قصيدة لمحمد علوش بعنوان ( أنتظر سماء تدعوني للبوح )
عرار:
السماء حبلى بكروم العنب مطراً ونبيذًا حبلى بحقول الورد أهديها أنفاس الصبح وأهديها كأس قداستها تعطيني غيماً تعطيني مطرًا أنتظر سماء تدعوني للبوح وأدعوها لفنجان قهوتي البكر لنرتشف معاً عبير الصبح . -2 - كأنها محاره قذفتها الأمواج إلى النسيان سقطت روحي في الصمت سقطت وتراءت في الغيب مراياها سقطت في البحر سقطت بجنون الليل فكيف أعيد محارتها للنبض وأعود إلى البحر محارة ألغي النسيان وأنزف حبي ونبيذي ؟ -3- أيتها السكاكين الممسوسة بالموت المسكونة بالخوف والدماء رأفةً برقاب المظلومين ارحمي ضعف الضعفاء سيّان سيّان بين القاتل والمقتول (!!) -4 - سأكتب عنك على صفحة السماء وأكتب فيك دفاتر أشعاري على ورقٍ من ذهبٍ وفضة وحولي كل آلهة العشق وكل الأساطير لأنك أجمل ما في الكون وأنقى ما في الكون وأبقى ما في الكون لأنك شامة هذا الكون. -5 - في زحمة الوجوه أبحث عن وجهي بين الوجوه أبحث عن فرحٍ مسلوبٍ عن صدقٍ ووفاءٍ عن إنسانٍ يجمع أشلاء وجهي من بين الوجوه!! -6 - سئمت الغيوم الكاذبة لا تمطر ولا تسقي الغيث سئمت سماءً حبلى بالوهم ننتظر المولود فلا يأتي ننتظر الغيث فلا تسعفنا السحب!! سماءٌ خضراء لا تنزف إلا الحزن ووجع القلب. -7- ذرفت دموعك في وداع أخيك تودعه باكياً ، ومقهور البوح تودعه بدمعتين مقهورتين ووردةٍ حمراء مخضبةٌ بدم الطفولة يا شهيد الطفولة يا الله كم قتلتنا الوثنية يا الله ، كم قتلونا باسمك القدسيّ سفكوا روح الله فيك وأدوا أحلام الطفولة فيك وتريدنا أن نستريح؟
ذرفت دموعك في وداع أخيك وذرفت السماء دمها الحر والجرح كبيرٌ وطريق الآلام يطول ويطول النسيان. -8- تخضبت يداه بالنقش النحيل ولوعة الألوان بدمعة الرمان وحكمة الرمان بسنابل تعد ارتعاشها لمنجل الفلاح يحصد المحو يعلي صهيل الأرض في لغة الطوفان. المصدر : ديوان العرب