أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، ترجمة رواية «يوم كان جدي بطلاً»، لمؤلفها باولوس هوخغاترير، وقد نقلها إلى اللغة العربية عن اللغة الألمانية الدكتور الفارس علي، وراجع الترجمة مصطفى السليمان. تدور أحداث الرواية في نهاية الحرب العالمية الثانية، بإحدى المزارع النمساوية؛ حيث تتولى عائلة يعقوب لايتنر رعاية الفتاة المنكوبة كورنيليا داينهارت ذات الثلاثة عشر عاماً، التي تعاني من صدمة عصبية فقدت على أثرها ذاكرتها، عقب إحدى الغارات الجوية لدول الحلفاء على بلدتها سانت فالنتين في أكتوبر/تشرين الأول 1944، فأصابت منزلها، وأفقدتها عائلتها. ينقل المؤلف وهو اختصاصي بعلم نفس الأطفال، أجواء الحرب من منظور كورنيليا، التي أطلقت عليها عائلتها الجديدة اسم نيللي. فقد درجت على تدوين تفاصيل الحياة في هذه المزرعة في دفترها البني، سواء علاقاتها بأفراد العائلة المكوّنة من المزارع يعقوب، وزوجته باربرا، وبناته الخمس، وأخيه الأكبر لورنز، أم بغيرها من الأسر والشخصيات المجاورة، وأن ترصد بقلمها ملامح هذه الشخصيات بدقة فائقة، وتستعرض علاقاتها المتأرجحة مع بنات المزرعة، خصوصاً الفتاة أنتونيا التي اتسمت علاقتها بها بالغيرة، والشك، والغضب، والحقد، في مقابل علاقتها بآنيماري المتميّزة بالدفء والمودة الممزوجة بالحدب. بعد خمسة أشهر، تفد إلى المزرعة مجموعة من سكان البلدة للاحتماء من الغارات الجوية التي لا تتوقف، وفي معيّتهم شاب روسي هارب من أسر القوات الألمانية، بحوزته لوحة فنية بها أشكال هندسية غريبة، مدعيّاً أنها له. توليه الفتاة نيللي اهتماماً خاصّاً، وتتطوّر بينهما علاقة مرهفة، وترقُب في الوقت نفسه علاقته بالفتاة أنتونيا. رواية قصيرة منسوجة نسجاً بليغاً محكماً، تطالع في مرآتها أشكالًا متعدّدة من الموت والحياة؛ الموت العبثي في «الزمان الأصفر،» على نحو ما عبّـرت به إحدى فتيات المزرعة. علاوة على ذلك، فهي رواية تحتوي على الكثير من الحياة التي تتراءى لك في ثنائيات مختلفة تجمعهما أحياناً لحظة واحدة؛ الحب والغيرة، الشغف والجفوة، الرضى والسخط، القناعة والشره، الخيبة والرجاء، التعاطف والتحامل، الحقائق والأساطير. يكتشف القارئ مع آخر سطر من سطور هذه الرواية، أنه كان بحضرة عمل متميّز، حري بأن يدرج ضمن روائع الأدب العالمي، بل الألماني.. عمل يسمح، بتأويلات أخرى عديدة، ربما بعدد قرائه. باولوس هوخغاترير؛ هو كاتب، ومتخصص في علم نفس الأطفال. حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، آخرها شهادة الفن النمساوي عام 2010. نشر عدة أعمال، أشهرها: «حديث عن الجراحة» (2005)، و«قاعدة نيستن» (1995)، و«قصة المياه البرية» (1997)، و«كاريتا كاريتا» (1999)، و«حديث عن الغربان» (2002)، و«حلاوة الدنيا» (2006)، و«بيت المراتب» (2010). الفارس علي؛ هو أكاديمي ومترجم، تخرج في جامعة القاهرة، وحصل منها على ماجستير الدراسات اللغوية المقارنة عام 1995، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة برلين الحرة عام 2006 في الدراسات السامية واللغوية المقارنة. يعمل أستاذاً مساعداً بجامعة القاهرة، وجامعة زايد. وللمترجم عدد من المؤلفات والمقالات المحكمة في مجال تخصصه والترجمات عن الألمانية، أبرزها «مادلين الزائفة» عن مشروع «كلمة» عام 2017. وقد نال جائزة جامعة القاهرة في النشر العلمي.