عرار:

نار الليل و رماد الكلمات
تعب اليراع يا مهجتي
و غار نبع الحروف الذي كان يسقينا
و ذبل الصبر وانحنت في الصدر أمانينا
تصدعت كلماتنا على البياض
و في حضننا تحتضر إيحاءات الحلم الجميل
أيا قافلة الرسل
إذا تزينت بحبرهم فارحلي
و لا تمهلينا.
ما عاد البوح ينبض كما كان في شرايينا
أينما ننصب للحب منتجعا
يسدل الحظ ستائره في وجهنا
و تضحك منا خيبتنا لما يخزينا
هذه قصور قلوبهم غير مبالية
تطلب الشموخ…
و هذه أشواق أكواخنا متعانقة
تتجرع شجون الكاظمين
لا حظ لنا إلا في ثناء مرور الكرام
نستخلص منه نزيف الصبرعليهم
و لما تشتد سوقهم
تمتد أعناقهم إلى وجهات تناسينا
يغني عاديهم لقافلة عشقهم لحن هجرنا
و يشتد حنينهم لأوكار تجافينا
تلك هي ظلالهم في الآفاق تكاد تختفي
و يحجب الدمع الحار غروبهم في مقلتينا
يعزف الليل فينا لحن الرحيل كعادته
و ينثر الزمن رماد كلماتهم لعويل الفراق
ويرسم الجفاء بمخالبه على ذاكرتنا بسمة البائسين
تتداول غدوة مواجع الأفول و روحته
و يخلد الهجر بمشرطه فواجع الرحيل
واغتياله بكل بساطة لأمانينا