عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع في عمّان، صدرت مؤخرًا المجموعة الشعرية «الغابة التي قفزت من الصورة» للشاعر والكاتب الفلسطيني خليل ناصيف، حيث تقع المجموعة في 97 صفحة من القطع المتوسط، وقد تناولت النصوص مواضيع مختلفة إلا أنها اشتركت بالطقس الذي يوحّد المزاج العام للكتاب. 
وقد جاء الكتاب مقسّمًا إلى ثلاثة أجزاء: في الغابة البيضاء، وخديعة القمح، وفي أرض الغيلان، واشتركت نصوص الكتاب في الثيمة التي استُلهمت من الغابة، فأغلب أبطال النصوص كانوا من الحيوانات، أما المكان الذي سيطر على أرضية الأحداث كلها، فكان الغابة بكل ما تحمل من تأويلات. 
وجاء في المجموعة: «المكان أبيض/ الدخان أبيض/ يدكِ بيضاء/ وهذا الثعلب الأسود/ جاء يَخدش حياديَّة الضوء/ يَكسِر تماثيل الجليد/ لو قتلتُ الثعلب أين أخبئ جثته؟/ لو خبأتُ جثته كيف أمسح دمه عن وجه البحيرة؟/ كنا ثلاثة: أنتِ، أنا، والكائن الوقح ذو الفراء/ ثم أكلتُ الثعلب الذي أيقظ خوفك/ سرى الوحش في دمي/ فأكلتُك/ كنا ثلاثة/ صرنا وحشًا وحيدًا/ في غابة بيضاء».
وقدمت الكتاب رواند عمارنة، قائلة: «يسرد لنا خليل ناصيف الأحلام شعراً في الغابة وعنها، ننتقل من حلم إلى آخر بخفة فراشة وسطوة نحلة، إذ عمد إلى استضافة كائنات عديدة وغريبة في نصوصه بطريقة جديدة، في «الغابة التي قفزت من الصورة» اللغة ليست مقعّرة، وطريقة السرد مخاتلة ومحكمة، حيث يظل القارئ مشدوداً منذ بداية النص إلى نهايته، بالإضافة إلى أن طريقة السرد المترابطة تمكن القارئ من تخيّل الأحداث كما لو أنه يراها أمامه، فيكتشف التفاصيل الخفية، إذ يعتمد ناصيف على المشهد لا على الخرق اللغوي في بنائه الشعري».
وقد صمم الغلاف نضال جمهور، حيث احتوى على لوحة للفنان إرنستو أرتيللو، ويجدر بالذكر أن هذا الكتاب يعد الإصدار الثاني لناصيف، حيث سبقه «وليمة للنصل البارد» والذي احتوى نصوصًا اشتبكت مع شخصيات عالقة في خياله منذ الطفولة إلى ما بعد الموت.