والتي تتصف شخصيتها بالذكاء، وسعة الاطلاع، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وعمق ثقافتها، ووعيها الاجتماعي، وأفكارها المنفتحة، وأحلامها الوطنية والقومية المميزة، وفهمها الرائع للواقع السياسي التونسي، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:

@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ، جنسيتك ومكان إقامتك وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟
فوزية العكرمي، شاعرة تونسية، أقيم حالياً بمدينة باجة، الواقعة بالشمال الغربي، للبلاد التونسية أعمل أستاذة لغة عربية، ومتحصلة على الإجازة في اللغة والآداب العربية، من كلية الآداب، بمنوبة، دورة جوان 1995م، في العقد الرابع من عمري، متزوّجة ولي طفلان، وهما غادة وكريم ولعلّ أفضل هواياتي وهي عديدة، كتابة الشعر والسباحة.
هذه القصيدة من أشعاري وهي بعنوان: كنت حين أحبّ
كُنتُ حِينَ أُحِبُّ....تَغْضَبُ حَتّى الظِّلالِ التي تكوَّمَتْ، فَوْقَ أَضْرِحَةِ الغِيَابِ.... يَتَعَثَّرُ فِي سبيل الخيْلِ، عُشٌّ يَفُوحُ مِنْ جَدَائِلِهِ طِيبُ الهيَام، وَتَمْحَقُهُ الآهاتُ والتَشَفِّي....مَرّة أَحْبَبْتُ ..صِرْتُ في جَسَدِكَ خَطَأ، وكُنْتَ في دُنْيايَ أَجْمَلَ عِيد..تَرَاني انشقَقْتُ عَنْ مَجْرى الشهب..ِحين اصطدَمْتُ بأنْفَاسِ الرَّدى،...ولم أَحْتَرِقْ، وإنّمَا تَبَعْثَرَ فِي دَمي الطّينُ
كُنْتُ حْينَ أُحِبُّ...يَسْكَرُ مِنْ رَائِحَةِ البَوْحِن سِيَاجُ الحَدِيقَةِ، وَيَهْتَزُّ نَهْرٌ تَعَطَّلَ رِزْقَهُ،كنت حين أحبّ.....يَتَلَعْثَمُ ضَوْءٌ خَفِيفٌ بيننا، وتُثَرْثِرُ فَنَاجِينُ كُنّا أعَرْناهَا شِفَاهنا ذات مساء، ولِشِدَّة ما أَحْبَبْتُ....نَسِيَتْ الأيّامُ شَكْلَها،..على وَتَري
نسِيَ البلَّوْرُ بعضَ زَفَراتِهِ، بين أَضْلُعي.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
ما قيمة وجود الإنسان، إن لم يكن مجموعة من القيم والمبادئ، يتبنّاها ويدافع عنها، منذ وعيت الوجود، تفتحت عيناي على قيمتين، لعلّهما من أعظم المبادئ الكونية، وهما الحرية والكرامة، ولعلّل أرى الحرية بوّابة الخير كلّه، يعني أن تكون حرّا، في فكرك وسلوكك، ومواقفك، دون أن تلحق الأذى بغيرك، أو تسلك العنف سبيلاً للتدخل في حياة غيرك...أن تكون حرّاً، يعني أن تحبّ نفسك، كما تحبّ غيرك، وأن ترى الوجود، بتفاؤل وايجابية، وأن تسعى للفعل فيه، فعلاً فيه إضافة وإفادة. مازلنا نناضل من أجل أن نكون جديرين بإنسانيتنا..أمّا شخصيتي، فلها عيوبها ولها محاسنها، لعلّ من ميزاتي الجرأة والصّراحة، إلى درجة أنني قد أفهم فهماً خاطئاً، من قبل البعض، الذي يرى في الجرأة، ضرباً من التهوّر والاندفاع، لذا آثرت الابتعاد عن مجالس الشعراء في وطني، والاختفاء قرابة عقد من الزمن، أو أكثر، لأنني سئمت النفاق والتصنّع في المعاملات، ولأنني أيضاً، لا أحتمل الظلم، خاصة ظلم الرجل للمرأة، بدافع عقدة الذكورة، التي تستبد بالبعض، فتفقدهم قيمتهم الإنسانية. من ميزاتي أيضاً، التفاؤل وحبّ الحياة، ومتى كان المرء مقبلاً على الحياة، بكل ثبات، فمن الطبيعي أن يكون كائناً اجتماعياً، يميل إلى الآخر، باعتبار أن الوجود يقوم على التشارك، في كل جزئيات الحياة بحلوها ومرّها.
