|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
بقلم د فالح الكيــــلاني . ( الشاعرة ســـــلمى الخضـــــراء الجيـــوسي )
عاشقة
الصحراء :
هي سلمى صبحي الخضراء الجيوسي، أديبة فلسطينية شاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية. ولدت عام 1928 في مدينة ( السلط ) في الاردن من اب فلسطيني وام لبنانية ترعرعت في مدينة (عكا) من فلسطين واخذت تعليمها الاولي فيها ونشأت في مدينة ( القدس) ودرست الثانوية ثم دخلت كلية ( شميت ) في (القدس) الا انها بعد نكبة عام 1948 واحتلال اليهود لفلسطين واغلب مدنها ارتحلت الى الاردن وعاشت فيه . نشأت سلمى الجيوسي في اسرة مجاهدة . فوالدها صبحي الخضراء كان من مؤسسي حزب (الاستقلال) في فلسطين وكرس حياته للدفاع عن الحق العربي . و امها(انيسة يوسف سليم) اللبنانية الاصل وقفت بحماس وصلابة الى جانب زوجها (الاب ) وشاركته رؤياه وهمومه الوطنية . وكان احد اخوتها (فؤاد سليم)قد استشهد اثناء الثورة السورية عام 1925. وهكذا نشأت الشاعرة في محيط تغلفه روح النضال الوطني والقومي وتشربت من والديها مبادىء الثورة و العزة والمقاومة. بدأت كتابة السطرالشعري يوم كانت في روما . ولما نقل زوجها الى بغداد كان صيتها كشاعرة قد سبقها الى بغداد. وبعد ثورة 1958 في العراق عادت العائلة الى عمان فجددت سلمى اتصالها بالحركة الادبية العربية واصدرت ديوانها ( العودة من النبع الحالم ). تقول في احدى قصائدها المنثورة : حبيبة قلبي رأيتك , قلت : هنا الوجد قلت : لها رونق البدرْ وعينان حالمتان وعنقٌ كعنق الغزال وخصر مريض ( تمنيت أطويه بالحب ) ونهدان رمَّانتانِ وشعر تموج كالبحر أرخت عليّ الهوى غدائره السابحاتْ .................. حبيبة قلبيَ ما أطيب الحب ! أصبحت ملكي فشهد ودفء وريّ حلال وما أطيب الحب ! ما كنت أعلم .... الحب يغري ويعمي . ثم درست الادب العربي والادب الانكليزي في الجامعة الامريكية في ( بيروت ) ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الادب العربي من ( جامعة لندن ) ثم عملت كاتبة في الصحافة والاذاعة . وكانت قد أسست سنة 1963( التنظيم الانساني الفلسطيني) في الكويت . سافرت مع زوجها - الاردني الجنسية والذي اشتغل في السلك الدبلوماسي ممثلا لبلده - إلى عدد من البلدان العربية والأوربية، ودرَّست في جامعات( الخرطوم) و(الجزائر) و( قسنطينة)، ثم سافرت إلى (أمريكا) فدرّست الادب العربي في عدد من جامعاتها إلى أن أسست عام 1980 مشروع (بروتا )-وهو مشروع ترجمة و نقل الثقافة والادب العربي الى الانكليزية واللغات الحية - لنقل الأدب والثقافة العربية إلى العالم الأنكلو *** وني، وقد أنتجت (بروتا) الموسوعات الواسعة وفي الثقافة والادب وكتبا في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيراً شعبية وغيرها. وقد اقدمت على هذا الشروع العظيم بعد ان هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب العربي والثقافة العربية في العالم. عملت مديرة لمؤسسة (بروتا) التي أنشأتها عام 1980 ؛ لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.واستمرت بالتنقل والإقامة بين (لندن )و(أمريكا ) وتتابع مشروعاتها الثقافية عبـــر ( بروتا ) وعبر محاضراتها في عدد من المحافل والهيئات الثقافية العربية والعالمية و نشرت شعرها في العديد من المجلات العربية. دواوينها الشعرية (العودة من النبع الحالم) . ومن شعرها هذه السطور تقول : أعبرنا الحدودْ؟ قد عبرنا. أيعلم عشّاقنا كم صلاة تلونا؟ وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا؟ كم هدمنا على دربنا من سدودْ؟ نحن جُزنا الحدود إلى عالمِ لا ينام به العاشقونْ
وعبرنا السياجاتِ من نبعنا الحالمِ حيث كان هوانا الرضا والسكونْ ودخلنا إلى منبع النارِ سلمى الجيوسي أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة (سيف بن ذي يزن) التي ترجمتها وأعدّتها( لينة الجيوسي) وصدرت عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في( برلين) في صيف 1995.
