف الخال(1987). لم يكونا على موعد، لكن هذا الموعد تقرر من غير أن يتواصل أحدهما بالآخر. أي أنهما توافقا شعريا قبل أن يتفقا على هذا اللقاء. كان يوسف الخال قد تخلى عن السير في الأفق الذي فتحه أنطون سعادة(1904- 1949) أما هو – أيْ أدونيس- فقد انخرط لتوّه في هذا الأفق، ولا سيما في بعده الحضاري(26). مجلة شعر: في لقائهما هذا تقرر أن يُصدرا مجلة باسم (شعر) غايتها فتح آفاق جديدة للشعر العربي. وقد استحسن كل من فؤاد رفقة(2011) وخليل حاوي(1982) ونديم نعيمة(1936_ ..) هذا الاختيار. ومن سوء الحظ أن يوسف الخال هوجم، واتُّهمَ، قبل صدور العدد الأول في مطلع 1957 من جلّ الجهات. ومما خفّف من أثر هذه الهجمة السلبية أنّ معظم الذين شنوا الهجوم على (شعر) لا علاقة لهم بالشعر. لا من حيث التذوق، ولا من حيث الممارسة الشعرية، فكأنهم يظنون الشعر هجاءً، أو مدحًا فحسب(ص31) . في العدد الأول قصائد لسعدي يوسف(2022) ونازك الملائكة(2007) ويوسف الخال، وأدونيس، وميشال طراد1998. ومن الدراسات واحدة لرينية حبشي (2003)، وأخرى لأنطوان كرم (1979)، وضم العدد من الترجمات قصيدة لعزرا باوند(1972) وأخرى لإيميلي ديكنسون(1886) وثالثة لخوان رامون خيمينيث (1956). وقد روعي في العدد أن تتمثل في القصائد أشكال الشعر العربي من موزون مقفى، وموزون غير مقفى، ومن شعر حر، وآخر غير حر، ومن قصيدة بلا وزن إلى قصيدة بوزن، ومن الشعر الفصيح إلى الشعر العامي غير الفصيح، كقصيدة ميشال طراد. ويمضي أدونيس، في هذه السيرة، مؤكدًا أن الشكل، أو المحتوى، لم يكن أيٌ منهما معيارا في اختيار القصائد، أو الدراسات، أو الترجمات، بل كان المعيار هو تعبير تلك النماذج عن موقفٍ، أو رؤيا تجسد الرغبة في تغيير الواقع(ص36) . سؤال التراث: وقد اعترضَتْ القائمين على المجلة أسئلةٌ منها سؤال التراث، وسؤال الحداثة، وسؤال التلقي. واتَّضح لهم أن مفهوم التراث - مثلما هو متداول - مفهوم مُشوَّشٌ. وتوصلوا من خلال الدراسة، والبحث، والتدقيق، في هذا المفهوم، لحقيقة هي أنّ التراث هو الأصول كالقرآن، والحديث النبوي، والشعرالجاهلي. أما ما كتب من قراءات تتناول جوانب شتى من هذه الأصول، فلا يعد في رأيهم تراثا: « فالتراث العربي الإسلامي هو القرآن، والحديث، والشعر الجاهلي. أما ما كتب عنها من قراءات فلا تسمى تراثابالمعنى الدقيق « (ص 43). وإذا سلمنا جدلا بصحة هذا المفهوم، وجدنا ما قام به على عبد الرازق(1966) في كتابه « الإسلام وأصول الحكم « المحاولة الرائدة لقراءة الأصل القرآني، وما قام به طه حسين(1973) في كتابه عن « الشعر الجاهلي « هو المحاولة الأولى لقراءة الأصل التراثي للشعر العربي.