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
وهل في ذلك شكّ؟ هل ترى أن نفسا مفعمة بكل هذه الأحاسيس ومتحمسة لكل هذه القيم لا تكون مع حرية المرأة. المرأة كائن لا يعيش ولا ينمو ولا يبدع إلا في كنف الحرية ومن يقيدون المرأة اليوم بخيالاتهم وتقاليدهم البالية ويخفون إشعاعها بدافع الغيرة على الشرف والعرض أو يقلّلون من قيمتها إنّما هم في الحقيقة يقلّلون من قيمة أنفسهم وينظرون إلى الواقع المتطور من حولنا بنظرة أحادية الجانب. أحلم بأن يتراجع الشرق الغارق في المحافظة عن هذه النظرة وأن يرى المرأة كشريك فعلي في البناء الحضاري والتقدّم ولعلّ انتمائي لتونس ككيان وذات لها محيطها الحضاري المختلف نوعا ما البلد العربي الوحيد على ما أعتقد الذي تنعم فيه المرأة بحقوق وامتيازات. وفي تونس اليوم لا يمكن أن ننكر أن مجلّة الأحوال الشخصيّة قد ضمنت للمرأة الكثير من الحقوق، ممّا جعل حياتها أفضل من غيرها في كثير من بلدان العالم وخاصّة في البلدان العربية والإسلامية لذلك ومن هذا المنطلق أنا مع حرية المرأة والرجل وكل كائن فاعل على وجه الأرض.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم???
علاقتي بالقراءة، بدأت منذ الصغر، وفي سنّ مبكرة جداً، لقد نشأت في أسرة متواضعة، كان الكتاب آخر اهتماماتها، بالمقارنة مع توفير لقمة العيش، وكان أن خطبت ابنة جيراننا لمكتبيّ يشرف على حظوظ مكتبة قريبة من البيت، وكان أهلها لا يسمحون لها بالتنقّل إلا برفقتنا نحن الصغار، كعيون مراقبة، وجواسيس فكان يمدّنا في زيارتنا له، بما لذّ من القصص وطاب، حتى انخرطنا فيما بعد، في هذه المكتبة، فوجدنا كل التشجيع من العائلة، أتحدث هنا عن مرحلة الطفولة، وتحديداً، في سن 6 سنوات، وفيما بعد، تطورت قراءاتي، فكان لكلّ سنّ كتبها الأثيرة، في مرحلة المراهقة التهمت روايات المبدع المصري نجيب محفوظ، التهاماً، وروايات إحسان عبد القدوس، ومصطفى لطفي المنفلوطي، وغيرهم، أما في الجامعة، إضافة إلى الكتب المتعلقة بمحاور الدراسة، أقبلت على قراءة الشعر، قديمه وحديثه، لأنه لم يكن يتسنّى لي فهمه، إلا في هذه المرحلة، وقد امتلكت آليات الفهم والتأويل، ولعلّي ولعت بالمتنبي من الشعراء القدامى، وبأدونيس ومحمود درويش من شعراء الحداثة . أنا أكتب لكل قارئ جادّ، قادر على بذل مجهود لفهم ما أكتب، أو بصريح العبارة، أكتب للنخبة، مع أنّني أجد تلاميذي وأصدقائي وحتى العائلة، وأبنائي، يتفاعلون مع ما أكتب،، فابنتي غادة وابنة أختي رانية تقريباً، تحفظان كتاباتي وتطالبانني دوماً بالجديد، لذلك أرى أن الشاعر، لا يحدد الفئة التي يكتب إليها، لأنّه يريد أن يشارك الجميع، أحلامهم وأفراحهم وأحزانهم. ما جدوى ألا يصل ما تكتب للناس؟؟ أو تجد صعوبة في إيصال انفعالاتك لغيرك، لقد وعيت بهذه المسألة منذ ديواني الأوّل، وجوه أخرى للشجن 2005م، الذي غلب عليه تطبيق الكتابات النظرية، والرؤى المختلفة، أما في ديواني الثاني -ذات زمن خجول 2011م فقد كنت أكثر نضجاً، وقد زودتني الحياة بخبرات وتجارب غزيرة، زادت من عمق المعاني، وبراعة الصور.زد على ذلك، أن معاني القصائد فيه، كانت لصيقة بفترة الظلم وانسداد الآفاق، التي عشناها قبل الثورة، لكل شاعر رسالة يسعى إلى إيصالها بشكل فنّي للآخر، وأعتقد أنّ أهم رسالة للشاعر في كل زمان ومكان، هي الدفاع عن القيم الإنسانية، النبيلة كالخير والحب والحرية والتسامح، والتصدّي لكل أشكال التخلف المقيتة، من تعصّب وعنف، وإرهاب، تحت أي مسمّى من المسميات، فمتى نهض كل مبدع بدوره في التحسيس، بقيمة الجمال في كل مجالات الحياة، أمكننا أن ننهض ونحارب أعداء الحياة، فلئنّ كفّر الشابي في عصره، ونعت بأبشع النعوت، فهو لم يتخلّ عن رسالته النبيلة، وظلّ صوتا قويّا نافذاً أبدياً في روح كل إنسان حرّ، كذا يكون الشاعر، ذاتاً فاعلة، لا تتراجع، وتصمد أمام كل التيارات .
