|
عرار:
أحد اكثر الأخطاء تكراراً والتي نتعايش معها في حياتنا، هو ذلك الخطأ المتعلق بعدم البوح بالمشاعر الجميلة والأحاسيس الوجدانية تجاه من نحب، ولهذا اصبح معظمنا يعتقد أنه ما دام يحب شخص ويحمل له مشاعر طيبة، فإن هذه المشاعر ما تلبث تُعلن عن نفسها بنفسها، وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة مشاعرنا النبيلة. المشاعر الجميلة تجاه من تحب.. تحتاج إلى تحريك الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد لتسيل الكلمات الجميلة على اللسان وتسمعها الأذن ويرفرف لها قلب المحبوب في كل حين، ولهذا أنا اليوم أحدثكم عن حوار قصير جداً، ينم أننا نعيش جفاف في المشاعر في بيوتنا واحاديثنا ولقاءاتنا. بعد إنقطاع دام أشهر، خطر ببالي صديق، فاتصلت به مباشرة عبر برنامج الايمو، ودار هذا الحوار بيني وبين صديقي، وقبل الخوض في غمار المحادثة وبعد السلام أعلنت حبي ومودتي لصديقي العزيز.. وبهذا النص قلت له؛ (هلا حبيبي ،، والله وحشتني ،، من زمان ما سمعت صوتك ،، أود أن أراك قريباً). صمت برهةً من الوقت وكأنه مصدوم من كلماتي وإعلان حبي له. بادرني بغضب قائلاً: "كأنك غلطان في الرقم.. هذه الكلمات الشاعرية تقولها لزوجتك فقط، وليس لي أنا، فلو سمحت أنا رجل..!!! وآخر مرة أسمع منك مثل هذه الكلمات".. غيرت الموضوع وإنتهى الحوار ولم تنتهي المكالمة. قرأت أن علماء النفس يُحذرون من الوقوع في جفاف المشاعر تجاه بعضنا، ولازالت مدارس علم النفس تؤكد أنه يجب تعليم وتدريب اللسان بالبوح الجميل من المشاعر والأحاسيس والكلمات اللطيف، ويحذرون من الاتكال بأن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها بدون بوح. إننا اليوم نعيش في زمن ندر فيه البوح بالكلم الطيب، والاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان.. وخاصةً كثير من الأزواج والزوجات تجدهم اليوم يدمنون الصمت تجاه عواطفهم، وحجتهم "إنه يعرف أني أحبه".! ولا يدركان أن المعرفة شيء، والبوح شيء آخر تماماً. ترويقة: ومضة: الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 28-01-2019 07:55 مساء
الزوار: 1064 التعليقات: 0
|