(ص44) سؤال الحداثة: يعود المؤلف بنا إلى سنة 1955 التي ألقى فيها يوسف الخال محاضرة عن أساسيات لا بد منها للانتقال بالشعر من المألوف، والسائد، إلى الجديد الحديث. وها هنا يُذكرنا بضرورة أن تزول البنى التقليدية وتظهر بدلا منها بنىً جديدة ذات رؤى وحساسية مغايرة. وتمثل في رأيه قصيدة (الفراغ) لأدونيس هذا النوع من الكتابة. فهو لا يُعنى فيها بالأوزان، ولا بالأعاريض، وإنما بسمح فيها لذاته أن تزاول حريتها في الكتابة دون عائق. ومن هنا جاءت رفضا لجلّ ما هو قائم بالمعنى الرومانطيقي. وإلى هذا يعزو يوسف الخال نجاح قصيدة الفراغ(ص 56) فالتجديد العروضي وحده لا قيمة له كأي تجديد آخر في اللفظ، أو في المعنى، أو في القوالب البلاغية؛ من تشبيهٍ، واستعارة. فحداثة الشعر تتطلب التجربة الحيويّة التي تهَبُ الشاعر فرصته للانعتاق من القيود التي تُفرضُ عليهِ من ثقافة الماضي. وفي فِصْلةٍ تاليةٍ من سيرته يشرح لنا المؤلف ما موقف مجلة شعر من التفريق بين الشكل والمحتوى في القصيدة في ضوء دعوتها للحداثة من حيث هي نهج شعري. فهي مجلة تأبى الفصل بين الشكل والمحتوى، مثلما ترفض الفصل بين اللفظ والمعنى. وفي هذا السياق يقدم لنا أدونيس قراءة مُبْتسرة في نظرية (النظم) لدى عبد القاهر الجرجاني(471هـ) الذي وُفِّق في إضاءة الفكرة القائلة: لا يمكن أن نتصور لفظا جيدا بمعنى غير جيد أو العكس، كما لا يمكن التفريق بين الوزن والموزون، أو القافية والمقفى، أو بين الصورة والـمُتَصَوَّر. وتبعا لذلك يرى أدونيس أن الشعريَّة الجديدة هي التي تقوم على استعمال هذه العناصر استعمالا جديدا تتوقف فيه شعرية كل منها على علاقته، ومواءمته للأركان الأخرى. فلا قيمة للمعنى ولا للفظ ولا للوزن ولا للصورة ولا للقافية إلا في ضوء علاقاتها بعضها ببعض (ص67). من هنا يغدو الحديث عن الشكل وحده، أو عن المضمون وحدهُ، حديثا خاطئا، وضربًا باطلا من الظنّ. عن يوسف الخال: ارتبط ذكـرُ يوسف الخال بمجلة شعر، وارتبط بها ذكـرُ أدونيس. وهذا الأخير لم يكن قد التقى بالأول إلا في العام 1956 أي قبل صدور العدد الأول من (شعر) بشهرين. لكن المودَّة بينهما سبقت ذلك عندما اطلع أدونيس على تعليقات الخال حول قصيدته (الفراغ) التي كان قد نشرها في مجلة (القيثارة) لصاحبها كمال فوزي سنة 1954. والشيءُ المشتركُ الذي جمع بين الخال وأدونيس أن كليهما تأثر بكتاب أنطون سعادة الموسوم بعنوان « الصراع الفكري في الأدب السوري « 1943. وهو مقالاتٌ نُشِرت متتابعة في مجلة (الزوبعة). تتخللها مناقشاتٌ لبعض أراء الشعراء في الشعر منهم أمين الريحاني(1940)، وشفيق المعلوف (1977). فقد دعا سعادة في هاتيك المقالات إلى الخروج من التخبُّط النَهْضيّ، وتغيير النظرة إلى الإنسان، وعلاقته بالأدب، والفن، واستبدال النظرة الجديدة بما هو شائع على سبيل التقليد والمحاكاة. نظرة تعبر عن الشخصية القومية، والعقلية، للأمة. وأن تكون هذه النظرة مبنيةً على أساس الأصالة، والإفادة من التراث، مع الانفتاح على ثقافة الآخر، وفنونه. فالتجديد في الأدب والفنّ ينبغي له أن يرتبط بتجديد المجتمع نفسه(ص77- 80). وكأن الخالُ، وأدونيس، قد شرعا في حراك نقديٍّ، إبداعي، يطبق هذه الفكرة، مع أنَّ الخال تخلى