|
عرار: قرأة نقدية.حدود سيمية في نص يشم الوردات لـ عيسى بن محمود بقلم سعيد موفقي لِست وظيفة الفن أن يدخل الأبواب المفتوحة ، بل يفتح الأبواب المغلقة . وهذا المستوى يقوي دلالات المتن و يجعل منه منتجا كثيفا مترابط الأجزاء ، يدفعنا إلى تفكيكه ، و من هنا نتناوله من حيث: انتقال سلكه السارد ليوهمنا بالصورة الحقيقية الغامضة و يحاول أن يمكننا منها ، فيحدث ما يسمى بالتجاوب على لغة السرد التي تجعل هذا المستوى يحقق من هذه الرمزية صورة تنتهي بحالة واقعية لا يتردد معها المتلقي ، بل يتقرب منها أكثر و يقحم نفسه في نهاياتها و إن لم يظهر كثير منها بوضوح ...هذه العلاقة الحميمية عن طريق حاسة الشمّ تنتهي بتغيّرات جذرية لعلها ، الرؤية الافتراضية التي أراد أن يحققها السارد مع انتهاء النّص يوضّحها المخطط على هذا الترتيب : أما أنت فمجموعة العلاقات و التصورات الخارجية التي تعتمد بنية سياقية مختلفة و تسمى أيضا الـ هو في مواضع التنظيم السيمي و تصنيف الأفكار و الأفعال و الانفعال تنتهي بانهيار مستويات الغموض و إزاحة لبس المعاني ، أما أنا و تحددها مجموعة المشاعر و الأحاسيس الثابتة و المتغيّرة بالإضافة إلى مجموع الأفكار و القناعات التي قد تكون مؤيدة أو معارضة للمستوى الخارجي ، يثبتها أو ينفيها المتلقي ، و بين مشدودة و مقطوعة بين هنا و هناك بين هاته متفتحة و أصاب أوراقها بعض الوهن بين اليمنى و اليسرى بين تقف إلى الغرب ... و فتن بالشرق ، الشمس تشرق بين أنت مقبل و أو مدبر فهذه الصورة معطى لغوي تتحكم فيها التضادات الثنائية و تكمن جماليتها في أنّها تورط المتلقي 6 ليكتشف مقصدية متغيّرة قد تبدو ثابتة في نظر بعض القراءات السلبية ، أحادية التوجه ، سطحية التأويل ، تتحكم فيها نوازع مسبقة ، شديدة الانفلات ، غائرة في المجهول ضعيفة الأدوات ، قد لا تصنّف ضمن العملية النقدية ، لافتقارها الواضح ، و من هنا و من الظلم أن نترك النّص يغرق في مستوياته الحقيقية و ننشغل بما هو خارج عن جوهره . لايذكر تحديدا من منهما شد انتباه الثاني ، أتكون قد أرسلت عبقا انتشاه فضمخ وجنتيه ببدء الخجل ؟ أم تراه بشق نظرة قد أوحى لها ؟ هذا التداخل بين بطل القصة و الرّاوي يحمل دلالة الحضور الفاعل و التقاطع بين سيرة الأنا و سيرة الهو مشكلة تزامنا موضوعيا على استقامة واحدة غير متباينة ، تتغيّر بدخول الخطاب مباشرة كرابط جديد يحقق التواصل و الاستمرار : تجليManifestation الحقيقة التي يبحث عنها السارد بتشكيل رمزي تشفيري لوحة لاتزال تداعبها ريشة الرسام لوحة ريشة رسام ، تجانس الأشياء و مفضياتها ووجود علائقيات موضوعية غير أنّها مبررة بخلفية رمزية ، و مقصدية جمالية - فكرية ، يتحقق بها ما يسمى بالامتاع الذهني- الذاتي ، نتصور من خلالها النهاية المنتظرة أو كما رسمها السارد منذ بداية المسرود و علاقته بالمسرود له . نعتبرها منبّهات- مذكرات مشتركة يتكئ عليها التأويل السيمي و التحليل البنوي للظواهر العامة و الخاصة و من هنا فإنّ جملة :- و انا خويا صغير ، و انا خويا صغير يشم الوردات ، و انا خويا صغير يشم الوردات و يبرا و تكرارها يشكل نسقا مختلفا و متشابكا مع ما تحدثه عملية التواصل بين ما يرويه الرواي و ما يتلقاه المروي له كعملية استئنافية ، تتبع تفاصيل الأحداث و تناقض المواقف و تشابك التصورات مما يحيلنا إلى تكسير الفواصل المفترضة بين العالم الظاهر و الذي يكاد ينتهي عند حد معيّن من المستويات و بين مستوى مضمر ، يخفي عالما موازيا ، الوصول إليه يقتضي هذه الشيفرات المتلازمة و المتلاحقة ، باعتبار الموروث الشعبي جملة من التقانات التي أصبحت تشكل المرفق الأساس لتوصيل الخطاب على خلفيته الاجتماعية الكثيرة و المتزاحمة في التداول و الترغيب و التشهير و الخلود ، وهو ما يحققه النّص الناجح. الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الأحد 22-12-2013 11:52 مساء
الزوار: 2181 التعليقات: 0
|