صوفية العشق والغزل في "شاعر الحكمة" للشيخ حمد آل ثاني
عرار:
صدر حديثا عن دار هبة ناشرون موزعون ديوان شعر حمل عنوان "شاعر الحكمة".
ويقول الكاتب والشاعر الفرنسي "جان كوكتو" "الكتابة ليست سجادة فارسية يسير فوقها الكاتب؛ فالكاتب يشبه الحيوان البري الذي كلما طارده الصيادون كتب أفضل ؛ نستطيع أن نقر إلى حد كبير بمصداقية هذه العبارة وانطباقها المشع على اشعار الشاعر الشيخ حمد بن آل ثاني ؛ فحالة العشق الخالص النقي ؛ هي محور الذي يدور حوله الديوان.
ويصب في مسارب متنوعة ويلتقي في بؤرة الفؤاد ؛ ويتكئ الشاعر في رحلته الغزلية هذه على محاور عديدة ، حيث تقترب في بصفائها وصدقها من حالات الصوفية للمعنى الحقيقي للعشق ذاته؛ في حين يتجلى الحبيب بصوره وحالاته المختلفة داخل أجواء التصوير الفني والحالة الشعرية ؛ كناسك يدور حول كعبة العشق. ومن هنا تتحقق مقولة " جان كوكتو" : بأن الشاعر لم يسعَ إلى القوالب الجاهزة والأخلية المعتادة كسجادة غزلية ترسم فوقها حالاتها المتعددة؛ وإنما طاف في أروقة الدنيا ؛ وطاردته حالات العشق العليا حتى اقتنص أفضلها .
للحكمة مفاتيح عند الشاعر ؛ وهي تصور جمال الحياة ؛ إيمانا بمبدأ أن العاشق دائما يرى الوجود جميلا ومن هذه المفاتيح البوح الكامل ؛ وهو حالة وجدانية صادقة وظفها الشاعر عبر الحوار الثري بين العاشق والمعشوق: " ياظْروف الوقْتْ لي مجاْل
ألَتقي مع نور عيني وأسأَلهْ
أسأَله بالله عن قَطْع الوصاَل.
القارئ لديوان " شاعر الحكمة " يعي تماما؛ أن الشاعر مر بتجربة " المخاض الإبداعي " بوعي شديد بذل الشاعر جهدا فكريا ونفسيا لمعايشة اللحظات النورانية في القصائد والتي تجر الشاعر لتجارب ولغة ووجدان مثقل بالموهبة.
أعد الديوان وقدمه الدكتور سليم أزريقات ؛ وهو من مواليد قضاء الخليل - فلسطين - ١٩٤١ . عمل في الجامعات والكليات الأردنية اثنين وعشرين عاما ؛ وعمل في إذاعة قطر سبع سنوات ثم في جامعة قطر خمسة عشر عاما.