لافتا أن:»محمود أطلق العنان لتجربته لتضرب في افاق اللغة والخيال والموسيقى والفكر حرة متمردة جامحة، مستدركاً أنه شاعر ظل وفيا لروح الطفولة والشعر، وظل وفيا للغته وناسه ووطنه، وحافظ بصورة مدهشة على رؤاه وأغانيه الغاضبة الرقيقة التي يرش بها رماد الصمت، فيتوهج في ثناياه جمر الوعي المخبوء».
ورأى د.الزعبي في كتابه الصادر حديثا عن عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع أن شعر محمود يمتاز:»بحلاوة اللغة وسلاستها، وبالإيقاعات الموسيقية الاخاذة، وبالرؤى الجامحة المعبرة عن غضب الروح ورضاها، وعن الطفل الذي ما زال يسكن فيه، وإدمان اللعب بالكلمات وإيقاعاتها، والذهاب بعيدا في عالم الخيال وشطحاته، كل هذا جعل منه شاعرا قريبا من الروح الإنساني، قريبا من الناس الذين كتب لهم بلغتهم، وردد في شعره إيقاعات حياتهم وصورها، مثل هذه اللغة التي تتشكل من مثل شعبي، وأهزوجة شعبية سائرة تشد القارئ اليها مرتين، مرة لأنها تسمعه لغته أو أغنيته، وأخرى لأنه يرى كيف صارت شعرا، وهذا فعل يعمق إدراكه لدلالاتها».
من ضمن القراءات في تجربة محمود الشعرية كتب الشاعر الراحل حبيب الزيودي في الكتاب الواقع في 320 صفحة من القطع المتوسط:» أن تجربة محمود ملتصقة بالوجدان الجماعي للناس، ولذلك جاءت قصائده قريبة من روح الناس، وجاء توظيفه لروح الحياة الشعبية دون أن يتناول القشور والألفاظ فقط، وربما جاء هذا الاستخدام عفو الخاطر، وربما كان مقصودا، لكنه يأتي في كل الأحيان في مكانه الطبيعي في القصيدة حتى يصبح من الصعب استبدال المفردة أو الجملة الشعبية بمفردة أو جملة أخرى».
كتب روكس بن زائد العزيزي حول رأيه في ديوان «شجرة الدفلى على النهر يغني»:»جاءت تسمية هذا اليوان بقصيدة ساحرة، تعبر عن مرارة تجري في الدم، مع حب الوطن، وحب الأهل والأصدقاء، وأصالة الانتماء وعشق الأردن، وأبرز ما انطوى عليه هذا الديوان الحب المطلق للحرية، والاندماج بالطبيعة، والعطف على المسحوقين والمشردين، والشعور بالقربة الروحية».