ما من شك ان الأسرة هي الحاضنة للاولاد وبرعاية الأبوين تكتمل المشاعر نضجاً وسلامة وتقوى الروح وتفعم بالامان والثقة العالية ويتبدد الخوف عندما يتكأ الاولاد على الوالدين يشعرانهما بالقوة والاستمرارية والصمود والهيبة ومواجهة الحياة وعواقبها بصلابة ، ويكون البيت الدافيء هوية وايامه ذكريات يستمد منه العِبَر ويستنبط منه الدروس ويتحلى بمكارم الاخلاق اذا كانت هذه الأسرة فاضلة ويشق طريقه بدون قلق ولا خوف ويتحمل مسؤولية جزئية فقط أحلامه وآماله ودراسته، أما من قذفت به الحياة بأمواج عاتية الى هذا وذاك ولا يقبلونه وهو فاقد لأسرته واسباب الفقدان تنوعت فلا أمان ولا طموح حتى أحلامه ناقصة تراه قد يفترق عن أخوته كلُ في وادٍ لا ناصح لهم ولا معين لهمومهم حتى القرار لا يستطيع أن يتخذه لوحده ولا يتشاور مع أخوته وكأن الوشائج ميعت بفعل الأيام وعدم التواصل ، همومهم كبيرة لا ناصر لهم حتى في مرضهم مكسوري الخاطر
هكذا هي الاسرة ليست الدار بل الهوية .. والشمس التي تشرق والهواء النقي .. كم نلقى في حياتنا من البؤساء فقدوا أسباب السعادة ممن فقدوا عوائلهم التي تحميهم وبقوا على ذمة الايام فكم يطول بهم الوقت حتى يستطيع أن يقف أحدهم على قدميه ويشق طريقه لوحده ويجعل مصدر رزق له ومن يعيله ، وكم من الدعم النفسي يحتاج ليتوازى مع الاسوياء في ظروفهم ، هؤلاء بحاجة الى رعايتنا لهم وزرع البسمة في شفاههم بالتكافل ومن خلال التواصل معهم بعد رصدهم ، إنهم بأمس الحاجة الى من يمسح غبار الايام ويرفعها عن كاهلهم .. والمودة والجود بالخير وترقب حالهم والسؤال عنهم انها من واجباتنا الانسانية والوطنية  .