عن الحزب الذي قاده أنطون سعادة، مؤلف الكتاب، ومع ذلك تأثر الشاعران - كغيرهما - بهذا المصنَّف. يقول المؤلف: « هذا الكتاب هو صاحبُ الأثر الأول في فكري، وفي توجُّهي الشعري.» (ص81) وصاحب الأثر الأكبر في غير واحد من شعراء الجيل؛ كسعيد عقل، وصلاح لبكي(1955)، وفؤاد سليمان (1951)، وخليل حاوي. سؤال التلقي: وهذا الحراك النقدي لا يمكن أن يمضي في طريقه الصحيح في مَعْزلٍ عن الجمهور القارئ. من هنا جاءت فكرة ندوة الخميس التي عني بها الشاعران. فالغاية من هذه الندوة، التي تعقد في منزل الخال في رأس بيروت، هي تلمُس اهتمامات القراء، ومعرفة توجهاتهم إزاء ما يبدو أنه حديثٌ، وجديدٌ، في الشعر الذي تنشره المجلة. يقول أدونيس في « ها أنتَ أيها الوقت «: وجدنا في الندوة أفقا مفتوحًا على هواجس القراء، ومقاربات الجمهور والمهتمّين بالشعر. وأول انطباع تنبهنا له هو إلحاح الحضور على تحديد طبيعة الشعر، و الإجابة عن السؤال القديم المتجدد ما الشعر؟ وثاني هذه الانطباعات هو الحرص على فرضية المعنى. فالقول الشعري كي يُقبلَ تجبُ الإجابة عن سؤال: ما المعنى الذي يريده القائل؟ والانطباع الثالث هو فرضية المثال السابق الذي يُقلد، أو ُيحاكى. فبعض الحضور ما إنْ يبدأ الكلام حتى يسارع لذكر قصيدةٍ ما تأثر بها الشاعر، قلّدها، أو حاكاها، فظهر منها في شعره ما ظهر، وتجلّى ما تجلّى. وآخرُ الانطباعات هو شيوع ما يسميه أدونيس بالأطُر التقليدية لتذوُّق الشعر. بمعنى أن القراء، والمستمعين، ونتيجة التربية الثقافية الشائعة، شَفَويّون في تواصلهم مع النَظْم، لا يحرصون إلا على موسيقى الكلمة، والجملة، والبيت، والقصيدة، وهذه النزعة الشفويّة تحتاج لاستئناف النظر، وإعادة التغيير، والقَوْلَبَة. وذلك يحتاج إلى نضالٍ ثقافيٍ طويل(ص84). مختبر شعري: يقول أدونيس في هذه السيرة الشعرية: لطالما استقبلتْ بيروتُ شعراء من مصر، ومن سورية، ومن العراق، كالجواهري(1997)، وبدوي الجبل(1981)، وشوقي (1932). ولم تكن لتلك المناسبات ما كان لزيارة بدر شاكر السياب1964 من أثر. كانت المجلة قد وجهت إليه الدعوة لحضور واحدة من الندوات في رأس بيروت، فاستجاب، وحضر في ربيع 1957. وكان لحضوره هذا ما لم يكن لحضور شوقي الذي لا يُعنى في الشعر إلا بالثابت لا المتحول، وباسترجاع الماضي بدلا من الراهن. أمّا السيابُ فقد ألقى محاضرة في الأمريكية، وشعرًا في غير موقع، وأجريت معه حواراتٌ في «النهار» وفي «الجريدة»، وفي إذاعة لبنان، فكانت الأيام العشرة التي قضاها في بيروت أشبه ما تكون بسمنار، أو مختبر شعري، ُيحلل فيه الشعر تحليلا يجيبُ عن سؤال المأمول من الشعر العربي. ونُشرت محاضرته في عدد صيف 1957 . ولم تكتف المجلة بما نشرته من قصائد للسياب، فقامت في العام 1960 بنشر مجموعة شعرية له، وهي مجموعة « أنشودة المطر». ولعل أبرز ما يتذكره أدونيس عن الشاعر الذي توفي في ديسمبر- كانون الأول من العام 1964 تأكيدُه في