عن دار «كنوز المعرفة» للنشر والتوزيع في عمّان، صدر قبل أيام كتاب «الأوزان العشرية للناطقين بغير العربية: النظريّة والتّطبيق» لمؤلفيْه: د. خالد حسين أبو عمشة وهبة عبد اللطيف شنيك.
يستهدف الكتاب «الأوزان العشرة للمعلِّم والمتعلّم» كما يُنبئ بذلك عنوانه المتعلِّمين من الناطقين بغير العربية، عبر المستويات اللغوية الرئيسة الأربعة: من المبتدئ إلى المتميز بحسب معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية، وهو يغطي كل ما يحتاج إليه المعلّم والمتعلم من معرفة في الأوزان العشرة نظرية وتطبيقاً. وقد قدّم الكتاب الأوزان العشرة بطريقة نظرية سهلة ووظيفية ممتعة وتفاعلية شائقة.
يشتمل الكتاب على مقدمة تبين أهمية الميزان الصرفي والأوزان العشرة في تعليم العربية للناطقين بغيرها فضلاً عن تمهيد في مفهومَي الجذر والوزن، وعشر وحدات رئيسة بحيث اختصت كل وحدة بوزن صرفي من الأوزان العشرة، تلا ذلك وحدة للفعل الرباعي «فعلل» مهملين الأوزان الخمسة المتبقية نادرة الاستعمال. وقد أُلحقت كل وحدة دراسية بقائمة بأشهر الأفعال على ذلك الوزن وأشيعها.
وبحسب مؤلفيْه وعديد المختصين، يعد «الأَوْزانُ العَشْرة لِلنَّاطِقين بِغَيْرِ العَربيَّة لِلْمُعَلِّمِ وَالمتَعَلِّمِ»، أول كتاب يطرق هذا المجال البِكْر. يقول أبو عمشة: «نحسب أنه لم نُسبق إليه في حدود علمنا، وما اطلعنا عليه».
ولتعزيز قيمة الكتاب العلمية والموثوقية، سلك المؤلفان منهجين مختلفين، الأولى: أنهم دفعوا بالكتاب إلى علماء مختصين بتعليم العربية للناطقين بغيرها مراجعة وتدقيقاً، منهم الدكتور محمود الشافعي والدكتور محمد المصري والدكتور بشير العبيدي والدكتور كيرك بنلاب وغيرهم، والثانية: الدفع بالكتاب إلى التجريب قبل الدفع به إلى المطبعة.
في هذا السياق يشكر أبو عمشة معهد قاصد لتعليم العربية للناطقين بغيرها الذين: «ما توانوا في التطبيق وتوفير التغذية الراجعة». كما يشكر أساتذة ومختصين آخرين في عمّان واسطنبول وغيرها.
تكمن أهمية الكتاب بكون الأبنية الصرفية والأوزان تمثل قوالب فكرية عامة تصاغ فيها الألفاظ وتتحدد بها المعاني الكلية والمفاهيم العامة، فالأوزان العربية هي نظام رياضي توليدي تحويلي إجرائي يهتم به اللغوي اللساني العربي الذي يرى في اللّسان صورة ومادة معاً.
والأوزان العشرة ميزانٌ لفظي اصطلح المستشرقون على اتخاذه وتبنيه بناء على مفهوم الميزان الصرفي التراثي الذي وضعه اللغويون العرب من أحرف «فعل» لوزن الكلمات العربية القابلة للتصريف. ومعلوم أن اللغويين العرب احتاجوا إلى مقياس أو ميزان لمعرفة أبنية الكلم وأحوال تلك الأبنية، فاتخذوا معيارا لفظياً سموه «الميزان»، والتزموا فيه موافقة الموزون في هيئته من تقديم وتأخير وحركة وسكون. واختاروا اللفظ «فعل» وقابلوا أحرف الميزان بأصول الكلمة الموزونة.