شارك في الأمسية الشعراء: محمود فضيل التل، عمر أبو الهيجاء، د. عبد الرحيم مراشدة، د. أحمد العرود، وحسن البوريني الذي أدار فقراتها، وشارك فيها بنص شعري، كما شاركت الآء الشرايري بقصيدة « لن أبكي» لفدوى طوقان، إلى جانب كاتب هذه السطور الذي قرأ مقطعا شعرياً.
اكد د. الشرايري على المعنى الذي يسعى الملتقى لتوصيله من خلال إقامة أمسيات شعرية في أوساط لم تعتد لمثل هذه الأجواء، لافتا إلى أهمية ردم الهوة بين الشعر والجمهور من خلال إقامة أمسيات وندوات في أماكن تواجده.
الأمسية التي أقيمت في صالة أرابيلا استهلها الشاعر التل بقراءة قصيدة شرعت أبوابها للذاكرة الجميلة التي عاينت المكان بما كان عليه، ومنها نأخذ: « أما زلت تذكر ذاك المكان، أما زلت تأتي عليه كثيرا، إذا ما أتيت سألقاك فيه، ألاقي به طيف ذاك الحبيب، وأعشق رائحة الحب فيك، وطيب شذى الأقحوان الجميل».
تلا الشاعر أبو الهيجاء فقرأ باقة من قصائده القصيرة التي راح فيها يراقب حالة التوحد مع الطيور، ومما قرأ: « ماذا عليّ، لو أني مشطت الأرض بالخطوات، وتركت الشوارع تلهث خلفي، ماذا عليّ، لو أني طيّرت نصف قلبي، وجاءني يسعى الحمام، لو توحّدت كل الطيور بي، وصعدت سماء ثامنة».
من جانبه قرأ الشاعر د. مراشدة قصيدتين، التي هيّا لهما بمفتتح « مرّت صرخة بي، أطفئوا النهار، أصابني العمى»، ليقف بعدها على مآسي البلاد، ومن قصيدة عمودية نأخذ:» يا عرب خانت الأوراق أشعار، بل قومنا صابهم من ذلهم عار، تمضي السنون ولا فجر يصبحنا، أين القبور لنا والموت أمّار، راحت فلسطين والشام التي وهنت، أمجادها وسرت في أرجائها النار».
الشاعر د. العرود قرأ قصيدة وقف فيها على شريط ذاكرة لن يحترق، ليصل إلى الحكاية في زوايا الذاكرة، ومما جاء فيها:» الجملة الأولى بداية النهاية، في وادي اليباس...تركت الحزن أخضر، سقيت الماء  ملحاً!نما في خاصرة العمر الثقيل
ارتياح من العناء تلك الفواصل، والجملة الأولى بداية النهاية، حقيبة  فيها ؛علبة «مكياج «ونقال ، وأحمر شفاه،وزجاجة عطر، أوراق صفراء» هنا « هناك» تسمع رنيناً ،تنظر شاشة غريبة، أرقامها واضحةٌ ،يأتي صوت».
الشاعر البوريني ذهب في قصيدته إلى شمس العاشقين التي تكورت، متسائلا عن نفع الحب الذي تخافت نجمه، ومن قصيدة « بحثت في عينيك»، نأخذ: وبحثت عن عينيك في أعماقي، أين اختفت يا حلوة الأحداق، بل كيف ذاك القلب قد أغويته، ونسجت من حبل النوى أطواقي، وتركت قلبا شاخصا في حبره، ووثقت في سجن الأسى ورّاقي».
كاتب هذه السطور اكتفى بمقطع شعري في الأمسية التي حضرها جمهور خاص وعام، تمثل الجمهور الخاص بعدد من المثقفين وأساتذة الجامعات والأدباء، فيما شكل الجمهور العام الذي تواجد في صالة أرابيلا فاكهة الأمسية وهدفها الذي سعى ملتقى إربد الثقافي لتقديم قراءات شعرية له، ومن قراءة كاتب السطور نأخذ:» سهر اليراع وذاب في أحداقي، يوم التقى الورّاق بالوراق، هذا أنا يا حيّ نصفي آية، والشعر بوح فانتبه يا ساقي».