الشريف منجود يصدر كتاب «تركة المثقف بين التجديد والتقليد»
عرار:
عمان المثقف العربي الفاعل في الشأن الثقافي والخالق لهذا الواقع المعرفي والأدبي والفكري والباحث له انشغل عن الهدف الأسمى والمنوط به فعله من أجل معترك خالٍ من أي بناء ونهضة طمعًا في رزق أو ضعفًا منه لمواكبة الحديث والمستحدث وقدرته على اجتياز التطورات السريعة في مجتمعه؛ مما أضطره إلى التخلي عن دوره. ويسعى الكاتب الشريف منجود في كتابه «تركة المثقف بين التجديد والتقليد» للكشف عن أسباب انهيار المثقف وطرح آخر لمفهوم هذا المثقف ودوره وما يجب أن يمارسه، كما يحاول كذلك الكشف عن معوقات العمل، ومن ثم الكشف عن سمات هذا المثقف الثوري التي يجب أن يتحلى بها حتى تخرجه من ظلمات التيه وأطماع ومغريات الحاضر. يقول المؤلف: «لعل الرؤية الأساسية التي ننطلق منها هو أنه ليس هناك صواب دائم، كما أنه ليس هناك خطأ دائم، فكلا الأمرين حاضران طيلة الوقت، وهناك نماذج ثورية حقيقية في تراثنا العربي، كما أن هناك نماذج مثبطة للحراك الثوري داعية إلى الركود والتطلع إلى أفكار الماضي، أو أفكار البعض ممن ليس لهم من الأمر إلا إحباط النهضة، ويسأل سائل، ولماذا وأنت تناقش فكرة المثقف الثوري تذهب إلى المثقف المضاد وتطرح أفكاره؟ والإجابة عن هذا التساؤل بسيطة جدًا وهو حتى يتسنى لنا الكشف عن ميزات المثقف الثوري وسماته، يجب علينا أن نتناول أضداده ومثبطيه; كما نعي أهمية وحضور المثقف الثوري». ويؤكد: «هناك في تاريخنا المعاصر وبالتحديد فترة مصر الحديثة التي شهدت رواج أفكار ثورية، كما شهدت رواجًا لأفكار ظلامية، وهو ما نود عرضه بشكل عملي بين صفحات هذا الكتاب، فالنماذج ثورية عديدة ربما يطول سردها، وكذا النماذج المضادة للفعل الثوري إلا أننا حاولنا اختيار أوضح النماذج وأكثرها تأثيرًا في الطرفين ومن خلال الأضداد نكتشف الحقائق، وهو ما نسعى إليه ونحاول فيه دومًا». إن هذا الكتاب يمثل نموذجًا تطبيقيًا من التاريخ عن المثقف وشأنه الذي لا يغيب. يضم الكتاب ثلاثة فصول؛ تحدث الفصل الأول عن مفهوم المثقف الثوري وفيه نطرح المفهوم ومعناه وحضوره التاريخي وسماته ومقترحات أدت إلى أزمة الواقع الذي نعيشه ورؤى حول هذا الواقع. أما الفصل الثاني، فهو حول المثقف الثوري الذي يقسم على محورين: المحور الأول: المثقف الثوري في الميدان وهي نماذج لبعض المثقفين أثناء الثورات الاجتماعية والسياسية نستعرض دور هذا المثقف وفاعليته وموقفه أثناء اندلاع الثورة، أما المحور الثاني فهو المثقف الثوري في ميدان الفكر، وفيه نطرح لأهم القضايا التي تناولها بعض المثقفين، وكانت ثورة في عالم الثقافة والفكر، كما كانت ثورة في المجتمع أثرت ولا زالت تؤثر. واستعرض الفصل الثالث موضوعات المثقف المضاد ومجريات ثورته المضادة، آليات الفكر الديني عند المثقف المضاد، وكيف أثر ومدى تأثيره في الواقع المجتمعي؟ وتناول التحول الثقافي ونشوء الثورة المضادة للعقل .. رشيد رضا نموذجا. كذلك تناول الثورة المضادة وآليات الخطاب السلفي.. حسن البنا نموذجا. أيضا سيد قطب والثورة المضادة قراءة في معالم الفكر السلفي. يذكر أن كتاب «تركة المثقف بين التجديد والتقليد» لمؤلفه الشريف منجود، صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.