@كيف تتمخض وتولد القصيدة من رحك الشاعرة فوزية، وهل هي تعبير عن فكرة او حدث معين وكم تستغرق الولادة من الوقت؟؟؟
ليس لولادة القصيدة زمان أو مكان معيّن..هي لا تعترف بهذه الحدود للقصيدة، حالة إذا بلغت النصاب، حلّ الإلهام، وكان النصّ، وكلّما كانت اللحظة الشعرية متأججة، أصابت هدفها..لعلّها أشقّ اللحظات، على نفسي، أشعر بانشطار الذات أحيانا، وتشتتها، ثمّ اجتماعها في أبهى حلّة .لعلّ اللغة، تعجز عن الإلمام بفداحة هذه اللحظة.أفقد فيها ولو لثوان، الصلة بالوجود البشري، أصبح خفيفة، شفّافة، لا يسعني مكان معيّن، لذلك أفضل الكتابة في الليل، حيث يتراكم الظلام والسكون، وتنطلق الروح من مخابئها السرّية، محطّمة كلّ الأغلال، لتعيش لحظة صفاء عميق، ولتبوح بسحرها العميق..هي لحظة قنص بامتياز، تحتاج إلى رهافة حس وتركيز، وحضور بديهة .أمّا عن مسبّبات هذه الحالة الشعرية الفريدة، فلها أسبابها الموضوعية، والذاتي، من عواملها الموضوعية، الإحساس بخطر ما يتهدّد الجميع، أو التعبير عن موقف من إشكالية اجتماعية مطروحة، أما دواعيها الذاتية، فتتمثل في حماية الذات من الآخر، والإبقاء على الخصوصية..إنّ أسوأ عادات الإنسان، الظلم والحيف، وهما عاملان جوهريان، في تحريك الشعور، واستنفاره، ليس هنالك مدة لكتابة القصيدة، لأنّ إخراجها بالشكل الذي ولدت عليه، سيكون هجيناً غير مقبول، لابدّ من تطويع ذلك البوح الأولي، لشروط عديدة شروط المعنى المكتمل، والصورة المحكمة، والتدرّج المقبول، والانزياح في المعنى، هذا هو فعل العقل في البديهة .
ما هي مشكلة الثقافة والمثقفين في تونس، وهل هناك ثورة ثقافية لها علاقة بالأحداث التونسية؟؟؟
الحديث عن ثورة ثقافية سابق لأوانه، ولكن بالمقابل يوجد تحول في النص الشعري، التحول في النص الشعري ثورة في حد ذاته، يدعو إليها غالبا الوعي الإشكالي، ولحظات التأزم، مثلما حدث للنقلة الفنية، بنية ودلالة التي اعتبرت القصيد التقليدي، عندما تأبّدت أشكاله، وأساليبه، ومعانيه ولم تعد قادرة على استيعاب اللحظة الحاضرة، والتماهي معها، فكان أن انفجرت مسارب الشعر الحديث، تفعيلة متحررة، قصيدة النثر، القصيد الومضة، لذلك فان البحث عن علاقة آلية ميكانيكية، عن الشعر السياسي، وتطوّر الشعر، يصبح إشكالية وهمية، فللشعر ضرورات ثورته، وللواقع ضروراته.الإمكان الوحيد للالتقاء بينهما، أن يتحول القصيد إلى خطاب يستلهم من الثورة المعاني والقيم، ويترجمها فنّياً. أما عن الساحة الثقافية في تونس، فهي كبقية الساحات الثقافية والاجتماعية وغيرها، تعبيرة عن طبيعة المرحلة، وما يثار فيها من أزمات، بكل أبعادها المادية، والثقافية، فالأديب والشاعر، إنسان يؤثر فيه، ما يؤثر في غيره، وقد تنعكس في هويته الفردية أزمة القيم، وأحلام المستقبل، وقد يضطر إلى أن يتأثر سلبياً، بقيم مجتمعه المأزوم، ولكن ما يشفع للأديب والشاعر، أنه كائن حيوي على قدر من رهافة الحس، تدفعه دوماً إلى أن يكون متسامياً، ثائراً على الوقائع المريبة، حالماً بمجتمع يرقى في أغلب الأحيان، إلى اليوتوبيا.
