|
عرار:
صدر حديثاً عن (الآن ناشرون وموزعون) مجموعة قصصية عنوان (أمس يزهر غداً) للكاتب القاص علي القيسي، وتتضمن هذه المجموعة قصصاً قصيرة جداً، تعالج الواقع المعاش باسلوب سردي فني مكثف جدا، تعكس قدرة القاص القيسي على الرصد والمتابعة واستخدام تقنية الومضة والايجاز، واستخدامه لغة ايضا مكثفة محمولاتها ذات ابعاد فكرية واجتماعية وانسانية، ملئة بالمواقف والدهشات والمفارقات التي تعكس عمق تجربة الكاتب القيسي في هذا المجال من القص المكثف من القصة القصيرة جدا. يقول الدكتور عوني توغج؛ في هذه القصص نلمس ازدحام المدينة وموتها، وصورا للفساد بدء من المتسول المخادع، الى كبار الموظفين، ونشاهد منافقين يتسربلون لباس الدين، وأطباء يتاجرون بالانسان، نلمس ذلك كله عبر سياق فني بعيد عن المباشرة والاستعلاء والتشدق والخطاب المنبري. لعل تجربة القيسي القصصية تشي بقاص متمكن يستعمل ادواته القصصية والنثرية الفنية باتقان وابداع سيما القصة القصيرة جدا، وهذا الجنس الادبي من القص يعتبر جديدا وتجريبيا في الوطن العربي وبدأ في شمال افريقيا المغرب والجزائر وتونس واصبح فناً مألوفا في هذه الدول، ويذكر ان فن القصة القصيرة جدا بدأ في امريكا في بداية القرن العشريين وقد بدأ على استيحاء وتردد الان النقاد والكتاب في امريكا واروبا اعترفوا بهذا الفن والجنس الادبي الجديد وامسى مثله والقصة القصيرة العادية التي اخذت طريقها منذ قرون، إن فن القصة في امس يزهر غدا للقيسي فناً منسجما مع الكثافة والايجاز والمفارقة التي تتميز بها القصة القصيرة جدا، وهي تختزل السرد الطويل في سطور قليلة او حتى كلمات، علي القيسي في أمس يزهر غدا يضع النقاط على الحروف في معالجة القضايا الاجتماعية والانسانية ويكشف المخبوء ويسلط الضوء على الزوايا المعتمة ويعري الحقائق ويصدم الارتياب والشك. ثمة قصص في المجموعة تشي ان الاختصار السردي مطلب في هذا الزمن سريع الايقاع انه زمن السرعة والقراءة المكثفة القصيرة المنسجمة مع ضيق الوقت وكثرة مشاغل الناس ونزوع الاغلبية الى العناوين المكثفة والرسائل القصيرة جدا التي تختزل المعنى في كلمات وسطور بعيدا عن الاطالة والاسهاب. ومما يجدر ذكره ان القيسي كاتب سياسي وثقافي واديب صدر له العديد من المؤلفات، نبضات قلب، مقالات عربية، ظلال واطياف، نظرات في الحياة، عصارة الفكر في الشعر والنثر، لغة سرية، أمس يزهر غداً المصدر : جريدة الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 30-05-2017 11:43 مساء
الزوار: 540 التعليقات: 0
|