|
عرار:
يرسم الكاتب الإماراتي إبراهيم خادم، بالحروف والكلمات ملامح حلمه الجميل الذي يدل على بصمة خاصة ومخزون ثقافي ثر..وهو متعلق في عشقه الكتابة بعوالم المحبة والانفتاح الإنساني، وهذا تحديدا ما يتناوله في إصداره الأول «تعاليم المحبة»، والذي يستعرض فيه مجموعة من الركائز الملهمة لحب الحياة، بأسلوب رشيق يتناغم مع بريق الفكرة. ويقول خادم في حديثه لـ «البيان»، إنه تعايش مع 28 مبدأ من المبادئ الملهمة للعيش بمحبة وسلام وسعادة..وهناك ثلاثة حاجات دفعته للكتابة وطرح كتابه، وفي مقدمها: الحاجة لحب الحياة وتقديرها وممارسة الامتنان فيها بشكل يومي بحيث يدرك الإنسان المعنى الحقيقي للحياة، وبالتالي يقول إنه لكي تصل إلى حال المحبة، عليك أن تنسى أنك كرهت يوماً. وهذا لا يتطلب منك أن تكون من الأصفياء.. الأنقياء، فالجمال وحده يكفي، فكيف الحال عندك إذ ترى الوجود بأقصى زواياه جميلاً. ويضيف: أنا أكتب احتفاء بالحياة وحبا للإنسانية. درجات المحبة ويؤكد خادم أن المعنى الحقيقي للحياة، أن نعيشها بمتعة وعطاء، ما يجعلنا أكثر شغفا بشروق شمس في الغد وأكثر حمداً وشكراً لما وقع في اليوم الذي نعيشه. ويلفت إلى أن من الجوانب التي حفزته للكتابة وإنجاز كتابه، الجانب الإنساني لفهم المحبة والعيش بسلام داخلي بلغة عصرية بسيطة، ولكنها في الوقت نفسه، شاملة ونافعة لكل الفئات المجتمعية. وبالتالي نستعيد من خلالها إنسانيتنا وبساطتنا التي نكاد نفتقدها بسبب طغيان المدنية. وهناك أيضا، كما يحكي إبراهيم خادم لـ«البيان»، الجانب الفزيولوجي للمحبة ولكن دون اشتراطات أو تصنيفات. وهي من أرقى درجات المحبة وأدومها، فهي تصحيح للمسار العاطفي المتداول الذي يتلف القلب والعقل معاً حين تحكم الأنانية المفرطة، فقد نفقد من نملكهم اليوم، ولكن هل أدركنا أن الحياة قصيرة ويجب اتخاذ مسارات أخرى أكثر اعتدالا. طاقة إيجابية ونتبين في الكتاب، أن خادم يحاول فيه تجاوز الأنماط التقليدية، حيث يقدم قطعا أدبية متفردة، تحت عناوين منفصلة، مثل: «توازن.. فكل شيء بعده سيتوازن»، «لا تتصنع المرح بل تأقلم لتمرح»، «لا تتوقف عن ممارسة هوايتك الممتعة»، «لا تفرط في كل شيء فاللذة في القليل أعمق»، «اعترف بضعفك حينها ستكسب قوتك». ويقول الكاتب في نصه «استثمر طاقة الأخبار السارة»: إن الأخبار السارة من شأنها أن تبث فيك روح الطاقة الإيجابية، وإن كنت لحظتها في مزاج غير ذلك، وإن أجواء الأخبار السارة تثير حماس أصحاب الأفكار الإبداعية وتلهب شرارتهم الفكرية، فإذا كنت منهم لا تتردد في طرح الأفكار المبدعة وتدوينها، حيث إن الإبداع يحتاج إلى مزاج عال لا يأتي دائماً. ويستطرد في كتابته: فالسرور له ذبذبات وهالة تغير كيمياء الجسم، كما إن الحزن والكآبة لهما ذبذبات موحشة تزعزع كيان الجسم، فدون مشاعر فرحتك وسرورك بدقة ووصف عميق تستنهض همتك في أوقات الشدة والضيق. الكتب والأصدقاء ويعالج الكاتب في نص آخر: «هل أنت قارئ.. رجاءً كن صادقاً»، مسألة الصداقة في حياتنا: ابحث في أصدقائك.. ستجدهم كالكتب فمنهم المليء الذي تحتاجه لفترة حتى تهضم أفكاره، ومنهم البسيط الذي لا يحمل في طياته إلا حبكة بسيطة في حياته بل ويكرر يومياته كالأمس، ومنهم الباحث عن المزيد، فتجد الأسئلة وإجاباتها المفتوحة نحو الأفق. «شكراً للحب» يقع الكتاب، الصادر عن «دار كتاب» للنشر والتوزيع، في نحو 117 صفحة، وقال الكاتب في الإهداء، تحت عنوان «شكرا»: (شكراً «لـ» حب جميل أيقظ كل الخلايا النائمة بداخلي، لمعرفة أثرت كل فكرة في أعماقي، لدعاء سيبقى معي حتى آخر أنفاسي، لهمة بها تماسكت كل أجزائي). وفي خاتمة متقنة يقول:«ليست ثمة خاتمة في حب الحياة، فحياتك مستمرة بمحبة غامرة، ارفع رأسك وانظر حولك جيدا، إن كل شيء يتحرك بذبذبات متفاوتة لا تتوقف.. إن بلغت المحبة التي تجعلك متناغماً مع واقع اللحظة الآن فلك كل الهنا والرغد...». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 25-08-2017 08:48 مساء
الزوار: 1084 التعليقات: 0
|