عملت سلمى الخضراء الجيوسي منذ عام 1989 على أنطولوجيا جديدة للشعر العربي بالإنجليزية بعنوان(شعراء نهاية القرن)، كما اعدت مجموعتين من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية
وقد بدأت منذ عام 1993 مشروعاً شاملاً لدراسة الأدب والثقافة في دول المغرب العربي: ( الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا،) وأقامت لهذا المشروع مؤتمراً كبيراً في طنجة عام 1995. وقد دعيت إلى معهد الدراسات العالية في( برلين) فأمضت عام 1994 – 1995 فيه حيث أجرت دراسة عن تاريخ تقنيات الشعر العربي من عهد ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر. وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر . ولها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.
ومن اهم اعمالها الادبية : العود من النبع الحالم ديوان شعر الشعر العربي الحديث أدب الجزيرة العربية الأدب الفلسطيني الحديث؛ المسرح العربي الحديث، القصة العربية الحديثة، المسرح العربي الحديث سيف بن ذي يزن شعراء نهاية القرن موسوعة تراث اسبانيا المسلمة الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث في جزأين
ترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها :: كتابانجازات الشعر الامريكي في نصف قرن- مؤلفه لويس يوغان انسانية الانسان - مؤلفه رالف ارتون باري الشعر والتجربة - مؤلفه في جزأين ارشيبالد اكليش حصلت على عدد من الزمالات من الجامعات الأمريكية، حصلت على عدد من الاوسمة منها : على وسام القدس للإنجاز الأدبي وسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأمريكية للخدمة الوطنية المتفوقة . شعرها كما وصفه الناقدون به نور يشعّ فيتمدّد ليغمر زوايا الذاكرة. تتجلّي قصائد ها حرَفيّة عالية في إدارة فنّ القول؛ و تتبع نسقا معينا وبنية خاصة ونظاما وتَحْرِفُهُ جملةً وصورةً شعر سلمى الجيّوسي، على قلّته ـ و التي نظمته في مرحلة مبكّرة من عمرها؛ يزوّدنا بمفاتيح الجماليّة التي كانت سائدة عند أبرز شعراء الحداثة في ستينات القرن العشرين تقول : ـ وحذّرتها، آه حذّرتها، قلت جاعوا فكان المطرْ وقد حصدوا بالمجاعة شوكَ الطريق أنا اخترت أنشوطتي وحملتُ ضميري إلى المحرقهْ وأكذوبة للرياح رويتُ أتتني العصافيرُ تروي حكايايَ للزنبقهْ ولمّا رأيتُ الجناحَ بكيتُ لم تنشر سلمى الجيوسي ديوانها الاول الا بعد ان نشرت قصائدها الرائعة تقول في قصيدة : أعبرنا الحدود? قد عبرنا. أيعلم عشاقنا كم صلاة تلونا ?, وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا? كم هدمنا على دربنا من سدود ? نحن جُزنا الحدود إلى عالم لا ينام به العاشقون وعبرنا السياجات من نبعنا الحالم حيث كان هوانا الرضا والسكون ودخلنا إلى منبع النار, ماتت براءة أحلامنا , واستبدَّ بنا الساهرون . يا اتقاد الهجير نحن في رحلة الشوق جُزنا إليك المحال عابرين على عالم غسقيٍّ غريرْ فيه حتى الطحالب ترمي الظلال الطوالْ آه ماذا وجدنا وراء الحدودْ ؟ أرهقتنا الأصابع عرّى شجانا اللهيبْ واستبد بأسرارنا هاتكا سترنا جاريا للرياح بأخبارنا ( يا عبودية الضوء لن أتعرى أحب الـظلام الكئيب ْ وأحب الزوايا القريرات , أوثر أمسية معْ حبيبْ وأحب التغرُّب بين الجموع
واختم بحثي بهذه القصيدة من شعر سلمى الجيوسي وفيها تقول:
