عرار:

احتوى كتاب «عشيرة الرواشدة: الارض والانسان» لمؤلفه زياد حسين الرواشدة، والصادر حديثا عن دار البيروني، على قراءة اجتماعية وتاريخية لقيم وتقاليد اصيلة لواحدة من العشائر الاردنية من اجل ان يقدم نموذجا للتعايش والتسامح ضمن مكونات النسيج الاجتماعي الاردني.

استهل الكتاب الدكتور احسان المحاسنة بالتاكيد على قيمة الكتاب «محاولة جادة لمساعدة الاجيال المقبلة لرصد الحركة التاريخية لعينة عربية متمثلة في عشيرة الرواشدة وذلك لمواجهة التدفق الاعلامي الثقافي الوافد على جنبات المؤثرات الاعلامية وادوات الاتصال الحديثة المرئية والمسموعة التي اصبحت تشكل ضغطا معرفيا جارفا تهدد الذاكرة الوطنية».

توزعت موضوعات الكتاب على ستة فصول رئيسة بالاضافة الى ملاحق وصور، ابرز المؤلف فيها مقدمات في علم الانساب كما ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي ادبيات المكتبة العربية، وما يضطلع به بهذا العلم من دور في الحياة الاجتماعية.

وتتبع الكتاب عشيرة الرواشدة في بطون الكتب وادب الرحالة وخصوصا في كتب: تاريخ شرق الاردن وقبائلها، معجم العشائر الاردنية لمؤلفه عبدالرؤوف الروابدة، فرسان من وادي سبأ، موسوعة القبائل العربية، المنتديات الالكترونية للقبائل، جواهر التاريخ، وادب الرحلات.

كما ركز المؤلف على الدور الذي اضطلعت به العشيرة في الذاكرة الوطنية للرواة، وايضا في التأشير على تلك المحطات المضيئة للعشيرة في تاريخ الاردن من خلال مواقف العشيرة من الاستعمار التركي ودورهم في الثورة العربية الكبرى وما قدمه ابناء الرواشدة من قوافل الفداء والشهادة في الحروب العربية الاسرائيلية وتواجد اعلام العشيرة في مناصب رفيعة بالقضاء وفي سائر مؤسسات الدولة الاردنية.

يشكل الكتاب اضافة جديدة للمكتبة العربية، مثلما يثري معرفة القارئ باصول وانساب في واحدة من عشائر الوطن، رغبة لتعزيز الانتماء الوطني والعربي لدى النشء والاجيال الجديدة، في نأي عن توظيف العشيرة لغايات تحقيق اي مغنم او مكسب او شفاعة لاي شخص في غير الحق.