|
عرار: خلال ندوة رمضانية في "الشارقة":خالد الظنحاني: الشعر الشعبي وسيلة الاتصال الصادقة والمعبرة عن حاجات المجتمع. عرار:أكد الشاعر والإعلامي الإماراتي خالد الظنحاني أن الشعر الشعبي يحظى بمكانة عالية في وجدان الناس ومنزلة رفيعة في المشهد الثقافي المحلي والخليجي والعربي، وهو الذي شكل على مر الزمن سجلاً للأحداث التاريخية والقضايا العامة، وكان مرآة صادقة لمجتمع الإمارات في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وغيرها . وقال الظنحاني: "إن الشعر الشعبي كان أداة الشعراء في نقد الأوضاع الاجتماعية، فكم من شاعر شعبي ناقش مثل هذه القضايا كغلاء المهور وارتفاع الأسعار، وغيرها من القضايا مثل أزمة الغوص وشؤون الزراعة والمطر والإبل والأمراض وخلافها". واعتمد الظنحاني الشعر الشعبي بمثابة لغة المجتمع، ولسان حال أفراده، القريب من عامة الناس، الذي يعبّر عن أفراحهم وأتراحهم . واعتبر الظنحاني الشعر وسيلة الاتصال الصادقة والمعبرة عن حاجات المجتمع، كما أنه واحد من أهم فنون القول والأكثر قدرة على التأثير في المتلقي، لاقترانه بفن جميل آخر هو الموسيقا، ولكون العبارة الشعرية من ناحية ثانية، هي العبارة الرشيقة الأقدر عل تقديم أبلغ المعاني وأوسع الرؤى ضمن كلمات محدودة ومعدودة . وطرح الظنحاني قضية الشعر في اللحظة الراهنة مع تطور وسائل الاتصال حيث فقد خاصية أن يكون مرجعاً تاريخيا للأحداث ، كما هو شأن الصورة التي قفزت إلى صدارة المشهد الإعلامي والثقافي. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز الشارقة للشعر الشعبي تحت عنوان (الشعر الشعبي وعاء إبداعي متفاعل مع القضايا المجتمعية) بمشاركة ثلاثة شعراء وإعلاميين هم: خالد الظنحاني وطارق حداد وعتيق بن خلفان الكعبي، وأدارتها الشاعرة والإعلامية برديس فرسان خليفة، بحضور الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي. ومن جهته انطلق الإعلامي طارق حداد من الأهمية الاستثنائية لفن الشعر الشعبي، الذي يستأثر على اهتمام الشيوخ والحكام في الإمارات، وعدد ميزات هذا الشعر الذي وصل إلى مشارف المغرب العربي، وأوضح أنه قريب الصلة من الشعر الفصيح، مع وجود فروقات إعرابية ووزنية قليلة بين الاثنين، وأن الشعر الشعبي استطاع أن يثبت أقدامه ليكون أداة تواصل بين أبناء الإمارات، وخلص إلى أن هذا الشعر في الإمارات سيواجه تحدياً كبيراً في المستقبل، إذ ربما يفقد وهجه وانتشاره في الجيل الجديد، بسبب اتساع رقعة التكنولوجيا، واتجاه الجيل الشاب نحو مشارب وقضايا تفتقد إلى الأصالة، ودعا إلى ضرورة تدريس الشعر والتراث في المناهج، حتى يتعود الطالب أن يحفظ التراث ويتصل به ويألف إليه . بدوره سلط عتيق الكعبي ضوءاً على مكانة الشعر لكونه موئلاً للتراث والقيم والعادات الأصيلة، وقدم بعض المقترحات التي تحفظ هذا الشعر وتبقيه في وجدان الناس، ومن ذلك تأسيس أكاديميات تعنى بدراسته، أصوله وأغراضه وموسيقاه، إضافة إلى فنياته ودلالاته البلاغية ومعانيه، ومدى ارتباطه بوجدان الناس، عدا عن كونه ينطق بأحوال الناس ويعكس قضاياهم وهمومهم ويكاد يشكل وعاءً حضارياً مليئاً بالمحمولات التراثية والقيمية الكثيرة . وأعقب الندوة نقاش تناول الكثير من القضايا التي تتصل بفن الشعر الشعبي وقدمت الكثير من المقترحات التي تضيء على جوانبه المختلفة، بحيث نادى المجتمعون بضرورة العمل على التنسيق مع المؤسسات الثقافية بما في ذلك وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لبلورة فكرة مهرجان خاص بالتراث الإماراتي وفي القلب منه الشعر الشعبي على غرار المهرجانات العربية الكبيرة، كالجنادرية السعودي. وفي ختام الندوة قدم الشعراء المشاركون منتخبات من قصائدهم المناسباتية والدينية والغزلية الخفيفة، تلاها تكريم راشد شرار لضيوف الندوة. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 29-07-2012 12:44 مساء
الزوار: 958 التعليقات: 0
|