تغوص سفينتي في البحر , تغرقُ لا أنجّيها صقيع الليـــــل , ياويلي , يكدِّس ثلجه فيها فلا تقرب أنا الموت الذي يغشى ذرى الأعماق , لا تقرب أنا الموت الذي تخشى, أنا الحزن القديم , أنا ارتعاش الخوف والعار , أما جاءتك أخباري? صقيع الليل مد جذوره عندي , وعشّش في شِغاف القلب من ينجيك من بردي ? أحبك ? أمس أحببنا , تقاسمنا جنون الدفء , غامرنا وأخصبنا, ولما هاجت الأنواء, كنت أمامها وحدي . تغور سفينتي في البحر , تغرق , لا أنجّيها صقيع البحر والذروات يحضنها ويطويها , وكم قاومت من شغف لأدفن جذوتي فيها تحاول جذوةً قُتِلتْ ؟ أما جاءتك أخباري ? أنا موت على الذروات , في الأعماق أغسل صفعة العار أنا الموت الذى أهوى وفي الميدان أشباح وفي الشارع أشباح , وفي المقهى أنا وحدي التي أحيا طوتني دون هذا العالم المحموم أرياح , ومزقني نقاء الثلج , هل جاءتك أخباري ؟ أنا وحدي التي أحيا فإني مت بالأمس ضباب الليل لف بصمته رأسي غَشَتْني لُجّة النسيان تشفي الطعنة الخرساء في نفسي أفيض نقاوةً في الموت هل جاءتك أخبارى ؟ أنا أم , أنا أنثى بلا حب وأمس قضيت من عاري بلا قلب , بلا وطن , بلا دار بعيدا دون أستاري تطاول غربة الأعماق ؟ حاذر كشف أسراري ستبصر رعبك المكتوم... في قلبي
الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الأحد 23-09-2018 07:39 مساء الزوار: 910
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
ميزان النقد في رأي المجتهد بقلم نجم ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 04-10-2024 |
أدب المقاومة الفلسطينيّة عند سناء ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 19-01-2024 |
دراسة التحليلية لقصيدة أمي للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 16-05-2023 |
لمحة عن كتاب ديوان الشاعرة باسمة غنيم ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 10-11-2022 |
سيدة الوجع.. الشاعرة التونسية الشريفة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 18-12-2021 |
«تراتيل الطين».. جديد الشاعرة المغربية ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 10-09-2021 |
الشاعرة مها العتوم تـشـرب مـن النـبــع ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 11-10-2020 |
“للعزيز نساء” يدعو المتلقي للبحث ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 05-09-2020 |
قراءة بقلم د.وليد جاسم الزبيدي ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 12-07-2020 |
الأقصوصة في الأدب التونسي بقلم النّاقدة ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الخميس 11-06-2020 |
حصريا لعاشقة الصحراء :الفضاء التشكيلي ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الثلاثاء 26-05-2020 |
قراءة في مرجعيات الفضاء التشكيلي لقصة ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الأحد 24-05-2020 |
قراءة في قصة ( مستشارة الرئيس ) للكاتبة ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الجمعة 22-05-2020 |
على أجنحة الخريف بقلم هدى احمد حجاجي مع ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الجمعة 22-05-2020 |
قراءة نقدية لنص "عمر شارد " ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الأحد 17-05-2020 |