«مشا..كيك».. مجموعة قصصية تلامس تخوم الواقعية السحرية
عرار:
عمان -
صدرت مجموعة قصصية تحمل اسم «مشا..كيك» للقاص العُماني الدكتور سعيد محمد السيابي، تضم المجموعة القصصية «مشا..كيك» للقاص العُماني الدكتور سعيد محمد السيابي، الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان، عدداً كبيراً من القصص التي صُنفت بوصفها قصصاً قصيرة جداً، وهو فنٌ أدبي حديث، يقوم على التكثيف والرمز، ويضمر إيحاءات تتوالد من داخل النص محدثة حالة من الانزياح والمفاجأة الجمالية، وتقع المجموعة في مئة وأربع وعشرين صفحة من القطع المتوسط. قدّم للمجموعة الدكتور محمود سعيد، عضو اتحاد الكتاب المصريين ورئيس تحرير مجلة «ينابيع ثقافية». وجاء في مقدمته: «يمارس الأديب سعيد محمد السيابي في مجموعته القصصية «مشا...كيك» فنيات الكتابة، بما يمكن القول بكل اقتدار، بما انثنى من ترسبات الوجود الشفهي والبصري، ووعي قرائي. ومن ذلك، يكون الحدس قرينة منفعلة بالباطن والظاهر، ويلعب المخيال دور المصمم في فضاء التّشكيل الخطابي، وتمثيل العلاقات الإبداعية. ويساهم الحس في تحليل شفرات الكون، وكينونة الإنسان الموجود داخله، ومزج خبرة التجلي داخل فعل الكتابة». وقد لامس سعيد محمد السيابي في مجموعته القصصية هذه تخوم الواقعية السحرية، فجاءت بعض قصصه محملة بالفانتازيا، لكنه لم يتورط كثيراً في «غرائبية» السرد؛ فوصف في قصص أخرى الواقع كما هو، محافظاً على انسيابية السرد وحريصاً على أن لا يخسر عنصري الإيحاء والمفارقة. ولعل السبب في ذلك يعود إلى رغبة الكاتب في أن يبقى القارئ ابن واقعه، ويملأ بنفسه كثيراً من المساحات السردية متعددة الإيحاءات. لذلك، نبعت التقاطاته الذكية من الواقع البسيط الفكاهي حيناً، كما في «شعرها الأشقر» أو «حريق المكتبة»، أو «كرؤوس الثوم».. ومن الصور الفانتازية حيناً آخر، كما في «حبل الغسيل» أو «ضحك الحمار»، وغيرهما. ووظف السخرية في حالات أخرى مثرياً النص بإيحاءات تجاوزت حدود السرد العادي. وفي جميع الحالات، تكثفت العبارات، ودنت من تفاصيل الحياة اليومية العادية لتخرج منها ما يستتر، إلا عن أديب ذي عين ناقدة، وقلم رشيق. ومن الجدير ذكره أن هذه لمجموعة ستكون موجودة في معرض مسقط الدولي للكتاب لهذا العام. وقد صدر للكاتب: «المبراة والقلم» (2017)، و»جبرين وشاء الهوى» (2016)، و»أحلام الإشارة الضوئية» (2015)، بالإضافة إلى بحوث أدبية متعددة كتبها منفرداً أو بالمشاركة مع كتاب آخرين.