@هل آنت سيدتي مع حكم الإسلاميين لتونس؟؟؟
أنا مع دولة مدنية، دولة القانون، وضد تدخل الدين في السياسة، لأن التاريخ البشري، بين أنه متى تمّ الحكم باسم الدين، كانت المجازر والمهالك. الدين لله، يوجّه ويرشد، والوطن للجميع، حتى حركة النهضة وهي الحركة الإسلامية، بصدد مراجعة حساباتها، بهذا الصدد، أمام تصدي المجتمع المدني، لمخططاتها. وهذه قصيدة من أشعاري: لا تلُم الرياح إن أهدتني إليك، بعد قليل...تُكْمِلُ دوْرَتها...لتعيدني لمن لا يستحقّ...وأظلُّ أحلُمُ بالعَواصِفِ...مالئا العشب بالصّفير ِمتوجّساً، عطرك في الثّنايا، ليت المستحيل بلا حيل. 
@ما هو رايك بنكاح الجهاد؟؟؟؟؟
رأيي واضح في المسألة، هل أثبتنا ضرورات الجهاد ؟ حتى نثبت نكاح الجهاد؟؟؟
يا سيدتي هذا شيء موجود، هل آنت معه او ضده، أنا اعتبره عملية زنا، بفتوى إسلامية كاذبة، وهذا تشجيع على الفجور، المفروض أن نعبر سيدتي عن رأينا بكل صدق وصراحة، هناك فتوى بتحريم أكل السيدات للموز والخيار، هناك فتوى بمجامعة الزوج لزوجته الميتة، بجماع الوداع، هل نسكت عن هذا، وهناك فتوى برضاعة الكبير، هل نسكت عن هذا، يجب أن نكون صريحين، ونعبر عما يجول بأنفسنا، وقناعاتنا، هناك ثلاثة آلاف سيدة تونسية، ذهبن إلى سوريا تحت فتوى نكاح الجهاد ما هو رأيك سيدتي بكل هذا؟؟؟ 
أنا رأيي من رأيك، إن الخوض في مثل هذه المسائل، قد يلهينا عن جواهر الأمور. والله لا أقيم وزنا لهذه الفتاوى التي يفتى بها لأجل مصالح دول أخرى، فيا خيبة المسعى، أن ننشغل نحن بمثل هذه الأمور، والأمم من حولنا تتطور وتنهض، وتحقق نماءها الاقتصادي، ورفاهيتها الاجتماعية، ونحن غرقى في نزاعات، فمتى ينهض العرب من تخلفهم، فيأخذون بأسباب العلم والرقي، لا هذا الرقم مبالغ فيه صديقي، المجاهدون التونسيون لا يتجاوزون بضع مئات، فكيف تكون وأنا الممتدة الجذور من الشمال إلى الجنوب، لم أسمع بواحدة من مدينتي أو قريتي، قد ذهبت لهذا النوع من "الجهاد" هنالك بعض الإعلاميين التونسيين، كان أخيراً، في سوريا وهو من أمدنا بهذه المعلومات من مصادره الوثيقة.
@هل لك سيدتي أن تقولي لنا ماذا يحدث في تونس الآن، وما هو المتوقع مستقبلا؟؟؟
حاليا الثورة بصدد تحقيق أهدافها مهما حاولوا تحويل وجهتها أو ركوبها، والحمد لله أن لنا مجتمعا له خصوصيته، ومتعلق بوطنه، أيما تعلق، ويرفض تغيير نمطه، مهما كانت التكاليف وقريباً تكون الانتخابات، الثورة المضادة هي التي تقودها التيارات الإسلامية وبقايا الحزب المنحلّ، لأنه أثبتت الوقائع في تونس، أنّ التونسيين مع دولة مدنية فيه العلوية للقانون، بشأن المستقبل أرى أن القادم سيكون أفضل، ما دمنا نملك جيشا وأمنا قويين ووطنيين وشعبا محبّا لبلاده. وهذه قصيدة من أشعاري:ماذا فعلتَ؟؟؟
ماذا فعلتَ؟؟كي تكون قُرّة عين الغُراب؟يا ابن السّراب...أكلّما تعطّلت الرّواية التي تريد، تتشظّى كي تصير قطرة في ابريق، وكنت ستصير الغيم والغيث المستميت، كنت ستصير صهوة للحرائق، .صخرة ألمستحي لمـاذا فعلتَ؟؟كي توقد كخرافة موجوعة، على شفاه الغيم، فلا تروي غُلّة صفصافة أو ميس النواعير، مـاذا فعلتَ؟؟؟كي تظلّ خيمة مذعورة، تندب حظّها كلّما باغتها الزمان، مشطورا في نصفين، مـاذا فعلتَ؟؟؟وقد أعياني شرحك وطول التأويل، ولقد سألت عنك كبوتي، تزرع الأحساك دوما في المدى، كيف كانت صهوتي؟ غمّازة أحيت فاكهة الوجود، مــــــــــــــاذا فعلــــــــــــتَ؟؟؟ لأبقى دوّامة بيد غد مهستر وأرض لا تستقيم.
