المؤلف محمد الصمادي استطاع من خلال رؤيته الدقيقة لمس البعد الكوني لقضايا الإنسان المتناثرة التي تؤول حكايات اجتماعية ثاقبة على استلاب أحلام أينعت وأخرى في مهدها دمرت... أي الحلم والبحث عن الأفضل، تتضارب فيها الأماني مشحونة بعلامات استفهام بعد اختفاء ملامح الإنسانية... فنراه تارة يسأل إذا كان القبر يتسع لشخص آخر وكأنه يفضل الصحبة للعالم الأزلي بعد طلب التوبة الصادقة ابتغاء في الصفح الجميل.. . وتارة أخرى نراه ينصح ولده غيث على نهج وصايا لقمان بسلوكيات مفعمة بالحكمة والموعظة الحسنة كي يبتني عالما مثاليا، خال من بوادر الشر والضغائن تعمه المحبة والإخاء محررا من الطغاة للصلاة في مقدساته المبتورة... يطلب منه الصمود من أجل الحق وأهل الحق ورفع راية الإسلام بافتخار وحب للوطن كي ينال رضا الله والجنة في دعوة أمه من حبه لها ورضاها عنه... لكن سرعان ما يبدو على محمد الصمادي استياء رهيب بوجع الوطن الساكن فيه؛ فيأبى أن يصبح رقما فقط، فيعمل على إظهار المستور وإبراز الارتكاس في الوعاء المحاك ثم يحضر براح السعي الكثيف إلى مناجاة الله متعبدا ومبتهلا في صلواته لإستجابة الدعاء... يا رب من أجل الطفولة وحدها افض بركات السلم شرقا وغربا...
و قالت د. الفنانه أم البنين السلاويشعرت بشرف كبير يغمرني حين اختار الأديب الكبير الأستاذ محمد الصمادي لوحة من لوحاتي، التي أعتز بها، لوضعها على غلاف كتابه القيم "يوميات ميت على هامش الحياة"... لاسيما أنها تستجيب لبوحه الشعري وقلمه السردي الذي يفيض بعشق الوطن والتذمرهنيئا لنا بهذه البذرة الينيعة بنبتها الخصيب...عشق الوطن والأهل الحبيب... تهتز عزة بالمرأة ومطمحا في التربية على أساس المحبة السليمة والمقاصد الشريفة....