|
عرار: كان لا يأتيها بثمار التين المتفتحة التى زادت حلاوتها فاهترأت ذاتيا وتداخلت أنسجتها بلزوجة وطراوة محببة ، كانت تثير حفيظته وغثيانه فيتجنبها متوهما الحنكة ويقرر الفوز بغير تلك المتفتحات عن كنزهن ، كانت لا تجد غير الخضراء القاسية المغلقة كشفاة مكورة مرة بعد مرة ومع ذلك لم تملّ مطالبته بالطرية ، يأتيها صوته عبر الباب فتسارع إليه لتجد تلك اللفافة الضخمة بيده ، فتفتح بها فرجة صغيرة منجذبة للتوقع فتجدها مكومة فوق بعضها بلا رائحة ولا لون وبلا بذور حمراء منقوعة بالعسل ، لم تترك حتى بقعا بالجريدة الصفراء بين كفيه ، كل ما كان عليه فعله هو ان يسلمها لها عند دخوله وان ينظر بتمعن لبزته الرمادية متخوفا من بقع التين التى لم تصبها باذى فتبتسم له بالباب وتدعوه للدخول فيجيبها منتصرا تتنفس آهة ، يربكها هدوء يومها ، تكتشف أن للصمت ضجيجا مفزعا لا يقطعه سوى تلك لكنه لم يأت ، وكانت الساعة تمر تلو الأخرى كسنوات عذاب ، كانت بزته الرمادية آخر ما علقت به عيناها عندما اندفع للخارج صباحا بلا كلمة ، وشوش لها قلبها ألا تتابعه من خلف نافذتها كالمعتاد فربما تغير شيئا ما من نمطية القدر ولن تحتمل ، فاستكانت بالمقعد تلعن الخناس ونزنازه الكذوب .. ــ ماذا لو لم ..ااا ..ماذا لو.. ماذا ـ لا شئ ..اااا لا شئ .... الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 12-09-2012 09:42 مساء
الزوار: 1506 التعليقات: 0
|