@ ما هو في رأيك، أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، بين الشابات والشباب، في تونس؟؟؟ وهل تؤيدي حق الرجل، بالزواج بمثنى وثلاث ورباع، وهل أنت مع الزواج المدني، وزواج المسيار، والمتعة، من اجل التقليل من العنوسة؟؟؟
ارتفاع نسبة العنوسة مردّه الظروف الاقتصادية بدرجة أولى وارتفاع تكاليف الزواج الشيء الذي صرف همة الكثير من الشباب إلى التزوّج في سن متأخرة أضف إلى ذلك أنّ خروج المرأة للتعلم والعمل جعل الزواج ليس من أولوياتها فلديها مسؤوليات تجاه العائلة وهي تريد أيضا الاستمتاع بظروفها المادية الجديدة فترغب في امتلاك بيت أو سيارة أو القيام برحلات متنوعة .والرجل اليوم نظرا لهذه الظروف الصعبة يفضل الزواج بالمرأة العاملة حتى يقدر على مجابهة صعوبات الحياة .أما تعدد الزوجات فأنا أعتقد أنها غير مطروحة بشدة في مجتمعنا لقد نشأت في عائلة متوازنة وفي مجتمع يحترم المرأة ويقدرها حق قدرها .والقول بهذا التعدد استنادا إلى الشريعة قول فيه الكثير من المغالطة لأنّ الله جل جلاله يقول"{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم } (النساء:129) لقد تطور المجتمع وتطورت نظرته بالتالي إلى المرأة.
@ما هي أحلام وطموحات فوزية العكرمي التي تتمنى أن تتحقق لها؟؟؟؟
أحلامي هي أن أنعم بالعيش في وطن تحلو فيه الحياة، وأن تتحقق أهداف الثورة التي قامت من أجلها، والتي راح ضحيتها أجمل ورود بلادي، ألا وهي الحرية والكرامة، وتحقيق سبل العيش الكريم، بتوفير الفرص المتكافئة لكل أبناء وطني، أحلم بالحرية والأمان لكل الشعوب العربية، أما على المستوى الخاص أحلم بكتابة قصيدة لم تكتب بعد. وهذه قصيدة من أشعاري: 
عِنْدَمَا تُغَاَدِرُ البِلَادَ..اُتْرُكْ قَنْدِيلاً مَائِيّاً عِنْدَ الدَّالِيَةِ، عَلَّكَ إِذَا مَا عَبَرْتَ البِحَارَ، نَسِيتَ البِلاَدَ وَالقَافِلَة...اُتْرُكْ رَسَائلَ مُبَلّلَة عَلَى عَتَبَاتِهَا الخَاوِيَةِ، كَيْ لاَ تَعُودَ عَاشِقًا عَلى أَزِيزِ الأًمْنِيات، غَادِرْهَا حَافِيًا مِنْ ضَمِيرٍ لاَ يَعْرِفُ النُّوَاحَ...عندما تُوَدِّعُ البِلاَدَ...عُدَّ كَمْ شَعْرَة أَنْبَتَتْهَا فِيكَ مِنْ سُهَادٍ، كَمْ إِصْبعًا نَسَجَتْهُ مِنْ غُبَارٍ...كَمْ ضرْسًا رَاوَدَتْهُ فِيكَ من عِنَادٍ، لتَتَرَبَّعَ فِيكَ الحَيَاةُ...لاَ تُغَادِرْهَا عاشقا...فكلُّ مَنْ غَادَرَهَا قبلك عَاد أشَدَّ مِن الغُزَاة، عندما تُغَادِرُ البِلاَدَ، لاَ تلتَفِتْ لِحَشْرَجَتِها...كَيْ لَا تَعُودَ لِتَخْطِفَ الضَّوْء من عيون الهررة.
إنتهى موضوع حوار مع الشاعرة التونسية د.فوزية العكرمي