|
عرار:
خلق الله تعالى الإنسان ليكون اجتماعيّاً بالفطرة، فالإنسان غير قادر على العيش وحيداُ والقيام بكافّة احتياجاته الّتي يحتاجها وحده دون مساعدة الآخرين، ودون أن يحتكّ بهم، فما يتقنه إنسان معيّن لا يتقنه إنسانٌ آخر .. لهذا السبب المعيشة على الأرض تكامليّة بطبيعتها؛ إذ إنّ التكامليّة تعطي انطباعاً عن أنّ البشر هم جسد واحد وكلّ إنسان يشكّل خليّةً في هذا الجسم الكبير، من هنا فاختفاء الإنسان أو تقوقعه أو انكفائه على ذاته لن يكون ولا بأيّ حال من الأحوال في خدمة البشريّة؛ فهذا الإنسان يمتلك العديد ممّا لا يمتلكه غيره. اليوم انقل لكم قصة رائعة توضح اهمية استشارة العقول الخبيرة والمتقنة والتي سبقتك في أي مجال من مجالات الحياة، ففي ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺭﺟﻞ ﺃﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ، فاﺷﺘﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻕ ﺫﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﻭﻓﻌﻼً ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺛﺨﺎﻧﺔ ﻭﺗﺸﻌﺒﺎً، ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺿﻪ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻃﻤﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺗﻪ .. ﺃﺧﺒﺮ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺑﺎﻉ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻖ، وﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ .. ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻨﻘﺼﺎﻥ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺑﺎﻻﺧﺘﻔﺎﺀ، ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺎﻉ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﻟﺸﺨﺺ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺑﻤﺒﻠﻎ ﺯﻫﻴﺪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺑﻤﺎ ﺟﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .. ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ فيه الذهب ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺄﻛﺪﺍً، ﻟﺬﺍ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺧﺒﻴﺮ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺩﻓﻊ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺧﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ .. ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ: ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻔﺬ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﻣﺘﺮ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﻬﺪﺍﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺗﺨﺘﻔﻲ .. ﺣﻔﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻭﻭﺟﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺿﻌﺎﻑ، ﺳﻤﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻴﺮﻯ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻴﺒﺘﻪ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ومضة: " كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك " الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 08-09-2018 06:11 مساء
الزوار: 1094 التعليقات: 0
|