محاضرته، وحواراته، بأنَّ الشعر حدْسٌ، وهو بذلك قرينٌ للدين، فالشعر والدين توأمان. (ص96) وهذا الرأي يذكرنا برأي الشاعر البريطاني ماثيو آرنولد Arnold (1822- 1888) الذي عزا للشعر دورًا يقوم مقام الدين إذا تراجعَ تأثيره في حياة الناس(1) . في عمان: فيما تبقى من هذه السيرة الممتعة مساجلاتٌ يغلبُ عليها طابع الحِجاج، وهي سيل من الاتهامات، والردود، التي أريد ببعضها الحطّ من شأن المؤلف، أومن شأن يوسف الخال، أو من شأن المجلة، التي اتُّهمت - في قليل من الأحيان - بتلقي التمويل من المخابرات الأميركية، أو من بعض الحكومات العربية، وُمنعَ توزيعها في بعض الدول، ومنها مصر، والعراق، وحتى سورية. وهذا كله لأسباب إيديولوجية، لا شعرية، ولا أدبية. وقد أسيءَ فهمُ الكثير مما نشر فيها من شعر، أو من مقالات، وأسيء فهم النوايا الكامنة في ذلك كله إساءاتٍ بالغةً في بعض الأحايين. ويقول أدونيس في مثالٍ ينمُّ على سوء الفهم: إنه حضر إلى عمان في دعوة لإحياء أمسية شعرية دعمًا للانتفاضة الفلسطينية في شهر ديسمبر – كانون الأول من العام 1990. وعندما بدأ بإلقاءِ قصيدة (الوقت) وهي منشورة في كتاب (الحِصار) الذي وُزع في تلك المناسبة، ووصل إلى قوله: لم يكن يعرف أنّ (الله) والشاعر طفلان ينامان على خدّ الحجَرْ صاح أحدُ من كانوا في القاعة: - الله أكبر! الله أكبر! لقد كفر. علما بأن معْظم الحضور كانوا طلبة جامعيين، وَوُزع منشورٌ في القاعة قبل الأمسية حُكمَ فيه على الشاعر بالكفر. ويعلق أدونيس على هذه الحادثة مستنتجًا أنّ الحضور، كغيرهم من العامّة، لا يفرقون بين الحقيقة والمجاز، هذا مع أن القرآن نفسه لا يخلو من المجاز، بل أهو أوفر من سواه في هذا، بدليل أنّ أوّل ما ألفَ عن لغة القرآن كتابُ «مجاز القرآن» لأبي عبيدة مَعْمَرُ بن المثنى(209هـ). فلفظة الطفل، ولفظ الله، والحجر- ها هنا - استخدمت على سبيل المجاز، لا الحقيقة. فهذا الحضور، تبعًا لذلك حضورٌ عاميٌ، وإن كان أكثره من الأكاديميين. يقول المؤلف هذا وهو لا يعرف أنَّ نسبة كبيرة من الأكاديميين لم يبلغوا ما بلغوه في الأردن- كغيره - إلا عن طريق « الواسطة» لا عن طريق العلم، والمعرفة، والدرس. هذا ويخْتَتِمُ أدونيس سيرته بأحسنَ ما ُيْخَتتمُ به كتابٌ كهذا، وهو بعض المراسلات التي وصلت، بريديًا، بينه وبين يوسف الخال. فالعلاقة بينهما أكثر من وثيقة، أو حميمة، تذكرنا بالعلاقة بين أبي تمام والبحتري، والعلاقة بين كولريدج (1834) ووردزوورث (1850)، وتذكرنا أيضًا بالعلاقة المتينة بين العقاد (1964) والمازني (1949) بين ميخائيل نعيمة (1988) وجبران (1931). للمزيد انظر آرنولد، ماثيو: مقالات في النقد، ترجمة جمال الدين عزت، مراجعة لويس عوض، ط1، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1966 ص 4، و ص20، وص 22 . جريدة الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 19-01-2024 05:18 مساء
الزوار: 383 التعليقات: 0
|