يا سَاحِلَ الغربيَ ما فَعَـلَ الهــــــــــــــوى *** شَزَرَاً وليلِي قد غشاهُ مَشيـــــــــبُ

يا سَاحِلَ الغربي فانظـر حالتـــــــــــــي *** منذ افترقنا كم عراني شُحُـــــــــــوبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ أمَّـا خافقــــــــــــــــــي *** فلهُ من الشَّوقِ العظيمِ وَجيـــــبُ
يا سَاحلَ الغربيِّ دونَكَ عَبرَتِــــــــــــــي *** تَهمي على الوجناتِ ثـــمَّ تَـــــــرُوبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ رفقا إنَّ لـــــــــــــــــي *** جَسَـدٌ من الأشواقِ كَـــــــادَ يَــــــذوبُ
يا سَاحِلَ الغَرْبيِّ طالتْ غُـربتــــــــــــي *** فغـدتْ إلى اللقيا ، تهيمُ قلـــــــــوبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ شطُّـكَ مَـــــــــــــــوْرِدٌ *** للظامئينَ شَمالهَــا وَجَنُـــــــــــــــــــوبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ غيثُـكَ صيِّــــــــــــــبٌ *** يَهمـى على الشطِّ الحزينِ طَــــــــروبُ
ما زلتَ تذكرُ إذ يُباغتني الهَـــــــــــوَى *** لا هبَّ في اليمِّ الفسيحِ هُبـــــــــــــــــــوبُ
أيَّـانَ زارَتْ والدُّموعُ سوافــــــــــــــــحٌ *** هـمُّ الفراق ِ بجَفنـهـا مسلُـــــــــــــــــــوبُ
وقفتْ على طَرفِ المحيطِ كحيلـــــــــــةٌ *** أخــذت تُطارحِني الغرامَ ضُــــــــــــروبُ
دَعْجـاءُ ذاتَ الشَّعرِ أصفرَ ، كاعـــــــبٌ *** مَيَّـاسةٌ وغَرامَها مَشبــــــــــــــــــــــــوبُ
يا للَّواحِظِ جَفنُهــا ورموشُهـــــــــــــــا *** فتكتْ بقلبي ، والشعورُ عَصِيـــــــــــــبُ
ما كان أطيبَ من نسيمِ عبيرهـــــــــــــا *** أمَّـا الجَمالُ لحسنها منســـــــــــــــــــــوبُ
هامتْ بها النفسُ الكسيرةُ ويْحَهَــــــــــــا *** وشُروقُ إصْباحــي غشاهُ غُـــــــــــــروبُ
لم يُـثـنني وَجَعي ولا بوحُ الأســــــــــى *** يومَ الوداعِ مؤرِّقٌ ومَهيــــــــــــــــــــــــبُ
ما مسني تعبٌ ولا سَغَـــــــــــــــبٌ ولا *** من قبلُ ، أما اليومً فهو سَغُــــــــــــــوبُ
ودعتها والنارُ تُضرمُ أضلعــــــــــــــي *** والصَّدرُ فيهِ مصائـبٌ وخُطـــــــــــــــوبُ
ودَّعتُها والطَّرفُ يَهمي دمعــــــــــــــهُ *** ألمــا وقلبــي بالفراقِ كئيــــــــــــــــــــــبُ
ما هان للعيــنِ الحزينـة أن تــــــــرى *** خِـلاًّ تباعـدَ قد جَفاهُ حَبيــــــــــــــــــــــــبُ
هل كنتَ ترقُبُ في الهوانِ غُروبَـــــــهُ *** والقلبُ بالجُــرح العظيــــم ِ صَويــــــبُ
فاذكر فديتُكَ ساحــلاً وشواطئــــــــــــا *** بينـا ترى الأنفاسَ فيه تَــــــــــــــــذوبُ
ألقيـتُ فيه مراكبـي وحقائـبـــــــــــــي *** والنفسُ طابتْ والشعورُ يطيــــــــــــبُ
لهفي على الموجات حيث نخوضهُـــــا *** هي للعُبـابِ مسالــــــــــــــــكٌ ودُروبُ
لله درُّ العشق كيف أذَلَّـنــــــــــــــــــــي *** بمَــتـاعِـــبٍ والــذلُّ فيه يطيــــــــــــــــبُ
ما رمتُ عيشا في الهوان لإننــــــــــــي *** ما كنت أرضى الذلَّ فهـــــو مُريــــــبُ
قد كنتُ أحياه فبعضُ مشاعـــــــــري *** أبـدتْ من القلبِ الجريحِ كُــــــــــــروبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ يا عِطرَ الشَّــــــــــــذَى *** في شاطئيك الحُــــبُّ والترهيـــــــــــبُ
يا سَاحِلَ الغربيِّ نَـذْرا إننــــــــــــــــــي *** سأصافحُ الشَّطْآنَ حيـن نــــــــــــــــــؤوبُ
وأظـلُّ ألـثُـمُ شطَّـهُ ورمالَــــــــــــــــــــهُ *** وأقيـــم فيـه كما أقامَ عسـيـــــــــــــــــبُ
يا بؤسَ من كان الفراقُ مآلَـــــــــــــــــهُ *** ومؤمِـــلٌ ظـنَّ اللقـــاءَ قَريـــــــــــــــــــبُ
لو عشتُ في أرض العروبة راضيــــــا *** فالبعضُ في جنباتها منكـــــــــــــــــــــوبُ
والحقُّ فيها قد يضيعُ ويختفــــــــــي *** والفكرُ فيها تائهٌ مَغْصُــــــــــــــــــــوبُ
لا نـدرِ من يفدي البلادَ بروحِــــــــــهِ *** والمالُ في أرجائهـا مَنْهُــــــــــــــــــوبُ
فنـرى الكرامَ البائسينَ يَنوشُهـــــــــــــمْ *** فقـرٌ وأمَّـا نَبضُهمْ مَحْســــــــــــــــــــوبُ
أمَّـا اللئـامَ فهم يبيعون الخَنَــــــــــــــا *** والبعْضُ في أفلاكِهِــمْ مَحْجُــــــــــــــوبُ
ما نالَ أصْحَابُ العقولِ بأرضنــــــــــــا *** حـظَّـا وأما عِلجُهــا مَوْهُـــــــــــــــــــوبُ
مَعذورُ يا قلبي لكونِي أشتكـــــــــــــي *** للشاطئِ الغَربيِّ فهـوَ حَبِـيـــــــــــــــــبُ
فهناكَ يحلـو العيــش لا زُوراً تَـرى *** في القولِ ، لا حِقدٌ ولا تعـذيــــــــــــــبُ
فالكلُّ يغـدو في البلادِ ويَـرْعَـــــوِي *** يَـزهــو بعقـلٍ زانَـهُ التَّهذيـــــــــــــــــبُ